بعد النجاح الذي حققه عمله السينمائي الأول « مسافة ميل بحذائي»، انتهى المخرج سعيد خلاف من تصوير عمله الثاني، الذي يحمل عنوان « التائهون» ويبدو أنه ما بين الفيلم الأول، 2015، والثاني، أخذ سعيد خلاف مسافة كافية للتفكير ويستعد لإنجاز عمله الثاني الذي صور بالدار البيضاء مدة أربعة أسابيع . وقد عبر سعيد خلاف عن رضاه بنسبة كبيرة عن العمل الذي انتهى من تصويره، وعن الفريق الذي اشتغل معه في هذه المغامرة الفنية، يتقدمه مدير تصوير يشهد له الجميع بالكفاءة و التجربة، فاضل شويكة، و ممثلين و تقنيين متمكنين، بحيث أن إنجاز العمل تم في الوقت المحدد، مضيفا أنه الآن ينتظره شوط ثاني لا يقل أهمية، المونطاج، قبل أن يتم ظهور الفيلم في حلته الأخيرة.. فيلم «التائهون» يحكي، في قالب فني مشوق، قصة الشاب مراد الذي ينحدر من أسرة غنية ، سيتعرض لحادثة سير خطيرة، ستغير منظوره للحياة و يبدأ في رحلة بحث عن فتاة ليل, غزلان، سبق أن طردها من قبل بعد أن علم بأنها حامل منه، ليدخل في صراع من جهة, مع عائلته لتقبل هذا الأمر، ومن جهة أخزى مع غزلان التي لا تفهم تصرفاته. يقول سعيد خلاف إنه في هذا الفيلم، يسعى إلى رسم لوحة ذات بعد قاسي، تعكس مدى معاناة الأنثى في مجتمع ذو عقلية ذكورية، إلى حد ما، و عدم تسامحه و غفرانه لماضيها، حتى وإن لم تكن لها يد في نسج خيوطه، بالمقابل يتعامل مع الرجل بتسامح كبير، بل ويجعله أحيانا بطلا إلى الحد الذي يجعل الرجل يفتخر بهذا الماضي، من هنا جاء الفيلم ليرسخ ثقافة التسامح والغفران للرجل و المرأة، لأن كلا منهما يوجد في خانة الإنسان، والإنسان هو الثروة الحقيقية لأي مجتمع. فيلم «التائهون» سيناريو: محمد نجدي وسعيد خلاف، ومن بطولة عبد النبي البنيوي، نسرين الراضي، رانيا التاقي، عبد الصمد محي الدين، حميد ندير، عبد السلام بوحسيني، فايزة إدريسي، فاتي جمالي.. ومعلوم أن الشريط السينمائي الأول لسعيد خلاف «مسافة ميل بحذائي»الذي كتب له السيناريو أيضا، كان قد فاز بخمس جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2016، كما فاز بالعديد من الجوائز في مهرجانات مختلفة، من بينها جائزة "السعفة الذهبية" لمهرجان الفيلم العربي و الأوروبي في الأقصر، وجائزة لجنة التحكيم في الدورة التاسعة لمهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر ، وثلاث جوائز في مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية. كما فاز الفيلم بجائزة (الحصان البرونزي) التي تم منحها في إطار فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو ( فيسباكو 2017 ) ، و قد شارك هذا العمل في عدة مهرجانات دولية، عربية و وطنية حتى وصل إلى كوريا الجنوبية و جنوب افريقيا، كما مثل المغرب في جائزة الأوسكار لأحسن فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية..