ليلة بيضاء ومظاهرات فرح حاشدة عاشتها مدينة البوغاز، بعد فوز اتحاد طنجة لأول مرة في تاريخه بلقب البطولة الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم، إثر تفوقه في «كلاسيكو» الشمال على غريمه المغرب التطواني. وا إن أعلن حكم المباراة عن صافرة النهاية، حتى اجتاحت جماهير اتحاد طنجة أهم شوارع وساحات مدينة البوغاز، حاملة الأعلام الزرقاء والبيضاء ومدثرة بقمصان اتحاد طنجة، ومرددة الهتافات التشجيعية التي دأب صداها يزلزل مدرجات الملاعب، حيثما حط فارس البوغاز الرحال، في رحلة بحثه عن أول تتويج له منذ تأسيسه. ولم تفتأ الجماهير التي غصت بها جنبات شارع محمد الخامس ومحج محمد السادس وساحة الأمم، إلى ساعات الصباح الأولى، عن ترديد شعارات من قبيل «كامبيونيس – كامبيونيس» (أبطال – أبطال) و»طنجاوي راسي عالي»، وغيرها من أغاني الألترات التي تبث الحماس في اللاعبين. وأشاد مدرب اتحاد طنجة، إدريس المرابط، بدور الجمهور المحوري في هذا التتويج، مبرزا أن «الجمهور الذي ساندنا من أول مباراة إلى آخر واحدة يستحق هذا اللقب، ونحن نقدمه هدية للجماهير التي كانت متعطشة لهذا التتويج». وأثنت الجماهير المنتشية بالفوز باللقب الأول، ومن بينهم شباب ورجال ونساء وأطفال في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على مدرب الفريق وابن الدار، إدريس المرابط، الذي انتشل الفريق من سلسلة الهزائم المخيبة مع بداية البطولة، ليقوده بثبات نحو قمة المجد الكروي بالمغرب، بمعية مجموعة من اللاعبين الشباب الذين آمنوا بقدراتهم ومهاراتهم. في هذا الصدد، أعرب نجم الفريق، أحمد حمودان، عن شكره لجمهور طنجة عن الدعم المتواصل حتى خلال فترات النتائج المخيبة، متابعا «لقد عقدت العزم منذ التحاقي باتحاد طنجة على إهداء اللقب إلى الجماهير، ولم يخب ظني. بالعمل والجدية وصلنا إلى هذه النتيجة التي حققناها بفضل الروح القتالية لكل اللاعبين». من جانبه، قال رئيس نادي اتحاد طنجة، عبد الحميد أبرشان، إن «فرحة اليوم كبيرة ولا يمكن تصورها، فرحة تعم كل المدينة والجهة، وهي فرحة جاءت بفضل المساندة الدائمة للجماهير، التي حرصت على مرافقة اتحاد طنجة في كل مبارياته، جماهير لم تفقد الأمل بالرغم من استقبال شباكنا لهدف في بداية المباراة، لكن استمرار تشجيعها مكننا من العودة في النتيجة والفوز بالبطولة». وأضاف أن الفضل في التتويج يعود أيضا إلى التجهيزات والبنايات التحتية الرياضية، التي تم بناؤها ضمن مشروع القرية الرياضية، والذي جاء بفضل العناية السامية لجلالة الملك محمد السادس بطنجة، معتبرا أن هذه المشاريع جعلت طنجة تتوفر على «بنيات تحتية رياضية بمواصفات عالمية». وبهذا اللقب، يكون اتحاد طنجة قد حجز لنفسه مكانا بين الأندية الكبرى بالمغرب، وروى تعطش الجماهير إلى لقب وطني يزين خزانة النادي، في انتظار المنافسة على لقب قاري يدفع بفارس البوغاز لولوج العالمية من بابها الواسع.