حطت القافلة الفلاحية التي أطلقتها مؤسسة OCP في العديد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء ، الرحال شهر يونيو الجاري بإثيوبيا. وتستهدف هذه القافلة في مرحلتها النموذجية 4 جهات في هذا البلد الإفريقي وهي: أوروميا، وتيغراي، وأمهارا، وسنيب. هكذا، وبعد إطلاق قافلتين فلاحيتين بكل من الطوغو ومدغشقر سنة 2017 والقافلة الفلاحية ببوركينافاسو شهر ماي الماضي، أعطيت انطلاقة مرحلة جديدة في فاتح يونيو 2018 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتواصل بذلك مؤسسة OCP التزامها من أجل تنمية فلاحة مستدامة ومزدهرة في إفريقيا، وترأس انطلاق فعاليات هذه القافلة بالعاصمة الإثيوبية كل من السيد شيفراو شيغوتي، وزير الفلاحة والثروة الحيوانية بإثيوبيا، ووزيري الدولة إياسو أبرها وكابا أورغيسا، إلى جانب السيدة نزهة علوي محمدي سفيرة المغرب بإثيوبيا، وخالد بومبا الرئيس المدير العام للوكالة الإثيوبية للتحول الفلاحي، والبروفيسور فاسيل كيبيدي المدير العام للمعهد الإثيوبي لموارد التربة، وفكري ميكوريا المدير العام للمركز الوطني لاختبار التربة في إثيوبيا، وكذا شخصيات من السلطات المحلية. وستتواصل فعاليات هذه القافلة الفلاحية داخل أربع جهات إثيوبية تتوزع بين أوروميا، وتيغراي، SNNP وأمهارا، بهدف استكمال خريطة خصوبة التربة داخل منطقة نموذجية قبل متم شهر أكتوبر من سنة 2018 وتشمل ما يقارب 100.000 هكتار من الأراضي الزراعية مع إجراء تحاليل لأكثر من1000 عينة مركبة من التربة. ويتعلق الأمر هنا بدراسة معمقة لمستوى خصوبة التربة واحتياجاتها الدقيقة من المغذيات من أجل إحداث أداة للمساعدة على الاستعمال المعقلن للأسمدة. ويشكل إطلاق القافلة الفلاحية فرصة لتسليط الضوء على الشراكة بين وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية الإثيوبية ومؤسسة OCP وتهم هذه الشراكة تدعيم القدرات التقنية للأطر الزراعيين للوزارة في مجالات خصوبة التربة والتسميد المعقلن، ومراقبة جودة الأسمدة، وكذا أنظمة المعلومات الجغرافية المطبقة في مسح الأراضي الزراعية. وفي هذا الصدد، استفاد 15 إطارا زراعيا في إثيوبيا من تكوين تقني حول موضوع «خصوبة التربة وتسميد الزراعات»، كما تابع 4 تقنيي مختبر تدريبا تقنيا في المغرب لمدة شهر كامل في مجال مراقبة جودة الأسمدة بالمركب الصناعي للجرف الأصفر. وتشمل الشراكة أيضا تجهيز مختبرين لتحليل التربة (مختبر ثابت ومختبر متنقل) بالتجهيزات الخاصة لتحليل عينات التربة التي يتم الحصول عليها في إطار مشروع استكمال خريطة التربة بإثيوبيا وإنجاز اختبارات مراقبة جودة الأسمدة. كما يهدف هذا التعاون إلى وضع قافلة فلاحية تتشكل من معدات متنقلة لتنظيم ورشات لتحسيس صغار الفلاحين حول أفضل الممارسات الفلاحية لأهم الزراعات المتواجدة في إثيوبيا. يشار إلى أن الفلاحة تعد القطاع الاقتصادي الرئيسي في إثيوبيا، حيث تمثل 45 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وتشغل 83 ٪ من اليد العاملة، وتشكل 90 ٪ من الصادرات. كما يضم القطاع 12 مليون من المنتجين الصغار ومئات المزارع التجارية. وفي هذا الصدد، تعد القهوة، والزراعات الزيتية وتربية الماشية أهم الموارد الرئيسية لمداخيل الفلاحين الإثيوبيين.