يدرك منتخب مصر أهمية الفوز على روسيا المضيفة يومه الثلاثاء في سان بطرسبورغ، في حال أراد الإبقاء على آمال تأهله للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم، وللقيام بذلك يحتاج إلى نجاعة هجومية، قد يوفرها نجمه العائد من إصابة محمد صلاح. وغاب أفضل لاعب في إفريقيا وإنكلترا الموسم الماضي عن مباراة الأوروغواي، فقدم لاعبو المدرب الارجنتيني هكتور كوبر أداء دفاعيا منضبطا وملتزما تكتيكيا، إنما من دون فاعلية أو خلق أي فرص حقيقية أمام المرمى. وبفقدانهم التركيز خلال ضربة حرة في الدقيقة قبل الأخيرة، اهتزت شباكهم في مباراتهم المونديالية الأولى منذ 1990. وفي ظل فوز روسيا الساحق على السعودية 5 – 0 افتتاحا، قد لا تكفي مصر نقطة التعادل مع روسيا، إذا ما تساوى المنتخبان بالنقاط في نهاية منافسات المجموعة الأولى التي تبدو الأوروغواي مرشحة قوية لحجز إحدى بطاقتيها. أهمية نتيجة المنتخب المصري يوازيها اللغط حول عودة صلاح لخوض المباراة بعد غيابه منذ 26 ماي الماضي، لإصابته بالتواء في مفصل كتفه خلال مباراة فريقه ليفربول الانكليزي وريال مدريد الاسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي ما بدا أنها مناورة أو محاولة لإرباك الخصم من مدربه كوبر، الذي قال عشية مباراة الأوروغواي إن صلاح «جاهز بنسبة 100% تقريبا» لخوض المواجهة قبل إبقائه خارجها، أشار طبيب الفريق محمد أبو العلا لفرانس برس السبت إلى أن «صلاح جاهز تماما» لخوض مباراة روسيا. لكن مع ظهور هداف الدوري الانكليزي، وهو يجد صعوبة في ارتداء قميص طويل الاكمام السبت وتدربه الأحد في غروزني في تقسيمة مع الفريق الرديف، دخلت إمكانية مشاركته بديلا في بازار التوقعات. وقال عضو الاتحاد المصري كرم كردي في تصريح تلفزيوني إن صلاح «سيشارك بنسبة بين 90 و95%»، فيما غرد وكيل اللاعب رامي عباس عيسى غرد الاثنين عبر «تويتر» باقتضاب الاثنين «محمد لائق بدنيا». ودفع كوبر في مباراة الأوروغواي بلاعب الوسط الهجومي عمرو وردة بدلا من صلاح، فنال أداؤه استحسانا كبيرا من الجهاز الفني والجماهير. وبعد فقدان نقطة التعادل أمام الأوروغواي في الرمق الأخير، يصر لاعبو مصر على تحقيق الفوز. وقال رمضان صبحي، الذي دخل بديلا لوردة «ستكون مباراة روسيا نقطة فاصلة. هم فريق جماعي لا يعتمد على الأفراد وهذا أخطر». وأشار محمود عبد المنعم «كهربا»، الذي دخل أيضا بدلا من المهاجم مروان محسن «لن نتنازل عن الفوز ضد روسيا والسعودية أيضا. نعد الجميع بتقديم أداء مختلف». ومن جهته، قال الحارس المخضرم عصام الحضري، بعد الوصول إلى سان بطرسبورغ «إذا كان للاعبين روح أكثر من مباراة الاوروغواي أطالبهم بإخراجها». وبعدما كان مركز حراسة المرمى محط اهتمام في ظل إمكانية تحطيم الحضري (45 عاما) الرقم القياسي لأكبر اللاعبين سنا في تاريخ المونديال، أصبح من شبه المؤكد اعتماد الشناوي مرة جديدة، بعد تألقه أمام المهاجمين الفذين لويس سواريز وإدينسون كافاني ونيله جائزة أفضل لاعب في المباراة، علما بأنه رفض تسلمها لأنها مقدمة من شركة مشروبات كحولية. ويغيب عن روسيا، التي تواجه مصر للمرة الأولى وتبحث عن تأهلها الأول إلى الدور الثاني بعد الحقبة السوفياتية، لاعب وسطها المصاب ألن دزاغوييف، الذي رأى أن مصر «فريق جيد جدا ومنظم كثيرا (…) مستواها أفضل من السعودية». وقال لاعب وسط روسيا أليكسي ميرانتشوك إن مصر تملك فريقين: مع صلاح أو من دونه. أضاف «تشكيلة مصر مع صلاح مختلفة عن تلك التي تلعب دونه. هو لاعب جيد يحدد مصير فريقه». وأضاف «سنرى ماذا يمكنه أن يفعل في مواجهتنا». وتابع ميرانتشوك لاعب وسط لوكومتيف موسكو «يبدو فريقهم منظما جدا ومنضبطا، ويعرفون كيف يدافعون. من حيث الأسلوب، يشبهون السعودية لكن مع تنظيم أحسن وأفضلية في النوعية». يشار إلى أن المباراة الثانية في الجولة الثانية للمجموعة، تقام الثلاثاء بين الأوروغواي والسعودية.