عبر الشباب المشاركون في المنتدى الاجتماعي الإفريقي، المنعقد حاليا في دكار، عن إدانتهم التامة لاحتجاز الشابة محجوبة محمد حمدي داف على يد انفصاليي جبهة «البوليساريو» بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. وقال منسق لجنة الشباب في المنتدى نيوكوباي ضيوف، «باسم شباب المنتدى الاجتماعي الإفريقي، أدين بشدة احتجاز الشابة محجوبة وأجدد دعوتي للإفراج الفوري عنها». وأضاف في هذا السياق «نحن ندين هذا الاحتجاز الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان»، داعيا مرتكبي هذا الفعل للإفراج عن الشابة الصحراوية. من جهتهم، أطلق أصدقاء وأسرة محجوبة عريضة على شبكة الأنترنت تحت عنوان «الحرية لمحجوبة» ضمت ما لا يقل عن 4000 توقيع لتقديمها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية من أجل إخراج هذه الشابة من الجحيم الذي تعيشه. وفي المغرب قال محمد نشناش، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان، إن احتجاز «البوليساريو» للشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف بمخيمات تندوف «عمل مرفوض». وأوضح نشناش أن محجوبة التي تحمل الجنسية الاسبانية، هي من الشباب الذين اكتشفوا الفساد بمخيمات تندوف، وعندما انتفضت على هذه الوضعية، تم احتجازها من قبل جبهة «البوليساريو» التي دأبت على فعل ذلك مع كل من تسول له نفسه مخالفة رأيها. وأضاف أن التقرير، الذي قدمته منظمة (هيومان رايتس واتش) السبت بالجزائر العاصمة، ركز على ما يجري في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري ووصفه وصفا دقيقا، بدءا بانعدام الحريات العامة واحترام حقوق الانسان. وأكد أن هذا التقرير جاء ليؤكد للرأي العام الدولي والإسباني حقيقة «البوليساريو» في ما يتعلق بوضع حقوق الانسان، وكذا التجاوزات المسجلة في الجزائر بصفة عامة وفي مجال حقوق الانسان بصفة خاصة. وأبرز أن منظمة (هيومان رايتس ووتش) حملت الجزائر، التي تستقبل السكان الصحراويين فوق ترابها في تندوف، «المسؤولية القانونية» عن وضعية حقوق الانسان في هذه المخيمات. وفي واشنطن قال الخبير الأمريكي، جوردان بول، إن قضية الشابة الصحراوية محجوبة، المحتجزة ضدا عن إرادتها في مخيمات تندوف منذ غشت الماضي، تعد «قصة حزينة» تكشف مأساة الآلاف من «السجناء بحكم الواقع» في منطقة خارجة عن القانون، تحتضن أبشع انتهاكات حقوق الإنسان. وأعرب هذا الخبير الأمريكي، عن أسفه لكونها «قصة حزينة على اعتبار أن محجوبة تعتبر واحدة من آلاف الصحراويين المحتجزين ضدا عن إرادتهم في هذه المخيمات منذ عقود، حيث أضحوا سجناء بحكم الواقع». وكانت الشابة الصحراوية، التي تحمل الجنسية الإسبانية منذ عام 2012، قد توجهت إلى مخيمات تندوف في الصيف الماضي، لزيارة والديها، لكن تم تجريدها من جواز سفرها ونقودها لمنعها من العودة إلى أوروبا. وأبرز بول، في هذا السياق، أن مئات الشهادات المستقاة من الصحراويين الذين تمكنوا من الفرار من المخيمات التي تسيطر عليها ميليشيات الانفصاليين، كشفت النقاب عن الوضع الحقيقي لعدد كبير من الأشخاص، الذين أصبحوا «سجناء بحكم الواقع.» وندد بالقيود التي تفرضها «البوليساريو» على الحق في حرية تنقل سكان المخيمات وغيرها من الحقوق الأساسية الأخرى، معربا عن أمله في رؤية محنة محجوبة تجد طريقا للحل في أقرب الآجال. كما دعا الخبير الأمريكي المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى الضغط أكثر على «البوليساريو» والبلد المستضيف لمخيمات تندوف من أجل «إطلاق سراح محجوبة وعشرات الآلاف من الأشخاص المحتجزين بالمخيمات، والذين يتعرضون لنفس المصير، أي القمع والاضطهاد».