يمتاز إقليمصفرو بتنوع مجاله الجغرافي (السهول ؛ الهضاب ؛ الجبال ؛ الأودية ومنابع نهر سبو والعيون والسدود... ) وغنى ثرواته الطبيعية وموارده البشرية . غير أن هذه المؤهلات لم تستثمر لصالح التنمية المستدامة لسكان الإقليم ولم تساهم في التخفيف من معضلة البطالة والهشاشة والفقر التي يعاني منها الإقليم سواء بوسطه الحضري أو القروي . والإقليم ذو طبيعة قروية ؛ حيث أن الجماعات الحضرية يطغى عليها الطابع القروي . وهذا يتبين من خلال الأنشطة الإقتصادية التقليدية السائدة . تشكل الفلاحة القطاع الرئيسي للأنشطة الإقتصادية بإقليمصفرو. وقد عرف الإنتاج الفلاحي بجميع فروعه تحسنا في السنوات الأخيرة ،خاصة ما يتعلق بالأشجار المثمرة . وبصفة عامة، ومن خلال إلقاء نظرة على المعطيات السابقة فإن القطاع الفلاحي يزخر بمؤهلات متميزة .إلا أنه يواجه العديد من الإكراهات نذكر منها : - بنية فلاحية غير ملائمة للتطور حيث سيادة الملكيات الصغيرة وضعف استعمال التجهيزات الفلاحية العصرية . - ضعف التحفيظ العقاري بالنسبة للأراضي الفلاحية يحول دون الحصول على القروض . - الاستعمال العشوائي وغير العقلاني لمياه السقي . - تراجع مستوى الفرشة المائية ونضوب بعض الموارد المائية . - عدم انتظام التساقطات المطرية والجفاف الممتد على عدد من السنوات ؛ إضافة إلى العواصف الرعدية التي تتسبب في إتلاف العديد من المنتوجات الفلاحية . - ضعف نجاعة بعض التنظيمات المهنية ( التعاونيات والجمعيات ) فيما يخص التعامل في تدبير مشاكل القطاع ؛ خاصة تسويق المنتوج . - ضعف دعم الدولة للفلاحين الصغار . - الاستغلال العشوائي للمجال الغابوي . - عدم ربط المجال الغابوي بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية لسكان الإقليم . - القوانين التنظيمية الحالية المؤطرة للمجال الغابوي لا تستجيب للحاجيات الحقيقية للسكان . - عدم استفادة السكان من الثروات الغابوية والمائية التي يزخر بها الإقليم . القطاعات غير الفلاحية التجارة تعاني التجارة بإقليمصفرو من معيقات عديدة تتجلى في ضعف البنيات التجارية بالنسبة لتسويق منتوجات الفلاحة والصناعة التقليدية المحلية وغيرها . وكذلك في الإرتجالية والعشوائية بالنسبة لتجار التقسيط وانتشار الباعة المتجولين بشكل فوضوي . إضافة إلى عدم هيكلة الأسواق الأسبوعية المتواجدة بالإقليم. الصناعة ترتكز أهم الأنشطة الصناعية بمدينة صفرو مركز الإقليم ؛وهي عبارة عن وحدات صناعية محدودة تشغل عددا قليلا من اليد العاملة تعمل في ظروف صعبة بدون تغطية صحية ولا حماية اجتماعية. وهذا راجع لعدم وجود منطقة صناعية تستقطب مستثمرين قادرين على إحداث وحدات صناعية مؤهلة لاستيعاب يد عاملة مهمة. الصناعة التقليدية يتنوع منتوج الصناعة التقليدية بالإقليم بحسب تنوع مجال المناطق القروية والحضرية ؛ويبلغ عدد الصناع التقليديين حوالي 5000 صانع وصانعة يتوزعون على أكثر من 20 حرفة ؛ فنجد الصناعات المرتبطة بالصوف كالغزل والنسيج والزرابي ، وصناعة الحلفة والخزف والخياطة والأزرار الحريرية والنجارة والحدادة وغيرها . إلا أن هذا القطاع الحيوي يعرف عدة صعوبات ومشاكل تعرقل نموه وتطوره ، مما قد يؤدي بها إلى الإنقراض و من هذه الصعوبات: - صعوبات تسويق المنتوج . - ضعف ارتباط منتوجات الصناعة التقليدية بالسياحة . -غياب بنية لتأهيل منتوجات الصناعية التقليدية وكذا المحلات الخاصة بها - ضعف تأطير وتكوين الصناع التقليديين . - ضعف الدعم المادي للصناع التقليديين . السياحة يتسم القطاع السياحي بإقليمصفرو بمؤهلات مهمة ؛ كالجبال والغابات والمنابع المائية والشلالات والموروث الثقافي . غير أن هذه المؤهلات لم تعرف لحد الآن الاستثمار والاستغلال الأمثل . كما أنها تعاني من العزلة وضعف بنيات الاستقبال والإيواء ،وانعدام الحكامة في تنظيم الأنشطة والمهرجانات التي تحولت إلى مناسبات للتهريج والاستغلال الإنتخابوي . القطاعات الإجتماعية رغم المجهودات المبذولة المسجلة في مجال توسيع العرض التربوي بالإقليم ؛ فإن المؤسسات التعليمية تعاني من نقص في التجهيزات الأساسية وضعف البنية التحتية وتشتت الفرعيات وتعدد الأقسام المشتركة والاكتظاظ بالأقسام واختلاط التعليم الاعدادي بالتعليم الثانوي بجل الثانويات التأهيلية بالإقليم ؛ كل هذه العوامل وغيرها أدت إلى ضعف المردودية التربوية بالمؤسسات التعليمية وتدني المستوى التعليمي بها . الصحة يعاني القطاع الصحي بالإقليم من عدة اختلالات ومشاكل و نقص في الحاجيات يمكن اختزالها على الشكل التالي : هزالة الخدمات التي يقدمها ؛ فباستثناء المستشفى الإقليمي الوحيد الذي يوجد بمدينة صفرو والذي يفتقر لجل التخصصات الطبية والتجهيزات الأساسية هذا إن وجدت فهي في أغلب الأوقات معطلة. كما أن المراكز الصحية لا تُلبي أبسط حاجيات المواطنين من التطبيب . _ نقص حاد في الأطر الطبية خصوصا الأطباء و الممرضين. _ نقص في التجهيزات والمعدات الطبية والأدوية . _ نقص في سيارات الاسعاف . _ ظروف معالجة الحالات المرضية المستعجلة عسيرة بحيث يتم إرسال أغلب الحالات إلى المركز الإستشفائي بفاس . الشبية والرياضة يعرف قطاع الشبية والرياضة بالإقليم خصاصا كبيرا في البنيات التحتية والموارد البشرية الموجهة لخدمة الطفولة والشباب و المرأة ؛ فرغم وجود مؤسسات دور الشباب فإنها تفتقر لأنشطة الترفيه والتثقيف والرياضة التي تعمل على تأطير شباب الإقليم من كل الظواهر السلبية التي تدفع به للإنحراف . أما المشهد الثقافي فإن تنوع وغنى الموروث الثقافي بالإقليم يستغل في تظاهرات تقليدية على شكل مهرجانات ومواسم يغلب عليها التبوريدة والفولكلور. وأمام غياب التأطير الثقافي الجاد والملتزم يبقى الأطفال والشباب مهددين بكل أشكال الانحراف والضياع . القطاع البيئي تتعرض البيئة بمختلف مناطق الإقليم للتلوث في مستوياته الثلاث ؛ الهوائي والمائي والصلب . فمطارح النفايات الصلبة تهدد الفرشة المائية بالتلوث ؛ والأكياس البلاستيكية تدمر الحقول الزراعية ، والاستغلال المفرط العشوائي للمقالع والغابات والمياه ، ومشكل تصريف مياه الواد الحار يهدد مستقبل الإقليم بيئيا واقتصاديا وبشريا . رؤية تنموية شاملة لحزب الاتحاد الاشتراكي بعد استعراض أهم القطاعات الإقتصادية والإجتماعية المتواجدة بالإقليم وما تعرفه من إكراهات ومشاكل ومعاناة ؛لا بد من تقديم بعض الاقتراحات الفعالة والوجيهة التي تنبثق من توجهاتنا و قناعاتنا ورؤيتنا وتطلعاتنا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اتجاه القضايا المطروحة على الصعيد الإقليمي ؛ وهي اقتراحات تعبر عن برنامجنا العملي لأجل فك العزلة والتخفيف من الفقر والهشاشة وتعمل على خلق مناخ اجتماعي سليم بين الواطنين وكل المتدخلين والفاعلين الإقتصاديين والإداريين وفق مقاربة تنموية شاملة من خلال حوار إقليمي يعمل على معالجة مكامن الإختلالات وتحقيق التنمية المستدامة بالإقليم وهي كالآتي : -تأهيل وتقوية المراكز الحضرية ( صفرو ، إيموزاركندر ، المنزل ? رباط الخير ، البهاليل ) والمراكز القروية الصاعدة ( أولاد مكودو ، عين الشفا زاوية بوكرين ، عين الشكاك ، بيرطم طم ، رأس تبودة ، إغزران ، دار الحمراء وأدرج ، عزابة ..) وذلك بتوفير التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية وقاعدة اقتصادية . -إحداث مناطق صناعية بالإقليم وتجهيزها لاستقطاب الإستثمارات القادرة على تشغيل يد عاملة للتخفيف من آفة البطالة التي يعاني منها الإقليم . -تحسين الولوج إلى الخدمات العمومية ( التعليم ، الصحة ، الإدارة العمومية الأبناك ...) وخلق أنشطة مدرة للدخل. - تنويع الأنشطة الاقتصادية بالإقليم وخلق صناعات تحويلية للمنتوجات المحلية . - خلق ودعم وتطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة من خلال تشجيع ودعم الشباب حاملي الشهادات . - تطوير التكوين المهني للفاعلين الاقتصاديين والمهنيين المحليين وعلى رأسهم المرأة. - استقطاب كفاءات من أجل تسيير وتأطير مشاريع تنموية مندمجة بالإقليم . - تأهيل المواقع السياحية ذات الأهمية لأجل تشجيع الأنشطة السياحية، وتهيئة وتقوية الطرقات المؤدية إلى المناطق المعزولة. - إحداث شبكة مندمجة للمناطق السياحية بالإقليم ( صفرو ، إيموزاركندر ، عين سبو ، تافرت ...) واستثمار المؤهلات السياحية . -خلق شبكة نقل فعالة تربط المراكز الحضرية والقروية ببعضها وتساهم في تنمية الأنشطة الإقتصادية والإجتماعية ، مع دعم المهنيين لأجل تجديد أسطول النقل بالإقليم . - استصلاح الأراضي الفلاحية . - توفير بنيات تأطيرملائمة للفلاحين من موارد بشرية وتنظيمات مهنية جادة وفعالة تعمل على تأطير وتوجيه وإرشاد الفلاحين ومساعدتهم على استغلال الفرص المتاحة في إطار برنامج مخطط المغرب الأخضر. - توسيع الاستفادة من برنامج مخطط المغرب الأخضر لتشمل الفلاحين الصغار . - دعم الفلاحين الصغار وتبسيط مسطرة الحصول على القروض من مؤسسة القرض الفلاحي مع تخفيض نسبة الفائدة . - الحفاظ على الموارد الغابوية والمائية التي تعرف الإستنزاف بسبب الإستغلال العشوائي والمفرط ، عن طريق دعم الفلاحين بهدف تعميم تقنيات الري العصرية، وإشراك السكان المجاورين للغابات في وضع مخطط الحفاظ على المجال الغابوي . - الاهتمام بالوضعية البيئية بوضع مخطط لمواجهة كافة أشكال تدهور البيئة والموارد الطبيعية . - اعتماد البعد البيئي في كل مشروع تنموي بالإقليم حفاظا على الثروة الطبيعية وحقوق الأجيال القادمة . - فك العزلة وتأهيل البنيات التحتية لكل المداشر بكل جماعات الإقليم ؛ وذلك بشق الطرق وتعبيدها وتأهيل المؤسسات التعليمية ، وإحداث المؤسسات الصحية وقاعات الولادة وتجهيزها بالمعدات والمواد الطبية والموارد البشرية المؤهلة. - تعميم التطهير السائل والصلب بالمراكز والتجمعات القروية بالإقليم . - الإسراع بتنفيذ مشاريع التأهيل الحضري بجماعة إيموزاركندر التي أعطيت انطلاقتها من طرف جلالة الملك محمد السادس في ربيع 2009 ، وكان من المتوقع أن تنتهي الأشغال بها سنة 2011 . - دعم سكان المناطق الباردة بالإقليم لأجل استعمال الطاقات البديلة عوض حطب التدفئة خلال فصل الشتاء، وذلك بتخفيض سعر الكهرباء في هذا الفصل بشكل يتماشى والقدرة الشرائية للسكان. - تعميم المدارس الجماعاتية بالإقليم ومأسستها لأجل القيام بالوظيفة التربوية والتعليمية التي أحدثت من أجلها . - إحداث مؤسسات تعليمية (مدارس ابتدائية ، إعداديات ، ثانويات )ومراكز للتكوين المهني لاستقبال الأعداد المتزايدة من التلاميذ وفك الإكتظاظ الحاصل بالمؤسسات . - إحداث نواة جامعية بالإقليم. - ربط المستشفى الإقليمي بالمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس مع إحداث مستشفيات بكل من دائرة المنزل ودائرة إيموزاركندر . - وضع استراتيجية إقليمية تسمح للجماعات الترابية بتوفير أوعية عقارية كافية لتشجيع الاستثمار. - دمج الإقليم ضمن مسلسل التنمية المستدامة الجهوية والوطنية . - مطالبة الحكومة بإعطاء امتيازات وتحفيزات لفائدة إقليمصفرو لتشجيع الاستثمار واستقرار رؤوس الأموال والاستفادة من المؤهلات الاقتصادية والبشرية المتوفرة بالإقليم لتوسيع فرص الشغل في أفق القضاء على البطالة . - إدماج ساكنة الإقليم في التنمية المحلية المستدامة للتخفيف من الهجرة . - اعتماد الحكامة المحلية لتحقيق التنمية الشاملة بإحداث مشاريع تنموية مندمجة تعتمد على على مرتكزات ومبادىء أساسية منها ؛ الشفافية والفعالية والنجاعة والمشاركة والمساءلة وربط المسؤولية بالمحاسبة ، تمشيا مع مقتضيات الدستور الجديد الذي عمل على دسترة الحكامة الجيدة . - التوزيع العادل للثروة على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني ؛ بحيث لا يمكن للجماعات الترابية الفقيرة والمهمشة أن تحقق التنمية المستدامة بدون ثروة.