في زحمة الهدوء، شارع يشُد على يد شارع مُنهدم الحيطان. يتجهان إلى لقاء الدروب في دمار المدن، ……… إلى صخب الفراغ المتكئ على غيابنا. تميد عناويننا جهة الشك، فنسأل حدس البيوت وراءالأبواب. نقبض على ظلال الريح في شوقنا إلينا. ……… كل شيء يرفع هزيمته فينا، يقيم حدوده على ما يفصل حقيقتنا عن الوجود. نغرس بقاءنا في خيامنا المتحركة كالرمال. ……… لم نتقن رسمنا على جغرافية النشوء، فصرنا براكينا من الآهات المنفجرةأوجاعا يشتكي فينا الألم للألم من الألم، فنضحك من وراء أقنعتنا البالية. ……… نحتاج ريشة بيكاسو لنقَوِّم وجوهنا في المرآة. نعيد ترتيب الزمان في خطوط الصمت. ففي فسيفساء الحرب علينا، تمتد السماء في صدى القذائفْ تتكور الأرض في صرخة التراب، يفر الماء من العيون ومن الغمام، ترتدي البراءة جلد ضحيتها، أطفال لا طفولة لهم في نطفة تشكلهم وفي الألعاب. ……… بعد كل عاصفةٍ هدوءٌ، قالت فِراسةُ الأجداد التي تحتل بُخارنا في الفضاء، فما بعد العاصفةغير عاصفة أخرى، تعصف بهدوء التين والزيتون في بلداننا وقد كانت يوما في تاريخنا آمنة، ……… لأننا لم ندرك بعد ما قالته الدمعة للدمعة، ما قاله الدم للدم، ما قاله الأنين للصدى المتوجع في سمائنا. سنموت أكثر من مرة حتي يُكمِّل الهوليووديُ فيلمه، يدخلنا محشر «كان»، فنكون عرضة للتصفيق مثقال ذرة لناْ ،مثقال الجبال لهم، فينا نكون أبطالا، من سلالة الحالمين، في عبث وجودنا. لا نكون ما نريد، فقط نكون دمى محنطة يلعب بها الكبار على أسرتنا. لا حيطان لنا تخفي سوءاتنا لا لغة لنا تترجم رفضنا أضعنا كل شيء في زحمتنا الهادئة . للهدوء صخبه ولنا أطلال تبكي علينا في موتنا متنا كأعمدة الكهرباء المُظلمة.