في إطار الأنشطة الثقافية المندرجة ضمن برنامج «أسبوع الكتاب» المنظم بمؤسسة السجن الفلاحي بزايو ، نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور أمسية ثقافية بعنوان:» قراءات في كتاب» لفائدة نزلاء هذه المؤسسة الإصلاحية وذلك مساء يوم الأربعاء 25 أبريل 2018. فكرة نالت استحسان مدير المؤسسة ونائبه اللذين رحبا بهذا الانفتاح على المؤسسة لجعل النزلاء يهتمون بالفعل الثقافي الذي يساهم في التهذيب والارتقاء بالإنسان. عند افتتاح اللقاء تناول الكلمة الكاتب العام للفرع الأستاذ جمال ازراغيد الذي شكر المدير والطاقم الإداري المرافق له وبالأخص محمد بوغرارة على هذا الانفتاح على فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور، متمنيا أن يتجسد مستقبلا في أنشطة ثقافية أخرى ، كما شكر جمعية أصدقاء الشعر بزايو التي كان لها الفضل في تحقيق هذا اللقاء.واستعرض تاريخ الاتحاد كمؤسسة ثقافية عريقة ذات النفع العام والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وبعض الأنشطة الثقافية التي يقوم بها في مدينة الناظور، سعيا وراء خلق حركية ثقافية مفيدة للإنسان ومثقفيها والأجيال الصاعدة. الأستاذ القاص امحمد أمحور صاحب المجموعة القصصية»سمفونية المفاتيح» شكر في كلمته هذه المؤسسة الإصلاحية التي ترنو إلى إصلاح الفرد وتربيته وإدماجه في المجتمع، مؤكدا أن الحياة محطات وتجارب ومدرسة ينبغي أن نستفيد ونتعلم منها الكثير ونحقق فيها ذاتنا، ثم انتقل إلى الحديث عن مصدر الإبداع المتمثل أساسا في التجارب الذاتية وتجارب الآخرين فضلا عن القراءة والمطالعة التي ينبغي على الإنسان ألا يفارقهما. واعتبر الكتاب وسيلة من الوسائل التي تجعلنا نعيش حيوات كثيرة ، وهذا لا يتأتى إلا بفعل القراءة. ودعا النزلاء إلى القراءة والانخراط في الورشات التي تزخر بها المؤسسة قصد التأهيل الذاتي. ثم قرأ بعض القصص من مجموعته القصصية السالفة الذكر التي استأثرت باهتمامهم. أما القاص الأستاذ عبد الله زروال صاحب مجموعات قصصية عديدة منها : « لعبة المشانق» ،»زحف الكلس» ، « بساط الروح» ، «ذاك النشيد» ،»»كلمات.. كالكلمات».. فقد شكر المؤسسة بدوره، معتبرا هذا اللقاء بمثابة لقاء الإنسان بالإنسان بجوهر الإنسانية ، وثمن هذه المبادرة لنبلها الإنساني ثم انتقل إلى الحديث عن تجربته في الكتابة التي أغوته وصار لا يفارقها لما يجد فيها من متعة ولذة وراحة . وتذكر الفرحة التي انتشى بها يوم صدور أول قصة له في جريدة ذات صيت. ومن ذلك الحين ونصوصه القصصية تنكتب باستمرار وتدفعه إلى القراءة والانخراط في أنشطة ثقافية مختلفة تتوزع بين المسرح والقصة وغيرهما. ثم انتقل إلى تحديد منابع إبداعه التي أوجزها في الثالوث الآتي: العاقلة – العاطفة – الحافظة (الذاكرة) وعرض الموضوعات التي تستهويه ويكتب فيها انطلاقا مما تختزنه ذاكرته من أحداث وذكريات كالطفولة وغيرها. ثم قرأ قصة «بساط الروح» التي شدت أسماع النزلاء وتفاعلوا وجدانيا معها. وأخيرا قدمت شواهد التقدير والشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء الثقافي أملا في تكراره في مناسبات أخرى ، وأهدى القاصان مجموعتيهما القصصية لفائدة مكتبة السجن الفلاحي بزايو ليستفيد منهما النزلاء.