منحت لجنة جائزة سركون بولص للشعر وترجمته في دورتها الأولى 2018 جائزتها إلى الشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط. وعن اختيار تجربة وساط الشعرية ، قالت اللجنة إن مبارك وساط «امتاز بشحن قصيدته بطاقة تخيلية وبلاغية لافتة من عناصر مختبئة في مشهد واقعي تبدو مكتملة في ظاهرها اليومي، لكنها عصية على الاكتمال في جوهرها الغائب، وبسعيه إلى إدماج العالم الواقعي بعالم المخيلة. خاصة في ديوانه «عيون طالما سافرت» إذ يدأب على تحويل الحياة اليومية بوصفها نثراً إلى شعر ينتمي للزمن دون أن يسقط في النثرية، ويصل إلى الإمساك بفكرة قصيدته دون أن يسقط في الذهنية، كما أن البناء في نصوصه خيط غير مرئي يحيل النثر إلى قصيدة عبر تماسك اللغة وطيفية الصورة وصفاء الفكرة ونموها». ويضيف بيان اللجنة أن وساط «اعتمد في كتابته الشعرية قاموساً معاصراً، يمتح في بعض الأحايين من التراث من جهة أولى، ومن منجزات الحداثة الشعرية الغربية من جهة ثانية، دون أن يتعارضا أو ينقض أحدهما الآخر، كل هذا جاء برفقة ترجمات لأعمال شعرية ونثرية اتسمت بالأصالة في الاختبار والسلاسة في اللغة، وذلك في أجمل «خيانة» ممكنة للأصل.» أصدر الشاعر مبارك وساط دواوين: «على درج المياه العميقة»، «رجل يبتسم للعصافير»، « فراشة من هيدروجين»، ثم ديوانه الأخير «عيون طالما سافرت»، بالإضافة الى ترجمته لكتاب عالميين من بينهم أندري بروتون وهنري ميشو، كافكا . كما ترجم أعمال كل من الطاهر بنجلون، عبد اللطيف اللعبي وبعض أعمال الشاعر الراحل محمد خير الدين. يذكر أن جائزة سركون بولص للشعر وترجمته جائزة تقديرية يعلن الفائز بها يوم 22 أكتوبر من كل عام، وتمنح هذا العام خلال معرض الدارالبيضاء للكتاب 2019 في المغرب، وتمنحها منشورات الجمل.