تخلى الأمير يوهان فريسو الوريث الثاني لعرش هولندا سنة 2003 عن حقه في عرش البلاد قائلا, انه سيتزوج الفتاة التي يحبها رغم عدم حصوله على موافقة الحكومة على ذلك. وقال يان بيتر بالكننده, رئيس وزراء هولندا انه لا يستطيع تأييد هذا الزواج بعد ان اعترف الامير يوهان وخطيبته مابيل ويس سميث وكلاهما عمره 35 عاما, بأن علاقة ويس سميث بأحد المجرمين كانت أعمق مما ذكرته هي أصلا. ويقضي القانون الهولندي بضرورة أن يحصل افراد العائلة المالكة الذين يطمحون في اعتلاء العرش على إذن من الحكومة والبرلمان بالزواج لأن مجلس الوزراء سيتحمل المسؤولية عن اعمالهم. وفي رسالة الى رئيس الوزراء، قال الأمير يوهان انه ما زال يعتزم الزواج من ويس سميث متخليا عن حقه في عرش البلاد. وفي غشت 2003، أي بعد شهرين من خطبتهما، اصدرت ويس سميث بيانا قالت فيه انها تعرفت على المجرم كلاس برينسما لبضعة اشهر عندما كانت طالبة وانها انفصلت عنه عندما علمت «بالاعمال التي يقوم بها». ولكن علاقتها ببرينسما الذي قتل بالرصاص في صراع بين عصابات عام 1991، عادت الى الاضواء عندما قال احد حراسه الشخصيين السابقين ان الاثنين كانت تربطهما علاقة حب. وتعد هذه المسألة الأحدث في سلسلة من الامور المثيرة للجدال التي احاطت بالعائلة المالكة في هولندا. فقد أثار الامير فيليم الكسندر ولي عهد هولندا عاصفة عندما تقدم لخطبة فتاة ارجنتينية كان أبوها عضوا في المجلس العسكري الحاكم هناك. وأثار زواج الملكة بياتريس نفسها بكلاوس المولود في ألمانيا في الستينات أعمال شغب. ولي عهد النرويج وقصة النادلة التي سرقت قلبه التقى ولي العهد الأمير هاكون بالفتاة ميت على مائدة بعض الأصدقاء في أحد الملاهي الليلية في سنة 1999، حيث كانت تعمل كنادلة في الحانات، واتهمت بالانتماء لمنظمات شيوعية، والمؤكد أنها كانت على علاقة غير شرعية بتاجر مخدرات، أثمرت عن طفل بلغ الرابعة من عمره. الحب لا يعرف المستحيل، ولكن هذه العلاقة كانت فوق المستحيل نفسه، استمرارها كان ضربا من ضروب الخيال، فالأسر الملكية التي اعتادت على الاقتران ببنات العائلات الملكية قد تتسامح في هذا الأمر، شريطة أن تكون العروس ذات حسب ونسب، وليس تاريخا إجراميا، ولكن ما جرى كان العكس تماما، فقد وافق الملك هارولد بن أولاف الخامس على هذا الارتباط فورا، خاصة وأنه عانى شخصيا من أزمة مماثلة، عندما رفض والده الموافقة على زواجه من الملكة سونيا هارالدسن عشر سنوات كاملة، لمجرد أنها لا تحظى بالدماء الزرقاء، وبالطبع وافقت الملكة الأم، ولكن جاء الرفض بأغلبية ساحقة من الشعب النرويجي، إذ انخفضت شعبية العائلة المالكة إلى 40 بالمائة فقط بمجرد الكشف عن هذه العلاقة، وتوترت الأمور أكثر عندما انتقل «هاكون» للإقامة مع «ماريت» في شقتها الصغيرة بالعاصمة أوسلو، إذ رفضت الكنيسة اللوثرية هذه العلاقة، خاصة وأن هاكون سيكون على رأسها بمجرد توليه الملك، وطالبت الأمير بالتخلي عن ولاية العهد إذا كان مصرا على إتمام هذا الزواج تأسيا بإدوارد الثامن ولي عهد المملكة المتحدة، الذي تخلى عن العرش عندما أراد الزواج من أليس سيمبسون. ما بين حيرة التخلي عن العرش أو التخلي عن حبيبته، وجد الأمير هاكون ضالته في المصارحة ومخاطبة جيل الشباب، فنظم مؤتمرًا صحفيا لميت مارييت أقرت فيه بندمها على ما فعلته في حياتها السابقة، ورفضها التام لتعاطي المخدرات ورغبتها في حياة شريفة، واستعدادها لحياة القصر الرزينة مع فتى أحلامها، ورغم أنها لم تعترف بتعاطي المخدرات صراحة ولم تعتذر عنه، إلا أن شعبيتها زادت إلى 60 بالمائة في نفس اليوم، وأشار استطلاع للرأي العام بعد مؤتمرها الصحفي إلى أن أربعين في المائة من النرويجيين قد أصبح لديهم انطباع أفضل عنها، فيما ذكر 84% ممن شملهم الاستطلاع أنها كانت أمينة في التعرض لماضيها. هنا بدأت إرهاصات بقبول الشعب النرويجي لهذا الزواج العجيب، وهو ما مهد الطريق أمام الأمير هاكون لمواجهة الشعب بنفسه، فعقد مؤتمرا صحفيا اعترف فيه بكل أخطاء ميريت، وأنه كان في سبيله للتخلي عن ولاية العهد لاستكمال هذا الزواج، ولكنه قرر أن يضع مصيره بين أيدي الشعب النرويجي نفسه. وقال معلقا على ارتباطه بميريت والدعاوى المطالبة بتخليه عن العرش: «أعتقد أنه من المهم أن يفكر المرء في كل احتمالات مصيره، وقد وجدت أنني ينبغي أن أكون هنا وقد كانت أسرتي رائعة في كل التفاصيل، فقد تحدثت إليهم كثيرا قبل أن تجد الأنباء طريقها إلى الصحف، ثم قررت أن أتحدث عن الأمر بنفسي لأضع حدا لكل القيل والقال، وقد قلت شيئا يمكن أن ألخصه على النحو التالي: «نحن كبشر نمر بمراحل مختلفة، وهذه هي الحال بالنسبة لرفيقتي، وبالنسبة لي شخصيا، وربما بالنسبة لأي شخص آخر، ونحن نتغير مع الزمن». وجاءت استطلاعات الرأي مجددا لتحسم الأمر، إذ زادت شعبية الأسرة الملكية إلى 80 بالمائة في ثلاثة أيام فقط. دموع هاكون في المؤتمر الصحفي لم تضمن له الدعم الشعبي فقط، وإنما دعم كل الأسر المالكة في أوروبا، فقد أعلنت جميعها عن رغبتها في حضور هذا الزفاف، فضمت قائمة الضيوف ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وشقيقه الأمير إدوارد إيرل سوسكس، والملك كارل غوستاف عاهل السويد، والملكة مارغريت ملكة الدنمارك، والملك ألبرت عاهل بلجيكا، والأمير ألبرت أمير موناكو وولي العهد الإسباني حينها الأمير فيليبي. دموع هاكون استمرت حتى يوم زفافه الذي وافق 25 غشت 2001، ولكنه في هذا اليوم أبكى الجميع معه، فقد أصر على إلقاء كلمة على وليمة الزفاف ختمها بكلمة «ميتي ماريت.. أحبك»، وقد نقل التلفزيون النرويجي على الهواء مباشرة كلمة الأمير بمناسبة الزفاف. وشكر هاكون عروسه على الأيام التي عاشا فيها معا قبل الزواج، والفرصة التي أتيحت له بفضل هذه الأيام ليمضي وقتا مع ابنها ماريوس البالغ من العمر أربعة أعوام. ولم يملك كثير من كبار الضيوف بالوليمة ومنهم عدد كبير من أفراد العائلات المالكة الأوروبية دموعهم التي انسابت لسماع هذه الكلمة. وبعد العشاء افتتح الأمير والأميرة الحفلة برقصة (فالس) وباتت زوجة ولي العهد والفتاة الأكثر شعبية في النرويج، وأحد أهم المحاضرين عن الأخلاق والمنظمين لحملات مواجهة مرض الإيدز. الملك ادوارد الثامن تخلى عن العرش من أجل مطلقة أمريكية كشفت وثائق نشرتها الحكومة البريطانية ان الاميركية واليس سمبسون التي تخلى ملك بريطانيا ادوارد الثامن عن العرش ليتمكن من الزواج منها، كانت على علاقة عاطفية سرية بشاب آخر في الثلاثينات. وتكشف هذه المعلومات التي كانت سرية ان رجال الشرطة تجسسوا على الشابة الاميركية المطلقة والملك المقبل الذي تخلى في 1936عن العرش من اجلها. واكتشفت الشرطة ان واليس سمبسون كانت على علاقة بغاي تراندل وهو مهندس ميكانيكا يعمل ببيع السيارات لحساب شركة فورد، بدون علم ادوارد الذي كان امير ويلز حينذاك. وقال تقرير للشرطة مؤرخ في الثالث من يوليوز 1935 ان سمبسون قدمت لعشيقها السري اموالا وهدايا ثمينة، موضحا ان «هوية العشيق السري للسيدة سمبسون حددت وهو غاي ماركوس تراندل». وتابع المصدر نفسه ان تراندل موصوف «كمغامر جذاب جدا جميل وعلى درجة كبيرة من العلم وراقص ممتاز». واضاف انه «يلتقي السيدة سمبسون علنا في اللقاءات غير الرسمية للمجتمع بصفته صديقا شخصيا ويلتقيان ايضا سرا في اطار علاقات حميمة». واوضح التقرير ان تراندل «يتلقى الاموال والهدايا الثمينة من السيدة سمبسون». وتابع ان تراندل تزوج من امرأة اخرى ايضا في 1932.وتشير الملفات الرسمية التي نشرتها السلطات البريطانية الى ان ادوارد اثار غضب الحكومة لأنه أراد توجيه دعوة عبر الإذاعة إلى الشعب ليسانده خلال الأزمة التي انتهت بتخليه عن العرش. وكان ادوارد الثامن يريد القاء خطاب مثير عبر الإذاعة على أمل أن يتمكن من الزواج من واليس سمبسون والبقاء على العرش. لكن رئيس الوزراء حينذاك ستانلي بالدوين الذي كان يعارض بشدة هذا الاحتمال عرقل الخطاب ولم يسمح لادوارد في نهاية الأمر بأكثر من كلمة وداع عبر الإذاعة. وكان ادوارد الثامن اعتلى عرش بريطانيا بعد وفاة والده جورج الخامس في يناير 1936. ولم يبق ملكا اكثر من 11شهرا ليسجل اسمه في التاريخ على انه الرجل الذي تخلى عن كل شئ من اجل حب امرأة. وقد تزوج واليس سمبسون في يونيو 1937.