الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    الطرمونية: حزب الاستقلال يسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة بدكالة    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    دهس عمدي يوقف 7 أشخاص بالبيضاء    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        قيود الاتحاد الأوروبي على تحويلات الأموال.. هل تُعرقل تحويلات المغاربة في الخارج؟    أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد ميطالسي، مدير الشؤون الثقافية لمعهد العالم العربي بباريس .. من المستحيل إدماج كل مكونات الثقافة المغربية في فضاء معهد العالم العربي بباريس

محمد ميطالسي مدير الشؤون الثقافية لمعهد العالم العربي بباريس ويشرف على الجوانب الفنيبة والثقافية للمعهد منذ اكثر من 30 سنة ومندوب مشارك لتظاهرة "المغرب المعاصر" بمعهد العالم العربي بباريس.
متخصص في العلوم الحضرية ودكتور في الاستيتيقا، له عدة منشورات في هذا الجانب منها: "المدن الملكية للمغرب"،باريس،منشورات بيار1999 ، ترجم الى الانجليزية سنة 2000 والى الالمانية سنة 2001 ."فاس ،المدينة الاساسية"منشورات اسير 2003.
المغرب،القصور والحدائق الملكية."مطبعة المنشورات الوطنية،دار نشر مليكة ،باريس 2004."تطوان بين الذاكرة والتاريخ"منشورات مليكة 2005." المدن في العالم العربي"،كاتالوغ متحف العالم العربي،باريس 2011.
بالاضافة الى مشاركته في عدد من الكتب الجماعية، ويعتبر اليوم من أكبر واهم الطاقات التي يتوفر عليها المغرب في تدبير الشؤون الثقافية وتنظيم التظاهرات الكبرى.
التقاه بباريس يوسف لهلالي
o تنظمون بمعهد العالم العربي، خلال ستة اشهر تظاهرة كبرى حول "المغرب المعاصر" بمشاركة 700 فنان و2500 متر مربع مخصصة للعروض ( من 14 أكتوبر 2014 الى نهاية يناير 2015) من خلال برمجة ثقافية غنية تتضمن الموسيقى، الرقص، النقاشوالندوات، الخ...( من بداية أكتوبر الى نهاية مارس 2015) بمشاركة عدد كبير من اهم ما يتضمنه المغرب الثقافي والفني من طاقات.
اليس هذا العمل هو رهان استتنائي بتنظيم كل ذلك بباريس، مدينة تتوفر على عرض فني مكثف وجد متنوع؟
n هو رهان معقول، يكفي التوفر على إرادة لتنظيم تظاهرة كبيرى والتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية لانجاز هذا العمل.
في هذه العملية جند المغرب الوسائل لانجاز هذه التظاهرة الكبرى. وكما قلت هذه التظاهرة جد غنية، وليس صعبا تنظيم شيء جميل ومفيد حول الثقافة المغربية،وهي متنوعة ولها عدة أوجه فنية للمغرب اليوم. اعدادها تتطلب الاخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي،العقدي للبلد.
ولكن كانت مهمة نسبيا صعبة نظرا للوقت الذي منح لتنظيم، فقط بضعة شهور من اجل اكتشاف تعبيرات نادرة ومتميزة للمغرب.
وتطلب الامر من المندوبين التلاثة( موليم،ايبير وانا) التنقل ألاف الكيلومترات( من طنجة الى الداخلة ومن الدارالبيضاء الى وجدة) من اجل اللقاء بالفنانين( فنانين تجريديين،موسقيين،راقصون،معماريون...الخ من اجل وضع تصور ومحتوى المشروع واكتشاف الابداعات الجديدة، ووضعية الموروث الذي مازال حيا اليوم بالمغرب.وكان لا بد من الاخذ بعين الاعتبار تاريخ هذه الثقافة ودينامية الابداع المعاصر.كان رهانا صعبا نظرا لأهمية التظاهرة، والمتطلبات الفكرية، الاستتيقية من اجل تقديم جزء من الثقافة المغربية بمدينة دولية مثل باريس.
o قلت انه ليس لكم وقت كافي، هذا يعني غياب عدد من الفنانين، وجزء من جديد الساحة الثقافية والفنية المغربية لمختلف جهات المغرب؟
n الثقافة المغربية جد غنية،وكان من المستحيل ادماج كل المكونات الثقافية لهذا البلد.في هذه الممارسة كان لابد من الاخذ بعين الاعتبار مصاعب الفضاء والوقت. وكان لابد من تعبئة فضاءا معهد العالم العربي،خاصة لوديتوريوم،. وكان لا بد من إيجاد فضاءات أخرى غير موجودة بالمعهد من اجل عرض جد شامل. على كل حال ليست المرة الأولى او المرة الأخيرة التي نقدم فيها المغرب بمعهد العالم العربي.منذ سنة 1985 وهذا البلد يحظى بشرف هذه المؤسسة.
هكذا ، فان اختيار المندوبين لهذه التظاهرة، ومن واجبهم وضع مشروع يأخذ بعين الاعتبار الفضاءات والميزانية، مع الاخذ بعين الاعتبار الانسجام بين العروض بالإضافة الى المصاعب التي سبق لي طرحها.
عدد كبير من الفنانين الذين لم يتم اختيارهم لكن لهم جودة كبيرة ، لكن الاعمال التي قدموها لا تتلاءم مع الموضوع الذي اختاره المندوبون لهذه التظاهرة. وهو ما يعني انه بإمكاننا انجاز تظاهرة أخرى بجودة عالية مع فنانين اخرين وببرمجة ثقافية أخرى.
o لكن هذه التظاهرة حول المغرب سوف تدوم 6 اشهر ؟
n طبعا، انها برمجة استتنائية، بعد "زمن المغرب1999 و2000 "،هذه التظاهرة هي الأهم حول الابداع المغربي المعاصر بمعهد ىالعالم العربي. "زمن المغرب" تم تنظيمها بكل التراب الفرنسي، في هذه المرة ،التظاهرة تتم بالمعهد ومتحف اللوفر، مع بعض المؤسسات الباريسية مثل مسرح المدينة، ودار ثقافة العالم والمسرح الليري ومعهد ثقافات الإسلام ومسرح جيرار فيليب بسان دوني وبعض الجمعيات خارج باريس.
هذا المشروع بدأ من اللوفر الذي كان ينجز معرضا حول المغرب الوسيط، والرئيس جاك لونغ استغل هذه الفرصة من اجل تكامل ما بين معهد العالم العربي وهذا المتحف الفرنسي الكبير من اجل اقتراح موضوع تكميلي وهو "المغرب المعاصر"،وهما فترتين لتاريخ الثقافة المغربية.
o ما هي المقاربة التي تم اعتمادها من أجل اختيار مختلف الفنانين الذين سوف يمثلون المغرب في هذه التظاهرة؟
n كانت لكل شكل فني مقاربته مثل الصباغة، النحث، الفيديو والمعمار والديزاين، اما الفنون الحية والندوات فكانت لها مقاربة أخرى. فيما يخص اختيار المحتوى، كان لا بد من الانسجام ونوع من التواطؤ ما بين المندوبين التلاثة من اجل بناء هذا الموضوع دو التخصصات المتعددة. والرهان كان هو الذهاب من ملاحظة هذه الاعمال وسماع الموسيقى ..الخ وبدون أفكار مسبقة او جاهزة واخذ مسافة مع احكام القيمة التي تكونها الوكالات التجارية في مجال الفن والثقافة حول الحقل الفني بالمغرب. والذهاب من طنجة الى الداخلة ومن الدار البيضاء حتى وجدة من أجل الزيارة الميدانية،والمشاهدة،للاستماع والملاحظة الى هذه الدينامية الثقافية التي يعيشها المغرب حاليا. وفي هذا النوع من الاعمال لا يمكننا ان نكون موضوعيين بشكل كامل وشامل. ومن المؤكذ اننا تركنا فنانين على الجانب، لكن مندوبي هذه التظاهرة قاموا باختيارات يتحملون مسؤوليتها.
من المؤكذ ان الثقافة المغربية بإمكاننا ان نعرضها في تظاهرات أخرى غير هذه التي نقدم في معهد العالم العربي. تظاهرات لها موضوع اخر غير هذا الذي اشتغلنا عليه.واعتبر ان كل الفنانين الذين تم اختيارهم لهم أشياء يقدمونها، للمشاهدة وللاستماع ولهم احقية الحضور بباريس. هناك فنانون اكثر أهمية لكنهم لن يأتون الى هذه التظاهرة بباريس ، وهذه ليست نهاية التاريخ، لانها الدينامية الثقافية لا بد ان تستمر ويحافظ عليها من خلال خلق مؤسسة يمكنها ان تلعب دور الربط ما بين المغرب وفرنسا من اجل وضع استمرارية للحركة الثقافية من اجل تقديم غنى الثقافة المغربية.
لكن العمل بالميدان هو جد مهم في مسار بناء مشروع ثقافي. بموازات هذا العمل Au fur et à mesure du périple,
المندوبون اكتشفوا الاعمال واستمعوا الى الفنانين من اجل فهم انشغالاتهم في المجال الفني والرمزي والاجتماعي. وبصفة عامة وضع الفنانون خطاب حول عملهم ولم يبق اي فنان صامت امام عمله.
وزيارة مئات الورشات والمعارض مكنت المندوبين من ملاحظة بعض المواضيع التي تجمع بين هذه الاعمال،وتيمات استيتيقية للابداع المغربي. اللقاء مع الفنانين التشكيليين،الموسيقيين، الراقصين،وديزاينر،والصناع التقليدين والسنيمائيين من الشمال حتى الجنوب، اقنعت واضعي هذا المشروع تقديم غنى الابداع، والمعرفة المحصل عليها والارث المتنوع، وخلفيات هذا الابداع تجمع الإشكالات العميقة للفنانين وقدرتهم على تحمل هذا الإرث.
o الهم الذي شغل مندوبي هذه التظاهرة هو الإجابة على بعض الأسئلة الأساسية حول الابداع المغربي اليوم. كيف يمكننا ان نقدم من خلال الاف من الامتار فضاء ثقافي وفني؟كيف يمكننا ان نبرز هذا الغنى في كل التخصصات الفنية التي هي في وضعية انتقالية وثورية.؟ كيف يمكننا ان نقدم للجمهور الفرنسي كل ذلك دون ان ننسى الإرث المعماري الذي يعتبر مصدر الهام؟ كيف يمكننا تمثيل هذه الشعلة الفنية لشباب الحضري؟.
n فقط المقاربة ذات التخصصات المتعددة يمكنها ان ان تجيب بشكل نسبي على هذه الأسئلة.كل مجالات الابداع حاضرة في هذه التظاهرة. ولم يتم نسيان أي منها، الفن التشكيلي،النحث،الصورة ،الفيديو،الديزاين،المعمار، فن الحياة،الموضا،الموسيقى، السنما والرقص.الخ...هذه المقاربة تشكل مبدءا المكون لهذا الغنى الثقافي وهذه الدينامية الانفرادية للمغرب المعاصر، ونفس الحافز تعرفه مختلف التخصصات ونفس الأسئلة تسكن المبدعين ونفس الرغبة للابداع في هذا الحقل المعولم ( من العالمية ) ومع الحفاظ على الذات، الجمهور عليه ان يفهم هذه الرسالة من مبدعي المغرب اليوم . لهذا فان اختيار 80 فنان تشكلي حي، بالإضافة الى مئات الموسيقيين، الراقصين، السنمائيين والمثقفين (أي مامجموعه 700 شخص تقريبا) هو حدث بباريس.
علينا أيضا ان نقدم التعدد والتنوع المدهش لمختلف مناطق المغرب، ففي كل منطقة وفي كل مدينة هناك خصوصية ثقافية، هذا هو غنى المغرب: الاشكال الموسيقية والرقص هي متعددة وكذلك المعمار الصناعة التقليدية ألخ...
بالإضافة انه يجب تقديم كل عمل جديد ومحتوى في الابداع المويسقي وفي الرقص في شكله التقليدي والمعاصر.فنانون مغاربة يحاولون القيام بعمل ابداعي يدمج بين الثرات المغربي وبين مختلف الاشكال الموسيقية مثل موسقى الجاز،الفلامينكو،والبوب والروك.الخ...موسيقى غربية خالصة هي شيء غير مسموع لدى الجمهور المغربي، لكن من خلال العمل على هذه الاشكال وخلطها بالاقاعات والميلودية المغربية او دارجة الدار البيضاء او امازيغية اكدير مع ادخال بعض التغييرات الموسيقية، فانه يتم القبول بالشكل الموسيقي ويمكنها ان تلقى نجاحا. وهو ما اعطى اشكال موسيقية هجينة لا هي بالمغربية ولا هي بالغربية، وهي اشكال تعرف نجاحا بالمدن الكبرى المغربية.والتي يمكن للشباب ان يعتبرها من انتاجه وابداعه. وبموازاة ذلك، هناك موسيقى من جودة عالية ، تدخل في اطار المعاصرة الدولية ،مثال احمد السيد حيث يقومون بعمل لايقتصر على بلد محدد ويتوجهون لجمهور دولي مكون وله تكوين عالي بدل التوجه الى الجمهور المحلي.
o ألم تتمكنوا من إيجاد فرقة مسرحية لتمثيل المغرب في هذه التظاهرة؟
n ليس لنا مسرح بمعهد العالم العربي ، والبرمجة المسرحية توقفت منذ سنة 2000 لأسباب مالية،بالاضافة الى انه نشاط من العيار الثقيل،ولا بد من فريق من اجل انجاز ذلك. الرقص تم الرقص المعاصر تم انقاده، لان الفرق التي تأتي الى المعهد قبلت بالإنتاج المشترك.بشكل عام، لم تكن لنا الإمكانيات للقيام بكل ما نريد بالإضافة ان المسرح يصعب تصديره وهو ناطق بالعربية بصفة عامة وهو ما زال يعتمد اللغة بدل الصورة ويتوجه جمهور اللغة العربية بدل التوجه الى جمهور دولي.
الرقص المعاصر له أيضا مشاكل بالمغرب، لكننا نفاجأ ببروز بعض الراقصين المعاصرين وبعض الفرق ذات الجودة بالمغرب.واعتقد انهم يقومون بالنتاج على مستوى المهرجانات الدولية بدل الصعيد المحلي.
o بما انك احد المندوبين التلاثة لهذه التظاهرة ماذا تقول للفناننين الذين لم يتم اختيارهم لتمثيل المغرب بباريس وينتقدون الاختيارات التي قمتم بها؟
n افهم الإحباط الذي يعيشه الفنانون الذين لم يتم اختيارهم،ولكن عليهم هم ايضا فهم أسباب الاختيارات التي ترتبط بالفضاء والوسائل المادية.هناك مئات الفنانين التشكليين بالمغرب ومن كل المستويات كما لاحظنا وجود عدد من رسامي اللوحات الزيتية ربما لان الرسم اسهل من باقي الفنون وطرق التعبير الأخرى
وهدف هذه التظاهرة ليس تقديم كل الاعمال الفنية وكل الفنانين بالمغرب اختيارنا هو مبني على اعتبارات هي في نفس الوقت موضوعية وذاتية. ويمكننا ان ننجز وننظم تظاهرة أخرى وذات جودة مع فنانين اخرين ورؤية أخرى.
من المؤكذ انني اتأسف على غياب بعض الفنانين في هذا المعرض الكبير مثل بلامين،السلاوي، الملياني،البوجمعاوي واخرين وهم معروفون في العالم.
o كيف تمت عملية الاختيار،تلاثة مناديب،تلاثة نظرات مختلفة ، باريسيين وبيضاوي. مغربيين وفرنسي، كيف تم الحوار بينكما وكيف قمتم بتركيب نظرتكم المختلفة؟
n الحوار بين تلاثة اشخاص كان مثمرا، تلاثة ذوات، تلاثة مسارات،تلاثة تجارب مختلفة، كانت بمثابة اغناء لنظرتنا حول الاعمال الفنية. اعتبر ان الاختيار كان موفقا وانه يستحق ان يقدم جزء من الابداع المغربي.
o كيف سوف تمولون هذه التظاهرة الكبرى مع العجز الذي يعرفه المعهد، والصعوبات المالية التي اعترف بها رئيس المعهد جاك لونغ؟
n في معهد العالم العربي هناك طريقتين لتنظيم الأشياء، هناك مواضيع تعني العالم العربي الإسلامي مثل" العلوم العربية في العصر الذهبي" الخ ... مع محدوديتها ونجد صعوبات كبيرة في إيجاد التمويل لها ،وهي تجربتي لمدة ثلاثين سنة والتي اتحدث لك عنها . في حين هناك العمل المونوغرافي حول بلد ما هو جد مربح وناجح.حيث يقوم البلد المعني بتجنيد من اجل صورته،ثقافته وتعبيراته الفنية.العملية التي قمنا بها مع المغرب تم تجريبها مع بلدان عربية اخرى. التعاون الثنائي هو اكثر سهولة من العلاقة المتعددة الاطراف.
اليوم انا اشك في وجود عالم عربي، اظن ان كل بلد له خصوصيته ويشتغل لصالح نفسه في مجال التواصل الثقافي.
o هل قرب رئيس المعهد العالم العربي جاك لونغ من المغرب هو الذي سهل تنظيم تظاهرة من هذا الحجم ؟
n من المؤكد ان القرب يسهل الاشياء. ولكن علينا ان لا ننسى ان المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يعرف الاستقرار والسلم. عندما تنظر من الخارج، العالم العربي يوجد في وضعية كارثية. ومن الصعب اليوم ان تربط علاقات ثقافية مستقرة ومهمة.
منذ اكثر من 30 سنة وانت سؤول عن العمل الفني بمعهد العالم العربي، واشتغلت في تظاهرات لصالح مجموع من البلدان العربية. ماذا تغير اليوم في نظرتك الى هذا العالم بعد التحولات والأحداث التي شهدها مؤخرا؟
كان لنا امل ان الانظمة السياسية سوف تتحسن ببلدان المنطقة، ولكن لسوء الحظ ومع الوقت، ان العالم العربي يتراجع. ولا اعرف هل هذا التراجع هو من اجل قفزة الى الامام ام لا لكنني اتخوف ان البعض بدأ يتأسف على الديكتاتوريات.
o سؤال أخر هل التغييرات التي شهدتها المنطقة، اعطت طرق جديدة لتعبير الفني ؟
n الجديد هو ان الافراد ليسوا منغلقين ببلدانهم كما كان الامر بالسابق.حيث لم تكن التكنولوجيات الجديدة. ومع الوقت واختفاء الحواجز والحدود بشكل تام ليس على المستوى الجيوسياسي بل المالي، فان الاموال تتجول عبر العالم وعلى مستوى المعلومات وعلى مستوى التقنية. اليوم اي فنان وحتى ان لم يسبق له السفر، يعرف ما يجري بالخارج. وعندما يقع اي شيء بالعالم الجميع يعرفه من خلال الشبكات الاجتماعية، الانترنيت والتلفزة..الخ
o ما هي انعكاسات ذلك على الأفراد هل هم اكثر تحررا في تعبيرهم؟
n الامر يختلف حسب كل منطقة وحسب كل بلد. المغرب ظل بلدا تقليدي لفترة طويلة لكنه تطور بشكل بطيء، وربما هذا التطور البطيء والمتأني هو جيد. لكن منذ عشرين سنة بدأت الامور تتطور. وتصاعد التأثير الخارجي بقوة سواء من الشرق الاوسط او من الغرب. ومع الصور هناك قيم تعبر، لابد من اختيار.لا بد من تركيب. وهو ما يدفع الاشخاص الى القيام باختيارات والتي لم تكن مطروحة في السابق. وكل الميادين اصبحت معنية. وبالمناسبة، المغرب هو من البلدان التلاثة الاولى في الانتاج السينمائي في افريقيا والعالم العربي وذلك بفضل الارادة السياسية للمغرب وللمركز السينمائي.
o هل بمناسبة هذه التظاهرة حول " المغرب المعاصر" تعولون على جمهور اخر لا يأتي عادة للمعهد ام الجمهور الكلاسيكي لمعهد العالم العربي؟
n اضن انها احكام قيمة، انا اعتقد ان كل نشاط منظم من طرف المعهد له جمهور مختلف، وحسب النشاط المقدم هناك جمهور مختلف وليس دائما نفس الجمهور. وجمهور المعهد هو منقسم الى فئات. عندما تقوم بنشاط حول المغرب، هناك جمهور مغربي في اغلبيته.
o هل قمتم بدراسة حول الجمهور الذي يتوافد على معهد العالم العربي؟
n مؤكذ، عندما تبرمج نشاطا مع كبار نجوم الموسيقى العربية، يمكنك ان تحصل على جمهور متنوع من العالم العربي وكذلك أوربي. ليس في نفس الوقت ليس هناك تداخل او تشابك. عندما نقدم موسيقى لشباب ليس هناك جمهور الموسيقى الاندلسية والذي هو مختلف..ألخ . بالاضافة ان كل جنسية تختار ثقافتها عندما تقدم لهم اشياء لرؤية والاستماع...
o والجمهور الفرنسي؟
n ذلك حسب الموضوع المختار. مثلا معرض" أوريون اكسبريس" جدب جمهورا يزور المعهد لأول مرة. وهل هذا الجمهور سوف يعود لزيارة معرض "المغرب المعاصر"؟ هذا سؤال يبقى مطروحا؟ لكنني اعتقد ان الجمهور عندما يأتي الى مكان ما يأتي لرؤية نشاط يهمه ولا يأتي من أجل مؤسسة ما. فيما يخص النقاش الجامعي والفكري على سبيل المثال فان الجمهور يتكون من الجامعيين، الباحثين والطلبة.
ومن اجل التوفر على فكرة حول جمهور المعهد، لا بد من ان نكون صادقين، ليس هناك جمهور للمعهد بل جمهور متعدد للمعهد.
ما هي نظرتك اليوم الى المغرب على المستوى الثقافي: هناك مشاريع ثقاية كبرى، بنيات ثقفاية، اوبيرا، معهد لرقص المعاصر، متحف الفن المعاصر بالرباط ومتحف تطوان الخ...
بعد 50 سنة على استقلال الحقل الثقافي بالمغرب ولد هذا الحقل من جديد، اليوم هذا المشهد يسير في اتجاه التنظيم. ولابد من التأكيد ان النسيج الثقافي لا يتشكل فقط من الفنانين، لا بد من قاعات عروض ذات جودة، ومتحاف وطنية مثل الذي افتتحه ملك المغرب محمد السادس.( اتمنى ان يلعب هذا المتحف دوره) انه جد مهم، ان يكون للفن وللفنانين مؤسسات وطنية. مع ميزانية يمكن ان تساعد الفنانين. لا يمكن فقط تنظيم معارض، لا بد ايضا من شراء هذه الاعمال من الفنانين المغاربة وهو ما يساعد هم. لا بد على كل جهة بالمغرب ان يكون لها مخطط ثقافي مع بنيات مناسبة، ضرورة تطوير في الاعلام في مجال النقد الفني وذلك من اجل خلق ساحة ثقافية حقيقية بالمغرب.
في النهاية علينا ان لا ننسى خلق شعب لدراسات الفنية في الجامعات المغربية والمدارس الكبرى، لانه بفضل التربية الثقافة يمكن للبلد ان يعرف الازدهار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.