قالت الصحافة الجزائرية إن المخرج المغربي عز العرب العلوي لحارزي اخلط حسابات المخرجين المشاركين في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، برفعه سقف التحدي عاليا على مستوى جرأة الموضوع والتقنية والإبهار البصري.." لفيلم «دوار البوم»، الذي «كان نافذة جمهور مهرجان وهران على رائعة سينمائية إنسانية فتحت جروح مرحلة «سنوات الرصاص» بالمغرب ثم ضمدتها برؤية عميقة ومتوازنة تحلم بالربيع، حيث اعتبرت المخرج المغربي انطلق من طفولته، مما اختزنته ذاكرته من صور وأحداث وروايات عن معتقل سري كبير يقع على أطراف قرية صغيرة، سكانها بسطاء لا يعلمون تفاصيل ما يدور داخل أسوار القلعة الكبيرة عدا معلومة أن كل المعتقلين أجانب وأعداء الوطن ويجب عزلهم عن المجتمع لقطع أي تواصل. وأجمعت المنابر الجزائرية لفعاليات مهرجان الفيلم العربي بوهران أن الفيلم المغربي كان تحفة بصرية وطبقا سينمائيا دسما اشتغل على موضوع سياسي حساس جدا هو «سنوات الرصاص» في المغرب ويعتبر أول فيلم نقل بشاعة المعتقلات السرية دون أن يصور معتقلا واحدا، بل رمز إليهم بأبواب فقط، وهو خيار ذكي من المخرج الذي لم يكن هدفه النبش في الماضي لتعميق الجرح، وإنما للاستفادة من الدرس، ولذلك جعل من القرية كلها معتقلا كبيرا الكل فيها سجين.. سجين ماضيه وسجين شهواته وسجين خياراته وسجين خوفه وسجين أطماعه وسجين لقمة عيشه وسجين جهله وسجين أنانيته... الفيلم الذي قدم عرضه العالمي سهرة يوم السبت بقاعة المغرب بوهران يعتبر المرشح الأقوى إلى حد الآن للظفر بجائزة « الوهر الذهبي» في انتظار قرار لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج مرزاق علواش.