ألقى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كلمة على هامش اللقاء المفتوح الذي نظم يوم الخميس 15 نونبر الجاري بالمقر المركزي للحزب بالرباط مع المناضلتين المحررتين من الأسر الإسرائيلي أريج عروق وميسر عيطاني، أبرز فيها دور الحزب الذي كان دائما في مقدمة القوى التقدمية التي ناضلت بكل الوسائل لأجل القضية الفلسطينية، فهي جزء لا يتجزأ من مبادئ الحزب باعتبارها القضية الأولى بعد قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن صمود فلسطين اليوم نابع من قوة وإيمان شعبها بقضيته العادلة والمشروعة والشعوب العربية المساندة لها، بالرغم من التطورات المتسارعة للقضية الفلسطينية بالنظر إلى التحولات التي عرفتها المنطقة والتي تعجل باتخاذ آليات جديدة لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. ومن جهته، قال زياد أبو عمر، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، إن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سطر بالخط العريض أسميات البطولة في النضال لأجل فلسطين وقضيتها العادلة في العديد من الساحات، ويذكر التاريخ للحزب أنه كان دائما في طليعة القوى الاشتراكية العربية، بل والعالمية التي استشعرت قضية فلسطين كقضية تحرر وطني تبدأ منها وتنتهي إليها قضايا النضال من أجل الحرية والتقدم في العالم. وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة تحرير فلسطين، إلى الدور الكبير الذي لعبه المناضل الشهيد المهدي بنبركة في تأسيس منظمة القارات الثلاث والتي كانت القضية الفلسطينية إحدى أهم مسببات تأسيسها، ودوره أيضا في تأسيس منظمة الشعوب الإفريقية الآسيوية في الدفاع عن فلسطين وكل أحرار العالم، مضيفا أنه يوجد في السجون الإسرائيلية اليوم ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف أسير فلسطيني وبذلك يكون قد دخل نصف مليون شخص إلى الأسر الصهيوني يتعرضون للتعذيب والعزل والإهمال ولظروف قهرية وقاسية. وقال زياد أبو عمر إن القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين وكل أحرار العالم تمر بمرحلة صعبة وتواجه تحديات كبرى، فإسرائيل تواصل احتلالها وتبني المستوطنات عليها وتهود القدس بشكل ممنهج، مشيرا إلى أن صفقة القرن الأمريكية تهدف إلى القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إنهاء الاحتلال ونيل حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشرقية وعودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، حسب قرار الأممالمتحدة رقم 194، وطالب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الجهات الدولية المعنية بضمان المعاملة التي تليق بالأسرى الفلسطينيين، بل أن يطلق سراح كافة المعتقلين الأبطال كمدخل للحل والتسوية. وشهد اللقاء عرض فيلم بعنوان “لازلنا على قيد الفرح” الذي يحكي تفاصيل العدوان الصهيوني ومعاناة المناضلتين أريج عروق وميسر عطياني بسجون الاحتلال وتعرضهما للمعاملة القاسية والظروف القهرية من تعذيب وعزل وإهمال، وقالت المناضلة المحررة من الأسر الإسرائيلي ميسر عطياني التي حضرت إلى المغرب في بداية مداخلتها أن هذا الفيلم ينقل القضية الفلسطينية بكل معاناتها وصمود شعبها من خلال طرح واقع الحركة الأسيرية بالسجون الإسرائيلية، وخاصة ما تتعرض له المرأة الأسيرة من قمع وعنف وعنصرية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، مضيفة أن المعركة اليوم ليست معركة سلاح فقط، بل معركة كل متحرر في العالم والمنظومة العربية ككل مطلوب منها التصدي للاحتلال الصهيوني الذي يشوه الرواية الفلسطينية ونقلها إلى العالم. وأضافت ميسر عطياني، أن الشعب الفلسطيني مصمم بدعم المغرب وبدعم كل أشقائه وكل الشرفاء وأحرار العالم، على دحر الاحتلال وإفشال صفقة القرن، مسجلة بكل فخر واعتزاز وتقدير مواقف المغرب التاريخية الناصعة والمشرفة، ملكا وحكومة وشعبا، تجاه القضية الفلسطينية. ويشار إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية –قطاع الشبيبة الاتحادية- يعقد الملتقيات الجهوية لشباب الوردة نهاية الأسبوع الجاري، حيث اقترح إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، أن يعرض الفيلم “لازلنا على قيد الفرح” بكل الأقاليم والمدن وداخل مقرات الحزب بربوع الوطن.