شكلت فقرة «مؤانسات شعرية» انطلاقة فعلية للفصل الثالث من برنامج دار الشعر في مراكش لسنة 2018، فبعد النجاح الذي عرفته الفقرات الشعرية لبرنامج الفصل الثاني والتي انفتحت على تجارب وحساسيات مختلفة تنتمي للمنجز الشعري الحديث في المغرب. «لكلام المرصع» و»أصوات نسائية» و»أصوات معاصرة» و»تجارب شعرية» و»نوافذ شعرية» وندوات وورشات شكلت جوانب مضيئة ضمن استراتيجية الدار، اختارت دار الشعر في مراكش تنظيم أولى فقرة «مؤانسات شعرية»، والتي ستمتد طيلة شهر رمضان الفضيل. وشهد فضاء المكتبة الوسائطية بالمركز الثقافي الداوديات بمراكش، السبت 19 ماي، حضور ومشاركة ثلاثة شعراء من التجارب الحديثة اليوم، ضمن مزيد من انفتاح الدار على الأصوات الشعرية الجديدة. الشاعر عبدالعاطي جميل، والزجالة صباح بنداود، والشاعر فتح الله بوعزة. استطاعوا أن يخطوا من خلال قصائدهم، صورة مصغرة اليوم على تنوع التجربة الشعرية المعاصرة في المغرب. قرأ الشاعر عبدالعاطي جميل بعضا من نصوصه، «كبرياء» و»أصيل» وقصائد تستحضر صورة الوطن. الشاعر عبدالعاطي جميل المسكون بوظيفة الشاعر في المجتمع، والحامل لقيم الوطن ودوره المجتمعي والتاريخي، يقول في أحد قصائده.. «نتشابه في الكبرياء أهانتني ولم تقصد رددت الإهانة ولم أقصد وافترقنا وكل منا يحن للقاء لكن الكبرياء أه من غرور الكبرياء وإن خبا يصحو يمنع اللقاء..» وحرصت الشاعرة الزجالة صباح بنداود، والتي تمثل تجربة لافتة اليوم في الزجل المغربي من خلال حرصها على إعطاء نصها الزجلي ميسما خاصا منفتحا على شجون الذات، أن تستقصي بعضا من ملامح شجنها الدفين، إذ تؤشر في أحد نصوصها «المنسي فيا».. «شفت الورد نابت ف كفوف الظلمة وشفت قلبي مراح لمقهور فيه يرتاح والأرض جنة.. شفت الحلمة حاملة بيا وقبل ما تولدني حلفتها تقمطني بالنور..» وختم الشاعر فتح الله بوعزة، أحد الأصوات الشعرية اللافتة اليوم في القصيدة المغربية، ديوان مؤانسات الأولى من منبع منجزه الشعري، الرافد بتجربة محملة بإمكانات ما تمنحه اللغة من رؤى وصياغات شعرية باذخة. ومن «عمى الألوان» يخط.. «يدا في يد نعبر الشارع ضاحكين كأي عريسين يخبئان بين أكمامهما نهارا كبيرا عيناه على الحافة وعيناي على وردة تطل على الحافة هل كنا ننظر معا في اتجاه واحد؟ معا نتقدم في العمر عيناي على الوادي وعيناه على كرمة ترضع الوادي هل كنا نسير معا في اتجاه واحد؟» فقرة مؤانسات شعرية، والتي افتتحت برنامج الطور الثالث لبرنامج دار الشعر في مراكش، خصتها الفنانة فاطمة الزهراء النظيفي بحضورها الى جانب فرقة ثنائي أندلس للموسيقى من مراكش، واستطاعت أن تمتع الحضور من «نبع» التراث الموسيقي الأصيل حيث الكلمة واللحن وسيطا روحيا لمسك ختام، ظلت القصيدة الميسم والمفتتح والفهرس.