أهدى الثنائي المغربي محمد عبيشة وعبد العزيز خلوف قطر الميدالية الذهبية ببطولة العالم العسكرية، التي جرت مؤخرا بالديار الألمانية، فيما منحها المغربي الآخر يوسف أوغلاف، الميدالية النحاسية، في وقت عجز فيه فريق الجيش الملكي عن تأمين مصاريف المشاركة، ليقدم اعتذاره. وكان محمد عبيشة، قد فاز خلال السنة الماضية، بألوان المنتخب الوطني المغربي، ببطولة إفريقيا للطائرة الشاطئية رفقة زهير لكراوي، وكان من الأسماء الوازنة على مستوى الطائرة الشاطئية الوطنية، حيث شارك في العديد من التظاهرات العالمية، وعلى رأسها البطولة العالمية، قبل أن يضطر إلى تغيير جنسيته، بسبب خلاف مع مسؤولي جامعة الكرة الطائرة. وحسب مصدر مطلع، فإن محمد عبيشة وجد نفسه مضطرا إلى البحث عن أفق يضمن له كرامته، ويصون كبرياءه، بعدما أحس باليأس، بسبب تماطل جامعة الكرة الطائرة عن صرف مستحقاته المالية، والبالغة خمسة ملايين سنتيم فقط !، هي مقابل تتويجه ببطولة إفريقيا للكرة الطائرة الشاطئية، ليختار في النهاية حمل القميص «العنابي». وسار عبيشة على نفس الطريق الذي سلكه قبله مواطنه يوسف أوغلاف، لاعب اتحاد طنجة والمنتخب الوطني السابق للكرة الطائرة داخل القاعة، والذي اختار الجنسية القطرية قبل سنتين، بسبب ما عاشه من تهميش وإهمال، وهو نفس الأمر بالنسبة لعبد العزيز خلوف، ابن مدينة المحمدية، والذي التحق بالمنتخب القطري في سنة 2010. ويطرح هذا الأمر سؤالا عريضا حول دور الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، إن لم يكن تأمين مستقبل الرياضيين المغاربة، وصون كرامتهم، بدل دفعهم إلى البحث عنها في دول أخرى، مع ما يمثل ذلك من خسارة للرياضة الوطنية. إن خمسة ملايين سنتيم ليست بالمبلغ الضخم، الذي تعجز جامعة بكل أطقمها وإمكانياتها عن توفيره لبطل لا مورد عيش له غير الكرة الطائرة، ثم هل دور المكتب المسير لهذه الجامعة هو انتظار منحة وزارة الشباب والرياضة والدعم العممومي، دون القيام بمبادرات خاصة، عبر إبرام شراكات واتفاقيات مع القطاع الخاص لدعم الرياضة، وأن تكون لهم أفكار جديدة ومتجددة للارتقاء بالرياضة الوطنية، التي لا نعتقد أنها تفقد للمواهب والإمكانيات التقنية، بقدر ما تفتقد للمبادرات والحكامة الجيدة؟. إن عدم احترافية المكتب الجامعة، وعجزه عن توفير مبالغ مالية زهيدة، كخمسة ملايين سنتيم للاعب أهدى المغرب لقبا قاريا، يدفعنا إلى مطالبتها بالرحيل الفوري وتقديم استقالته، لأنه لا يعقل أن نفرض في أبنائنا بسبب عجزنا عن ضمان حقوقهم، فكفانا استهتارا بمواهبنا.