أرقام مخيفة تلك التي أعلنت عنها مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية حول عدد المغاربة المدمنين على المخدرات، ذلك أن أكثر من نصف مليون مغربي يستهلكون المخدرات بمختلف أنواعها بشكل يومي ولا يستطيعون التوقف عن ذلك. وأظهرت الأرقام أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات يوميا، بينهم 16 ألف مغربي يدمنون على المخدرات القوية من هيروين وكوكايين، وهو رقم مرتفع لأنه لا يأخذ يعين الإعتبار إلا الأشخاص الذين يستهلكون هذه المخدرات على الأقل مرة في اليوم، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المغاربة إلى الإدمان سجل الفقر المدقع وانعدام الإحساس بالأمان إلى جانب البطالة التي تمس شريحة كبيرة من الشباب. كما أن سهولة الحصول على المخدرات وخصوصا الحشيش، أدت إلى ارتفاع عدد المغاربة المدنين على استهلاك الحشيش بشكل يومي، وهو ما يفسر أيضا أن أغلب المدنين على الحشيش ينتمون للمناطق المعروفة بالزراعة التاريخية للكيف. أما بخصوص المخدرات القوية فقد عرف تدفقها على المغرب، خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا، خاصة حبوب الهلوسة القادمة من الجزائر.. وهذا التدفق المتزايد، وارتفاع عدد المدمنين، يقابله عجز في عدد مراكز معالجة الإدمان في المغرب الذي لا يتوفر إلا على 5 مراكز لمعالجة الإدمان، بينما أعلنت وزارة الصحة أنها تعمل على إنشاء 16 مركزا جديدا لمعالجة الإدمان في أفق تحقيق ذلك سنة 2020. وحسب نفس الأرقام فإن ظاهرة الإدمان تنتشر بين صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة بنسبة 70 في المائة، كما أن المملكة أصبحت تعرف إدمانا بارزا لأطفال دون ال15 من العمر، ويتركزون في المناطق المتفشي الفقر بها كما بالأحياء الهامشية للمدن. ومقارنة بالدول المغاربيّة فإن المغرب يسجل أعلى معدل إدمان في صفوف مواطنيه، ذلك أن عدد المدمنين في الجزائر يصل إلى 300 ألف، وهو نفس الرقم المسجل في تونس، في حين أن تحتل مصر صدارة دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط بضمّها 6 ملايين من المتعاطين للمخدرات بإدمان.