في أجواء لا تخلو من الحب والتقدير والاعتراف، احتفت رابطة المبدعين العرب- فرع المعاريف بالمبدع عز الدين الجنيدي، وذلك مساء يوم السبت 15 شتنبر الجاري بالمركب الثقافي «ثريا السقاط» بالدارالبيضاء. هذا التكريم، حسب تقديم أحد أعضاء الرابطة، دفعت به الرغبة في تحقيق أحد أهم الأهداف التي تأسست عليها الرابطة ذات يوم، ألا وهي ثقافة الاعتراف، وبالتالي اختار المنظمون لتحقيق هذا الغرض،»طودا ثقافيا وعلما من أعلام الإبداع في المغرب «، الشاعر والفنان المتعدد الآليات الإبداعية ابن منطقة المعاريف، عز الدين الجنيدي. وقد كان هذا اللقاء، الذي يدخل ضمن الأنشطة التي نظمتها الرابطة للاحتفال بافتتاح فرعين لها بكل من منطقة المعاريف والألفة، مناسبة للحضور من أصدقاء المحتفى به والناشطين الثقافيين والاجتماعيين والمبدعين وغيرهم ليدلوا بشهاداتهم في حقه. كلمات وشهادات أجمعت على تواضع المبدع وتحفظه في الكلام عن نفسه، مستدلة بأمثلة كثيرة حول ذلك، كما ألقت الضوء على جوانب الإبداع فيه، فهو شاعر يراقص الكلمات بكل فنية، وخطاط يلاعب الحروف بتقنية، وفنان تشكيلي يهوى مزاوجة الحروف بالألوان وعازف عود متميز.. من بين المتدخلين، الشاعرة خديجة عثمان، رئيسة رابطة المبدعين العرب- فرع المعاريف، التي رحبت بالحضور وبالمحتفى به، ومصطفى مزارة، أستاذ وشاعر ومهتم بالنقد الأدبي الذي قدم قراءة نقدية حول ديوان «إشراقات في حضرة الخلوة» لعز الدين الجنيدي، وشمس الصهباني، وهي فنانة تشكيلية ورئيسة جمعية التنوع الفني»ريشة وفن» التي شهدت على إنسانيته وحسه العميق الذي يعكسه في إبداعاته، وعبد الرحمن الغندور، الكاتب العام الوطني لشبكة القراءة بالمغرب، الذي أشار، بصفة خاصة، لتشبث المحتفى به بقيمه، وصرح بأنه يختار قراءاته بعناية ويكتب بعشق فضلا عن كونه يشجع كل مشروع ثقافي، بالإضافة إلى شهادة كل من مصطفى بن رحو والشاعرة فوزية أمين ومحمد كابي… قاعة ثريا السقاط كانت فضاء للأشعار وللموسيقى والغناء، أيضا، إذ عانقت النغمات الكلمات في لحظة أرادها منظموها مفعمة بالحب، فترنح الحضور على إيقاع موسيقى»المجموعة الأندلسية» برئاسة محمد بنزكري ثم مجموعة «كلمة ونغمة» التي قدم أعضاءها للجمهور عز الدين الجنيدي شخصيا لمعرفته القوية بهم، وتغنى الحاضرون مع كل المطربين الذين تعاقبوا على الخشبة، وهم إدريس دليل، وسعيد إيسوفا، أستاذ الموسيقى وعازف على آلة «البانجو» الذي مثل الأغنية الأمازيغية خلال هذا الحفل، فضلا عن الفنان سمير نجدي»عندليب الدارالبيضاء» – حسب ما وصفه مقدم الحفل- وأحد أعضاء رابطة المبدعين العرب، كما تجاوب الجمهور مع الفقرات الشعرية التي ألقاها العديد ممن تدخلوا لتقديم شهاداتهم وأغلبها مقتطفات من قصائد الشاعر عز الدين الجنيدي، واستمتع بصوت الشاعرة الليبية أمال عامر وهي تقرأ مقاطع من ديوان «إشراقات في حضرة الخلوة» والتي أرسلتها عبر الأثير. خلال الحفل تم أيضا بث شريطين، الأول للتعريف برابطة المبدعين العرب وبفرعها الجديد، فرع المعاريف، حيث أبرز الشريط أن الرابطة أسست سنة 2013 على أسس مختلفة، من بينها استقطاب المبدعين والمثقفين والمفكرين بغية الارتقاء بالمشهد الثقافي والحفاظ على الموروث الثقافي المغربي والعربي ..إلى غير ذلك، أما فرع المعاريف فقد عرف النور يوم 24 أبريل الماضي، ومن أهدافه ضخ دماء جديدة في الساحة الفنية المحلية، ونشر ثقافة الاعتراف وتشجيع المبادرات الشابة وكذا ترسيخ منظومة القيم الإنسانية والوطنية والدينية … أما الشريط الثاني وهو بعنوان»خلطة عشق عربي» فقد بث ليتمم الفقرة التي خصصت لتقديم حياة ومسار عز الدين الجنيدي، مركزا على إبداعاته وناقلا صورا له وهو يرسم لوحاته ويتفنن في كتابة الحروف، وذلك تحت نغمات مقاطع من عزفه على العود. وقد نجحت هاته الفقرة، بالفعل، في نقل نبذة عن حياة المحتفى به والتي قسمت إلى أربعة أبواب: النشأة، المسار المهني، الاهتمامات ثم عز الدين الجنيدي الشاعر، فهو من مواليد حي بنمسيك سنة 1962 قبل أن ينتقل إلى المعاريف، حاصل على الإجازة في الأدب العربي شعبة اللسانيات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق، انخرط في عدة جمعيات منذ طفولته وكانت آخرها جمعية «الشعلة»، انطلقت مسيرته المهنية سنة 1994 حيث تقلد خلالها عدة مسؤوليات، فكان أول مدير لمركب ثريا السقاط ومديرا للمركب الثقافي للمعاريف ورئيس المصلحة الثقافية بنفس المنطقة والمسؤول عن لجنة التنشيط الثقافي للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني وأول مؤسس للصالون الثقافي لمؤسسة مسجد الحسن الثاني ويشتغل حاليا كرئيس لقسم الشؤون الاجتماعية والتنمية التشاركية ومدير المركب الثقافي «عبد لله كنون» بعين الشق. بالنسبة لاهتمامات الجنيدي فهي متعددة وتتنوع مواهبه التي ترتكز على عمق عشقه لكل ما هو عربي عريق، وقد دخل غمار الفن التشكيلي في إطار مسيرته الجمعوية خصوصا في مجال الفن العربي وفن الحروف، شارك في عدة معارض للخط وعمل خطاطا في جريدة وطنية ثم مارس العزف على العود، وتميز الشاعر فيه بالحكمة والعمق اللذين برزا خصوصا من خلال ديوانه «إشراقات في حضرة الخلوة» الذي صدر سنة 2016 وسبقه ديوان آخر بعنوان»أبدا لن أسابق الجراح» سنة 2014. اختتم الحفل بكلمة ل «عريس» هذا اللقاء الفني، الذي ظهر عليه، خلال هاته الأمسية، نوع من الخجل والتأثر بمشاعر الحب التي صدحت بها جنبات القاعة، واعتبر أن هذا اليوم تاريخي بالنسبة له فشكر الحضور بكلمة نثرية أعطاها كعنوان «أسرار القرار» ، بعدها مُنحت العديد من الجوائز التقديرية أولا للمحتفى به ثم لبعض من أعضاء الرابطة ولفاعلين في المجال الثقافي…