كشف سعيد زارو، مدير عام شركة مارتشيكا ميد، أن الميزانية الاستثمارية لمشروع تهيئة خليج كوكودي بأبيدجان ارتفعت من 1.5 مليار درهم إلى 7 مليار درهم، بسبب توسيعه وقيام السلطات الإفوارية بإدماج للعديد من مشاريع البنيات التحتية التي كانت مستقلة، كالقناطر والطرق والقنوات المائية، في المشروع الأصلي. وأشار زارو، في تصريح على هامش انعقاد لجنة تتبع المشروع الجمعة في الرباط، أن مستوى إنجاز المرحلة الأولى من مشروع كوكودي تجاوز 30 في المائة. وتهم هذه المرحلة تطهير الخليج من التلوث وتجهيزه بالبنيات التحتية وإعداده لاستقبال مشاريع المرحلة الثانية، وهي مرحلة تثمين المشروع، والتي يتعرف إقامة مشاريع سياحية وعقارية ومنتزهات ومنشآت ترفيهية. وشارك في الاجتماع وفد إفواري رفيع، برئاسة باتريك أشي، الكاتب العام لرئاسة كوت ديفوار ورئيس لجنة التتبع البين وزارية الإفوارية للمشروع، وديزيري أولوتو، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في حكومة كوت ديفوار، وبيير ديمبا، مدير عام الشركة الإفوارية للأشغال «أجيروت»، وشخصيات إفوارية أخرى. كما شارك في الاجتماع فريق شركة "مارتشيكا ميد" المغربية التي تقود المشروع برئاسة سعيد زارو، مدير عام الشركة. وتضمنت زيارة الوفد الإفواري، التي استمرت يومين للرباط، زيارة لمشروع تهيئة أبي رقراق حيث اطلع الوفد الإفواري على مختلف مكونات المشروع العمراني الضخم، خاصة ورش المسرح الكبير والقناطر والترامواي وقنوات تجديد مياه الحوض ومنشآت وتجهيزات حمايته بالإضافة إلى مشاريع التثمين السياحي والعقاري. وعبر أشي عن إعجابه بالإنجاز الذي حققه المغرب في مشروع أبي رقراق، مشيرا إلى أن نهر ومصب أبي رقراق كان قبل سنوات يعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها اليوم خليج كوكودي، وأن المغرب تمكن في ظرف وجيز من تغيير الوضعية المأساوية لأبي رقراق وإعادة الحياة إليه. وقال أشي "اكتشفنا خلال هذه الزيارة مجالات جديدة يمكن أن نتعاون فيها مع المغرب". وأضاف "العديد من المشاكل التي تعيشها اليوم سبقنا إليها المغرب ووجد لها حلولا يمكن أن نستفيد منها. فمثلا نحن الآن مقبلون على التفاوض مع شركات عالمية حول ترامواي أبيدجان. وخلال الزيارة اطلعت على ما تم إنجازه في هذا المجال في المغرب، خصوصا الرباط. وسنكون سعداء بالاستفادة من تجربة المغرب في هذا المجال". وتحدث أشي عن بداية مشروع تهيئة وتثمين خليج كوكودي، مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس لاحظ الحالة المزرية التي يعيشها الخليج خلال زيارته لأبيدجان في 2014. وحدث الرئيس الإفواري عن ذلك، وأخبره أن المغرب كان يعاني مشكلة مماثلة في بحيرة مارتشيكا على الساحل المتوسطي قرب الناظور وتمكن من التغلب عليها. واقترح محمد السادس على الرئيس الإفواري وضع خبرة المغرب في هذا المجال رهن إشارة كوت ديفوار. وأضاف أشي "ولم تمض 24 ساعة حتى كان فريق مارتشيكا ميد برئاسة سعيد زارو في أبيدجان". وأشار زارو إلى أن تدخل المغرب مكن من تسريع المشروع بشكل لا يصدق. وأضاف "كان مشروع كوكودي معقدا ومتشعبا، ويضم العديد من الحلقات الموزعة على 7 قطاعات وزارية. أول ما استفدنا من التجربة المغربية هي ضرورة وضع المشروع تحت قيادة هيئة موحدة تتخذ شكل وكالة متخصصة وتتولى تنسيق جميع مكونات المشروع الكبير. كما استفدنا من الإشعاع الدبلوماسي للمغرب في تعبئة الموارد المالية بسرعة لدى الصناديق السيادية العربية، وبذلك تمكننا من إطلاقه بسرعة لم نكن نتوقعها". وأضاف أشي "عندما أنظر اليوم إلى مشروع كوكودي أدرك بوضوح ما كان يعنيه العاهل المغربي عندما دعا الأفارقة في خطابه بأبيدجان سنة 2014 إلى ضرورة إرساء ثقة إفريقيا بإفريقيا، ومغزى الرؤية الجديدة للتعاون جنوب جنوب التي لم يفتأ يدعو إليها". وأشار المسؤول الإفواري إلى أنه بصدد الإعداد لزيارة جديدة بوفد حكومي كبير للمغرب بعد رمضان لبحث الفرص الجديدة للتعاون بين البلدين، والتي اكتشفها خلال مقامه بالمغرب.