في أوج الحرب على الإرهاب، جاء توشيح إسبانيا لمسؤولين بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الأسبوع الماضي بأوسمة ليؤكد الدور الذي يلعبه المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم وكانت الحكومة الإسبانية خلال حفل نظم بمدريد، منحت وسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر"، إحدى أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية، إلى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطنيفيما تسلم مديران مركزيان بنفس المؤسسة، من كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن، "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أبيض". وتدرك إسبانيا التي مازال يخيم عليها شبح تفجيرات 11 مارس أن مكافحة الإرهاب العابر للأقطار لن يتأتى إلا بالتعاون الوثيق بين دول الجوار وعلى رأسها المغرب الذي يحظى باستقرار سياسي وأمني في منطقة مضطربة تجعل منه نموذجا وتجربة للقراءة واستخلاص ما يمكن استخلاصه من دروس وتأكدت ثمار هذا التعاون في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، فالمعطيات توضح أن هذا التعاون مكن من اعتقال 40 شخصا على الأقل منذ مطلع السنة الجارية، كان يعدون العدة للقيام بأعمال إرهابية وكان بلاغ لوزارة الداخلية الإبانية قد أوضح أنه تم " خلال السنة الجارية، القيام بخمس عمليات مشتركة، أسفرت عن اعتقال 40 شخصا، وذلك بهدف تفكيك الشبكات الإرهابية التي تركز أنشطتها على تمويل وتجنيد وتلقين وإرسال مقاتلين إلى بؤر النزاع في سورية والعراق". وبسبب عدة عوامل تدرك إسبانيا أنها من الدول المهددة من طرف الإرهاب، خصوصا مع احتمال عودة الجهاديين إلى أرضها ومنهم عدد كبير من ذوي الأصول المغربية أغلبهم من سكان سبتة ومليلية المحتلتين ويشكل هذا التحدي أهم محاور التعاون الأامني والاستخباراتي بين البلدين، بالنظر إلى خبرة المغرب في تعقب وتفكيك الخلايا الإرهابية كما أن العمل المشترك بين إسبانيا والمغرب مكن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من "تفكيك بنى لوجستيكية مختلفة لتجنيد الإرهابيين الجهاديين" كانت تنشط بمدن الفنيدق وتطوان وفاس، وبالثغرين المحتلين سبتة ومليلية. واكتست هذه العمليات أهمية أساسية بالنسبة لأمن البلدين، وارتقت بالتعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمفوضية العامة للاستعلامات للشرطة الوطنية إلى مستوى التميز في العلاقات بين إسبانيا والمغرب". واعتلرفت إسبانيا رسميا بهذا الدور حينما صرح كاتب الدولة المكلف بالأمن فرانسيسكو مارتينز فاسكز أن "أمن إسبانيا، وأمن حدودنا، ومكافحة شبكات الاتجار في البشر، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات يعتمد بشكل كبير على التعاون المهم مع المغرب" مؤكدا أيضا ما صرح به المدير العام للشرطة الإسبانية، إغناسيو كوسيدو، عندما نوه ب"تضحية وتفاني وعمل المصالح الأمنية المغربية في مجال مكافحة الإرهاب"