شنّت سلطات عمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا، منذ يوم الجمعة 29 يونيو 2018 وعلى امتداد 3 أيام، حملة واسعة ضد الاستغلال العشوائي لرمال شاطئ عين الذئاب ، واحتلالها عنوة بدون سند قانوني، من طرف عشرات الأشخاص الذين ألفوا نصب شمسيات، كراس وطاولات، يقومون بكرائها للراغبين في قضاء لحظات هادئة على الشاطئ البيضاوي، بمبالغ غير منطقية. استجمام كان في غير متناول المصطافين الذين كانوا يجدون أنفسهم في مواجهة مع "فتوّات" يفرضون قانونهم الخاص الذي شرّعوه لأنفسهم حتى يطبّق على غيرهم من المواطنين، إذ بات ممنوعا على المواطن العادي أن يضع شمسيته برمال الشاطئ، وأضحى غير مسموح الولوج إلى بعض المساحات الخاصة ، بل وحتى المرور منها ومن أمامها، في مشهد سبّب حنقا وسخطا غير ما مرّة في صفوف المصطافين. وضع قررت سلطات العمالة القطع مع عهده، بعد تجربة سالفة كان قد أشرف عليها عامل العمالة السابق خاليد سفير، حيث تم تحرير الشاطئ تحريرا كاملا، لكن بعد ذلك، عاد الوضع لما هو عليه من استغلال غير قانوني، علما بأنه خلال هذه السنة لم يتم إجراء أية سمسرة عمومية من أجل كراء بعض مرافق ومساحات الشاطئ نظير مقابل مادي يذهب إلى خزينة الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، وتم تشكيل لجنة مختصة مكونة من ممثلي السلطات المحلية، الأمن الوطني والقوات المساعدة، للسهر على استمرارية تحرير الملك العمومي من مستغليه العشوائيين. ولم يقف الأمر عند حدود الأشخاص الذين يؤجرون "رمال" الشاطئ، بل شمل كذلك بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون على تحضير وجبات وأكلات ويقومون ببيعها، الذين تم منعهم من الاستمرار في ذلك، بالنظر لشروط إعداد تلك المأكولات وإمكانية تسببها في أضرار صحية لمتناوليها، وفقا لتصريح مصطفى قواسم، رئيس مصلحة التواصل بعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا. خطوات تحرير الملك الشاطئي بعين الذئاب، تلتها خطوات أخرى مرافقة كما هو الحال بالنسبة لتنظيم حملة نظافة واسعة، شاركت فيها أمس الأربعاء 3 يوليوز 2018 مجموعة من جمعيات المجتمع المدني، أطفالا وأطرا، إذ بلغ عدد المساهمين فيها حوالي 120 مساهما، بزي موحد، "عملوا على تأثيث جنبات الشاطئ وانخرطوا في عمل اجتماعي تضامني، يهدف إلى تكريس البعد البيئي والاهتمام بالنظافة كشرط مواطناتي متمدن أساسي" يتابع المصدر ذاته. يذكر أنه كل موسم صيف واصطياف تصبح لحظة ارتياد عدد من الشواطئ لحظة ليست باليسيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات والمواجهات مع أشخاص احترفوا احتلال الملك العمومي واستغلاله، بدءا بالأرصفة ، وصولا إلى رمال الشواطئ، إذ يفرض هؤلاء الأشخاص إتاوات وتسعيرات خيالية على المواطنين، الباحثين عن لحظة صفاء تتحول قسرا إلى لحظة مشاحنة وعراك، أمام مرأى ومسمع من السلطات المختصة، في عدد كبير من الحالات، هذا في الوقت الذي يفرض كل من ارتدى صدرية تسعيرة لوقوف السيارات تتراوح ما بين 5 و 10 دراهم، علما بأن المقرر الجماعي واضح في هذا الشأن، لكن لا يتم تفعيله، هذا الورش، الذي أكّد مسؤول التواصل بعمالة آنفا، في جوابه عن سؤال "الاتحاد الاشتراكي"، أنه "سيتم فتحه لاحقا بتنسيق مع المصالح الجماعية المختصة ، وذلك بعد تهيئة شاطئ عين الذئاب الذي يشهد عددا من الأشغال حتى يكون في حلّة تتوافق وانتظارات زواره، سواء من مدينة الدارالبيضاء أو خارجها". احتلال الملك الشاطئي، و"بلطجة "حراسة السيارات، واقع لا يقتصر على شاطئ عين الذئاب وكورنيشه، فالمحمدية هي الأخرى تشهد نفس الوضع بشواطئها الممتدة في اتجاه بوزنيقة، ونفس الأمر بالنسبة لطماريس، هذا الشاطئ الذي يتنفّس احتلالا، و يبقى غارقا في مخلفات الأزبال والنفايات، دون أن تتدخل مصالح جماعة دار بوعزة للقيام بمهامها، واكتفت عوض ذلك بشرعنة استخلاص مبلغ 5 دراهم عن كل سيارة تتوقف حتى ولو للحظات قصيرة؟