مع ارتفاع درجات الحرارة وانطلاق العطلة الصيفية بعد انتهاء شهر رمضان الأبرك، عاد العديد من المواطنين ليعيشوا تفاصيل نفس السيناريو/الطقس السنوي الأليم، الذي هو عنوان عريض للمهانة والتسيب، بالعديد من شواطئ المملكة، التي تم احتلال بعضها بالكامل، من طرف أشخاص/جهات ما، وعملوا على تسخير «فتوّات» نصبوا بها الواقيات الشمسية ووضعوا بها الكراسي، مصادرين كل حبة رمل، حتى لا يجد مرتادوها شبرا فارغا، مما يفرض عليهم إن هم أرادوا قضاء لحظات بهذا الفضاء العمومي، وحتى إن هم قطعوا مئات الكيلومترات للوصول إليه، تأدية مقابل مادي قد يصل إلى 50 درهما عن كل واقية شمس وكرسيين اثنين، أما الشواطئ التي بقي فيها بعض من الرمال الفارغة استثنائيا، فبمجرد أن يجلس عليها مصطاف أو يقوم بنصب واقيته حتى يقف عليه من يطالبه بأداء مبلغ 5 دراهم كمقابل عن كراء المساحة، وكأن المقدمين على هذه الخطوة قد حصلوا على تفويض إداري للقيام بفعلهم، الذي في حال لم يمتثل البعض له، يكون نصيبهم وابلا من السب والقذف والمواجهة بكل أشكال البلطجة؟ ممارسات تتم في واضحة النهار، أمام مرأى ومسمع من ممثلي كافة الجهات المتدخلة، سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية أو المصالح الأمنية، التي «تغض» الطرف عن سلوكات من هذا القبيل، شأنها في ذلك شأن أرصفة الكورنيش التي يفرض على أصحاب السيارات أداء مبالغ مالية مرتفعة للتوقف وبشكل مسبق، والحال أن اليافطات تشير إلى أن تسعيرة الوقوف هي محددة في درهمين اثنين، لكن واقع الأشياء يؤكد عكس ما هو مشهر، وإن تم محو الإشهار الرسمي للتعريفة في عدد من اليافطات كما هو الحال بالنسبة لكورنيش عين الذئاب بالدارالبيضاء، هذا الأخير الذي وعودة إلى موضوع رماله، أكد أحد المواطنين يوم الأحد الأخير، وهو ناشط فيسبوكي، على أنه توجه إلى هذا الشاطئ في ثاني يوم عيد الفطر رفقة زوجته، وبينما هو ينصب مظلته الشمسية في الرمال، وقف عليه شاب يافع يقول له، بأنه يتعين عليه أداء 5 دراهم، فلما استفسره عن سبب ذلك، أجابه «اليافع» بأنها ثمن استغلال للمكان، وهو الجواب الذي لم يتقبله المعني بالأمر، وبعد طول نقاش تحت أشعة الشمس اللافحة، أقسم له «صاحب الشاطئ الجديد» أو المستخدم عند «مالكه»، بأﻻ يحطّ في الشاطئ في المرة القادمة! الوضع بشاطئ عين الذئاب لايختلف عن الوضع بشواطئ شمال المملكة التي تعرف إقبالا كبيرا صيف كل سنة، والتي تعد قبلة مفضلة لتوفر عدد من الشروط، التي ،وبكل أسف، أصبحت بدورها آيلة للزوال وفي طريقها للاندثار، سيما بمرتيل، الرأس الأسود، المضيق ....، حيث وبناء على شهادات لعدد من الفيسبوكيين، وما تنقله شهادات مواطنين تواجدوا في عين المكان، فإن عددا مهما من الشبان قد «احتلوا» الشواطئ المذكورة وغيرها، ونصبوا بها مظلتهم الشمسية وعددا من الكراسي، وحولوا هذه الفضاءات العمومية إلى ملكية خاصة، حيث يمنعون المصطافين من نصب واقياتهم الشمسية وإجبارهم على أداء مبلغ 50 درهما كواجب لكرائها، وكل من اعترض على الأمر يكون عرضة للتنكيل اللفظي قبل البدني إذا ما لم يتراجع عن الانتقاد؟ تسيب وفوضى عارمة تعرفها شواطئ عدد من مدن المملكة، في الوقت الذي ينتظر المواطنون التدخل لحمايتهم وتمكينهم من الحق في قضاء عطلة بشكل آمن، بعيدا عن استهداف جيوبهم أو سلامتهم، وحتى تكون هذه اللحظة المنتظرة طوال السنة فترة للراحة ونعمة لا أن تتحول إلى ساعات في «الجحيم» وتكون بمثابة نقمة، نتيجة لسلوكات بشرية تتطاول على القانون والمؤسسات وهيبتها!