فرط المنتخب الوطني المغربي في فوز كان سيقربه أكثر من التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2019، وذلك بتلقيه هدفا قاتلا ضد منتخب جزر القمر، الذي نجح في فرض التعادل على المجموعة الوطنية، في آخر أنفاس اللقاء الذي جمعهما مساء أول أمس الثلاثاء، بملعب سعيد محمد الشيخ، برسم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية. وتذوق المنتخب المغربي بميتساميولي ما تجرعه القمريون بالدارالبيضاء، حيث انتزع أسود الأطلس فوزا قاتلا مساء السبت (1 – 0 من ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع)، حيث كان أبناء الناخب الوطني هيرفي رونار في طريقهم إلى حسم اللقاء بهدفين مقابل هدف واحد، بعدما حولوا تخلفهم بهدف لألفاردو بن محمد (9) إلى تقدم بفضل خالد بوطيب (54) ونور الدين أمرابط (62). لكن ألفاردو بن محمد خطف التعادل لبلاده في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، حارما المجموعة الوطنية من نقطتين كان سيتربع بفضلهما على صدارة المجموعة، بفارق نقطة أمام الكاميرون، التي عادت بدورها بتعادل سلبي من مالاوي. وكان الفوز سيجعل المنتخب المغربي على بعد 5 نقاط من مالاوي، قبل جولتين على ختام التصفيات، وبالتالي كان سيضع قدما في النهائيات القارية، بما أن الكاميرون ضامنة لتأهلها كبلد مضيف. وعموما فقد عرت مباراة عن عيوب كثيرة في صفوف المنتخب الوطني، الذي بدا متأثرا بشكل كبير بغياب صانع الألعاب حكيم زياش، كما سجلت أخطاء قاتلة في العمق الدفاعي، استغلها ألفاردو في مناسبتين، وكادت أن تكلفنا غاليا. وطرحت علامة استفهام كبيرة حول اختيارات الناخب الوطني هيرفي رونار، ولاسيما في ما يتعلق بتوجيه الدعوة للاعبين يفتقدون للتنافسية، مقابل تجاهل أسماء تقدم مستويات جيدة رفقة فرقها، وخاصة سفيان بوفال ونبيل الزهر، اللذين من حقهما أن يعودا إلى المنتخب الوطني، لأن من شأن التعامل التعاطفي الذي أظهره رونار تجاه بعض الأسماء، التي تعيش حاليا خريفها الكروي، أن يكون مكلفا بالنسبة لنا، سيما وأن العناصر الوطنية مقبلة على أصعب لقاءين في مسارها التأهيلي، حيث ستواجه الكاميرون في الشهر المقبل، وتختم مشوارها بمواجهة مالاوي ببلانيتر. إن هيرفي رونار مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة أوراقه، لأن اختياراته التقنية كانت سببا في الخروج من الدور الأول في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وخاصة في اللقاء الأول أمام إيران، وعليه أن يتعامل بشكل موضوعي مع اللاعبين، فلا يعقل أن يتخلى عن حمد الله والعربي ومتولي وباتنة بداعي أنهم انتقلوا إلى اللعب بالخليج، ويبقي على حضور بوصوفة (من دون فريق) والأحمدي وأمرابط، اللذين يلعبان بالدوري السعودي، رغم القيمة التي يمثلونها داخل المنتخب الوطني. فالمنطق يجب أن يسري على الجميع، وأن يكون اللعب للمنتخب الوطني وفق الضوابط التي أعلن عنها وفرضها سابقا. يذكر أن التأهل إلى النهائيات سيكون من نصيب صاحبي المركزين الأولين في كل مجموعة، باستثناء المجموعة الثانية، التي سيتأهل عنها الوصيف في حال بقيت الصدارة للكاميرون، أو المتصدر في حال لم تكن الصدارة من نصيب الأخيرة. وتقام الجولة الخامسة في 16 نونبر المقبل، حيث يلعب المغرب مع الكاميرون، فيما تحل مالاوي ضيفة على جزر القمر التي حصلت الثلاثاء على نقطتها الثانية فقط. أما الجولة الأخيرة فستقام في 23 مارس 2019، حيث يحل المغرب ضيفا على مالاوي مع الأمل أن يكون ضامنا لتأهله، فيما تلعب الكاميرون على أرضها مع جزر القمر.