تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    نواب روس يحذرون من حرب عالمية ثالثة بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو        طقس الاثنين.. سحب كثيفة ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة    المغرب يخنق سبتة ومليلية المحتلتين ويحرمهما من 80% من نشاطهما الجمركي    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.. فرنسا تفوز على إيطاليا وتعتلي الصدارة    وفاة "ملك جمال الأردن" بعد صراع مع سرطان المعدة    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    "أشبال U17" يتعادلون مع التونسيين    الملعب الكبير للحسيمة .. افتتاح ببعد قاري إفريقي    حزب الله يؤكد مقتل محمد عفيف    رسائل عيد الاستقلال    اختفاء شخصين خلال "رحلة سياحية جبلية" يستنفر السلطات المغربية    مجلس الشيوخ في البراغواي يدعم سيادة المغرب على صحرائه    الركراكي يختتم استعدادات المنتخب    مجلس الشيوخ الباراغواياني يؤكد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    نفق جبل طارق.. حلم الربط بين إفريقيا وأوروبا يصبح حقيقة    داخل قنصلية المغرب بنيويورك.. ياسين عدنان يتحدث عن الغنى الثقافي للمملكة    أسعار اللحوم البيضاء تعود للارتفاع بالمغرب    توقعات أحوال الطقس ليوم الإثنين    مسؤول إسباني.. تدخل الفرق المغربية أحدث فارقا كبيرا في جهود الإغاثة بفالنسيا    فيضانات إسبانيا.. الجهاز اللوجستي المغربي "ساهم بشكل كبير" في ترميم البنية التحتية المتضررة (مسؤول إسباني)    قائمة أسماء الشخصيات التي اختارها ترامب لتتولّى مناصب في إدارته    العصبة تُحدد موعد "ديربي البيضاء"    التفاوض حول مشروع القانون التنظيمي للإضراب يقسم النقابات في المغرب    فى الذكرى 21 لرحيل محمّد شكري.. مُحاوراتٌ استرجاعيّة ومُحادثاتٌ استكناهيّة مع صَاحِبِ "الخُبزالحَافي"    خاتمة العلوي تعود ب"شدة وتزول" بعد سنوات من الاعتزال    الدرهم يرتفع مقابل الأورو على خلفية ارتفاع ملحوظ للتداول البنكي وفقا لبنك المغرب    مصرع طفل في تطوان جراء ابتلاعه "كيسا بلاستيكيا"    دنماركية تفوز بمسابقة "ملكة جمال الكون" 2024    عدد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة يبلغ 171 مرفقا    المنتخب المغربي يعزز خياراته الهجومية بعودة سفيان رحيمي    تجار القرب يعلنون تكتلهم لمواجهة توغل الشركات الكبرى بالأحياء السكنية    قلة الأطباء والأَسرّة وطول المواعيد.. وزير الصحة يؤكد أن خدمات الطب النفسي بالمغرب تبقى أقل من المطلوب    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    حقوقيون يستنكرون استمرار تعليق رواتب 18 أستاذا رغم الأحكام القضائية    احباط تهريب 188 ألف قرص مهلوس بميناء طنجة المتوسط    المغرب يطلق أول مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية باستثمار 1.3 مليار دولار    التهراوي: هامش ربح الصيدلي والموزع محدد أساسي لأسعار الأدوية في المغرب    "ذا تيليغراف": المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا لعام 2024    إطلاق قنبلتين ضوئيتين قرب منزل نتانياهو    صراعات عائلة السيوفي في الدراما الجديدة المُثيرة "نقطة سودة" يومياً عبر شاشة "5MBC"    الولايات المتحدة.. تعيين كريس رايت وزيرا للطاقة في إدارة ترامب الجديدة    لفتيت يدعو لمواجهة فوضى وتجاوزات وتدني خدمات سيارات الأجرة على خلفية وضع نهج جديد        عمور و السعدي يقصان شريط النسخة السابعة لمهرجان الزربية الواوزكيتية    جمعية فنون تقدم أحدث إعمالها الفنية و التراثية أغنية " لالة منانة" من أداء المجموعة الموسيقية لأكاديمية ميزينوكس    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    تعهدات في مؤتمر وزاري في جدة بمقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030 (فيديو)    جائزة المغرب للشباب تحتفي بالتميز    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى الفقيه بنصالح

قادتني الأسئلة القلقة التي استنتجتها من متابعتي لقضية الهجرة السرية عبر الديار الليبية إلى الضفة الأخرى، وتحديدا إيطاليا، إلى البحث عن خيوط ممتدة في هامش بلدي، وتحديدا إقليم الفقيه بنصالح، حيث يتزاحم في أذهان شبابنا حلم الفردوس المفقود، الذي أدى بالكثير من المغرر بهم إلى الهلاك في المتوسط، أو إلى سجون ليبيا أو السقوط في أيادي مليشيات ساومت أسرهم على أرواحهم، وذلك هو موضوع التحقيق الذي أجريناه بالمنطقة، والذي سنعمل على نشره في الأيام المقبلة عند استكمال باقي خيوطه التي يبدو أن كثيرا من الغموض يلفها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعصابات تمتهن المتاجرة بالبشر، بتنسيق محكم داخل الحدود وخارجها.
لم تكن الرحلة إلى إقليم الفقيه بنصالح رحلة مجانية أو رحلة غير محسوبة، بل هي بداية مع سبق الإصرار والترصد، عندما ارتفعت أصوات من داخل أسر الضحايا تشير بأصابع الاتهام إلى مافيات جد منظمة تسهر على تنقيل البشر بشكل محكم ودقيق بين المغرب وليبيا، عبر نقط محددة، أولها مطار محمد الخامس صوب مطار قرطاج بتونس، ثم خط تونس طرابلس، وبالضبط مطار «معيتيقة» عبر شركة البراق، التي قالت مصادرنا إن موظفة بنفس الشركة تنتظر القادمين من المغرب بأسماء محددة على رسالة تصلها عبر «الواتساب»، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في توجيه هؤلاء إلى نقطة الهدف، كما تحدثت لنا مصادر عليمة ومتتبعة عن تنقيل البشر برا عبر الجزائر، بمرور تهريبي منظم جدا بين الحدود المغلقة رسميا، المفتوحة بشكل غير رسمي في وجه كافة المهربين من وإلى المغرب والجزائر.
وهي الأسئلة التي بحثنا في أجوبتها من خلال كافة المجهودات التي قام بها المغرب، في إعادة عدد هام من أبنائنا إلى حضن عائلاتهم بعدما سهرت الدولة المغربية لكي تبحث عن كافة السبل للتعامل، في هذا الملف، مع دولة أغرقها الربيع العربي في متاهة الفوضى» اللاخلاقة» المنتجة للإجرام بتلاوينه المختلفة، وبقيادة أكثر من 1700 مليشية، تمتلك السلاح وتحكم ليبيا بقوة الإرهاب وقانون الغاب وغياب الدولة .
وتلك هي الصورة التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام الدولية، لكن تم نقلها على لسان شباب عائد من جحيم التجربة، ترك بصماته في تفكيرنا ونحن نحاول أن نبحث بدقة وموضوعية عن المسالك التي طبعت كل هذا العبث، والتي تضيع مجهودات الدولة المغربية، وهي تعيد أفواج البشر من شبابنا وشاباتنا- مِمن كتب لهم عمر جديد- إلى أحضان أسرهم، لتقول مصادرنا إن من بين هؤلاء من اختار العودة إلى ليبيا، طمعا في محاولات أخرى للهجرة السرية، دون تفكير في مآل هذه الخطوة غير المحسوبة العواقب والأخطار.
ورغبة في معرفة الحقيقة بحجم القلق المحاصر بالمهنية الذي يؤرقني، حملت أسئلتي في البدء رفقة مصادري، إلى جماعة «البرادية « بإقليم الفقيه بنصالح، عندما علمت أن العائدين من ليبيا يملكون حقائق حول تهريب البشر، وتحديدا بدوار أولاد علي الواد، وأولاد عبد الله، قبل الذهاب إلى سوق السبت وأولاد ركيعة.
دخلنا الدوار ليلا، كانت الساعة تشير إلى الثامنة، لكن الظلام الدامس لم يمنعنا من مواصلة السير بسيارتي الخاصة، سألت مرافقاتي من المجتمع المدني التنموي والحقوقي، واللواتي يملكن خرائط هذا الدوار، بفعل التضامن ومساعدة النساء في الولوج إلى سوق الشغل الموسمي، عن هذا المجال وعن ساكنته، ففوجئت كون هذا الدوار الحامل لإسرار كثيرة في طرق تدبير الهجرة السرية إلى مختلف نقط العبور، تبلغ نسمة ساكنته حوالي عشرة آلاف، من معدل تسعة وثلاثين ألفا من ساكنة جماعة البرادية، سأكشف في التحقيق الذي أنجزته خصاصه الكبير في كافة المجالات، الذي حول هذا الدوار إلى منطلق للهجرة سرا إلى الضفة الأخرى.
لا أخفيكم قرائي أن الهامش كان يشدني من قفاي وأنا أبحث عن الخيوط لمعرفة الحقيقة، لأعرف أن الهجرة سرا بحثا عن ضفة أخرى، عواملها هي تنموية بالأساس، وأن الرغبة في تنمية متكاملة هي في صلب المغامرة بحياة في الظلام نحو حياة في النور بالمفهوم المادي للثنائية. وهي المعرفة المنطلق التي كانت محور نقاش أولي مع الأخ الشرقاوي الزنايدي، البرلماني باسم الاتحاد الاشتراكي المنتخب عن الإقليم، والذي اعتبر الهجرة سرا تتحكم فيها عوامل اقتصادية واجتماعية، على الحكومة أن تعي تفاصيلها في الفلاحة والعقار وفي تدبير هذين القطاعين المرتبطين بالهجرة سرا وعلنا على المستوى الجهوي والإقليمي، مما ولد انعكاسات سلبية على المجال وعلى موارده البشرية.
جواب دفعني بالفعل إلى مزيد من التحقيق في الموضوع، كي نعطي لنتائجه تنبيها للبحث عن بدائل تحد من مآسي من هاجروا قهرا بحثا عن رغيف أو إنصاف، فانتظرونا لإشراككم قرائي في هذا القلق الكبير…


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.