بعد نيلها لصفقة تدبير قطاع النظافة بمدينة بنسليمان للمرة الثانية على التوالي، قامت شركة «أوزون» باستعراض أسطولها الجديد أمام ثانوية الحسن الثاني على مدى أسبوع اختتمته بتنظيم حفل حضره عامل الإقليم الجديد، وكذا ممثلو السلطات المحلية وأعضاء المجلس البلدي قصد الاحتفال بالفوز بما يزيد عن المليار و500 مليون سنويا على مدى 5 سنوات تلتهمها من المال العام ومن ميزانية البلدية قصد تنظيف المدينة؟ وهي (الشركة ) التي أبانت خلال تدبيرها لمجال النظافة خلال السنوات السبع الأخيرة عن فشلها الكبير في الالتزام بوعودها في تطوير وتجويد خدمات النظافة وأظهرت عدم احترامها لدفتر التحملات، مما خلق مشاكل كثيرة في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، تحولت على إثرها المدينة إلى مطرح للنفايات والأزبال. ورغم العيوب والاختلالات التي نتجت عن التدبير الفاشل لمجال النظافة بمدينة بنسليمان من طرف الشركة المعنية إلا أن المسؤولين بالبلدية وبمباركة من السلطات كان لهم رأي آخر وعمدوا إلى تجديد الثقة في نفس الشركة من خلال تفويت قطاع النظافة بزيادة التكلفة المالية السنوية عن الصفقة السابقة، علما بأن هؤلاء يدركون جيدا أن هذه الأخيرة لم تدبر مجال النظافة بالشكل المطلوب والمأمول، حيث حسمت اللقاءات الهامشية وبعض التفاصيل الجانبية التي كانت تدور خارج أسوار البلدية في الصراع الذي كان دائرا بين بعض الأعضاء حول تفويت صفقة النظافة، تمكن على إثره الجناح المؤثر بالمجلس البلدي من ترجيح كفة تفويت قطاع النظافة للمرة الثانية على التوالي إلى نفس الشركة لأسباب يعرفها العام والخاص وفق مصادر من داخل البلدية. وقد أثارت عملية التفويت هذه الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام من طرف المواطنين وكذا من طرف مجموعة من فعاليات المدينة الجمعوية والمتتبعة للشأن المحلي، سواء على مستوى استعراض الأسطول وإقامة الحفل لإعطاء انطلاق عملية تنظيف المدينة أو على مستوى تجديد الثقة في نفس الشركة لتدبير هذا المجال؟ ومن بين الأسئلة المحيرة التي طرحها البعض : هل كانت تحتاج عملية تنظيف المدينة إلى إقامة حفل بحضور عامل الإقليم الجديد في أول خروج له بعد تعيينه الأخير؟ ثم هل تجويد وتحسين خدمات النظافة يتم بالعمل الميداني أم باستعراض أسطول الشركة لذر الرماد في العيون، حيث سرعان ما تختفي آليات النظافة وتختفي معها الوعود التي أطلقها مدير الشركة في ذات الحفل ل، لكون التجربة السابقة لتدبير مجال النظافة أثبتت فشلها، حسب شهادة الجميع بمن فيهم مسؤولون عن تدبير شؤون المدينة. وهي أسئلة تبقى منطقية ومشروعة، حيث أكدت الأيام لأخيرة ما تتداوله فعاليات المدينة من كون الشركة لا يهمها الاهتمام بالمجال البيئي ونظافة المدينة بقدر ما يهمها التهام الملايير من ميزانية البلدية، إذا مباشرة بعد الحفل المشار إليه شوهدت أحياء وأزقة المدينة وهي غارقة في الأزبال وبأماكن حيوية واستراتيجية، وخير مثال على ذلك الأزبال التي تظل منتشرة بالقرب من السوق البلدي وأمام مؤسستين تربويتين (مدرسة ابن زيدون وإعدادية محمد السادس)، بالإضافة إلى انتشار الأزبال بمحيط تجزئة العمران وبجوار الحي الحسني وحي الفرح وأمام إعدادية ابن تاشفين ومدرسة السلام وعلى امتداد الشريط الغابوي. ناهيك عن قلة الحاويات وعدم صلاحية بعضها (حي القدس التوسيع وزنقة بني ورة نموذجا) مما يضطر السكان إلى إفراغ الأزبال بالأزقة. كما أن الشركة لم تف بوعدها ولم تلتزم بدفتر التحملات تجاه شارع الحسن الثاني حيث أن المواطن السليماني لم يشاهد قط عملية الغسل اليومي للشارع كما هو متفق عليه إلا بمناسبة الزيارات الرسمية.» فبوادر انطلاق عملية النظافة لا تبشر بأن الأمور ستتحسن في هذا المجال وأن مدينة بنسليمان لن تعرف تطورا في قطاع النظافة بمواصفات عصرية حسب ما تم الاتفاق عليه خلال تفويت الصفقة للمرة الثانية على التوالي إلى الشركة نفسها، اللهم إذا كانت هناك مواكبة صارمة وحازمة وتتبع جدي وحقيقي لتفعيل بنود الاتفاقية من طرف السلطات الإقليمية والمسؤولين بالبلدية» تقول فعاليات جمعوية.