أكدت أجهزة الإنقاذ الإسبانية أنها أنجدت قرابة 400 مهاجر في البحر المتوسط مطلع الأسبوع خلال محاولتهم العبور من المغرب إلى إسبانيا. ورغم الطوق المضروب على المتطلعين إلى العبور نحو الضفة الأخرى، فإن التدفق ما زال مستمرا، حيث تؤكد الأرقام أن محاولات التسلل إلى إسبانيا عبر مياه المتوسط تشهد زيادة مطردة، بل ارتفعت وتيرتها في الشهور القليلة الماضية، بل إن هذا الجسر الجنائزي شهد مئات الغرقى. وقال خفر السواحل الإسباني إنه جرى إنقاذ 395 شخصا من على متن تسعة قوارب حتى يوم السبت في مضيق جبل طارق وبحر البوران. وقد أصبحت إسبانيا الوجهة المفضلة للاجئين بدلا من إيطاليا إذ سجلت وصول قرابة 21 ألف مهاجر منذ مطلع العام أي ما يفوق تقريبا عدد الوافدين خلال العام الماضي بأكمله وفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة. وأضافت المنظمة أن معدل الوفيات خلال العبور من المغرب يصل إلى حوالي واحد بين كل 70 مهاجرا أي أنه أقل من مثيله عند العبور من ليبيا إلى إيطاليا وهو واحد بين كل 19 شخصا. وسبق لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن أكد أن المفوضية على استعداد لزيادة تمويل إسبانيا والمغرب لمساعدتهما في التعامل مع زيادة الهجرة عبر غرب البحر المتوسط برغم أن الميزانية محدودة. وكتب يونكر إنه رغم أن تمويل الاتحاد الأوروبي لشمال أفريقيا محدود «بمجرد أن يتوفر التمويل اللازم لهذا البرنامج فسيشهد زيادة جديدة خلال هذا العام وعام 2019». وتتوقع مدريد أن تنفق 30 مليون يورو في المراحل الأولى من وصول المهاجرين وقال يونكر إنه يتعامل مع طلب مساعدات طارئة من شرطة الحدود على أنه أولوية. ومعلوم أن إسبانيا أصبحت هي الوجهة المفضلة للمهاجرين السريين بعد التشديدات التي بدأت حكومات غربية بفرضها على دخول المهاجرين إلى بلادها، وبعد أزمة سفينة المهاجرين «أكواريوس»، ومنعها من الرسو على الشواطئ الإيطالية، حيث ارتفعت أعداد المهاجرين إلى إسبانيا منذ بداية العام إلى نحو 16 ألف. وفي مدينة طريفة وحدها، تم إنقاذ نحو 7300 مهاجر منذ بداية العام، حيث قامت مراكب إنقاذ إسبانية، ومتطوّعون بعمليات الإغاثة. وهذا يعني أن عدد المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم من القوارب المطاطية قبالة الشواطئ الأندلسية بلغ ضعف الذين تمّ إنقاذهم في إيطاليا وثلاثة أضعاف الذين تمّ إنقاذهم في اليونان هذه السنة. ومثلت إسبانيا على الدوام مدخلاً إلى القارة الأوروبية بالنسبة للمهاجرين، غير أن أعداد الوافدين إليها تزايدت في الأسابيع الأخيرة. وفيما أقفلت إيطاليا أبوابها على المهاجرين المنطلقين من ليبيا، تبدو إسبانيا هي الخيار البديل لهؤلاء. ووفقاً لقواعد الهجرة في إسبانيا، يحق للمهاجرين الذين جاؤوا من البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء طلب اللجوء أو مغادرة البلاد نحو وجهة أخرى، بعكس المغاربة الذين يطردون فوراً.