إن مسلسل التطور الذي انخرطت فيه وجدة يطرح ضرورة تبنيها خطة استراتيجية للتواصل كإجراء لا بد منه لمواكبة نهضة المدينة، ضرورة توفرها على خطة للتسويق الترابي يبقى الهدف الأساسي منها هو بناء صورة المدينة والتعريف بنهضتها وإعطائها إشعاعا يكون رافعة لتطورها واستغلال مؤهلاتها واستقطاب رؤوس الأموال وجلب الاستثمار خدمة لتنمية المدينة والجهة. فمعلوم أن مدينة وجدة ظلت تعرف عجزا في تسويق صورتها وأنها ليست معروفة بما فيه الكفاية لدى المغاربة أنفسهم، وحضورها في الإعلام المغربي كان إلى وقت قريب باهتا، كما لا تتمتع بحضور قوي ضمن نسيج الحواضر المغربية الكبرى كمراكش أو فاس أو مكناس أو الرباط أو الدارالبيضاء، وأكادير… ولا تصنف ضمن المدن التاريخية رغم حمولتها الثقافية والاستراتيجية وتاريخها الذي يتجاوز ألف سنة. وانطلاقا من ذلك، فإنه لم يعد ممكنا تصور تأهيل حقيقي للمدينة دون تصحيح هذا الوضع وتجاوز هاته الصورة المجحفة في حق مدينة وجدة. وهنا كان للعناية الملكية السامية التي يحيط بها جلالة الملك الجهة الشرقية وعاصمتها مدينة وجدة دورا حاسما في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولعل ما يترجم هاته العناية المولوية الكريمة الزيارات الملكية المتتالية، إذ في كل زيارة تتحول وجدة إلى مسرح لتدشين وانطلاق عدة أوراش تنموية، وقبلة وطنية تعزز من خلالها مكانتها وصورتها كقطب اقتصادي طور الانبعاث، ونتيجة لذلك أصبحت وجدة اليوم ضمن اهتمامات السلطات العمومية وفي الإعلام الوطني. ومن أجل استثمار هاته المكتسبات، وتعزيز الموقع الذي بدأت تتبوأه المدينة على الساحة الوطنية، لابد من إعداد خطة تواصلية لإظهار حقيقة المدينة والتعريف بمؤهلاتها وطاقاتها كمدخل لتسويق قدراتها ووصولها إلى المكانة التي تتناسب وتاريخها وتراثها ورجالاتها ودورها في حقبات التاريخ المغرب. المحاور الأساسية للخطة التواصلية: كيفما كان حجم وطبيعة أي مشروع لا يمكن له أن ينجح إذا لم يكن مبنيا على خطة تواصلية إشهارية، وهذا ما انتبه إليه الوالي محمد امهيدية في أول لقاء تواصلي عقده حول المشاريع التي شقت طريقها إلى الإنجاز منذ تعيينه مسؤولا على رأس الجهة الشرقية. وفي نظرنا هذه الخطة التواصلية لكي تحقق الأهداف المتوخاة منها، يجب أن ترتكز على محاور أساسية منها: التواصل حول الأوراش والمشاريع: عقد لقاءات تواصلية يتم خلالها التعريف بالأوراش المفتوحة والمشاريع المنجزة والتي في طريق الإنجاز… لقاءات تشارك فيها نخب وفعاليات المدينة . لقاءات مباشرة بهدف التشاور وإغناء المشروع بأفكار ومقترحات جديدة. التواصل مع أبناء مدينة وجدة كي يؤمنوا بالمشروع الملكي وينخرطوا فيه في إطار خطة تواصلية حديثة وبيداغوجية. علما أن سكان مدينة وجدة يؤمنون أن مدينتهم لها تاريخ ولها مستقبل أحسن وأكبر، وفعلا لاحظنا أن سكان مدينة وجدة ونخبتها ومستثمريها تخلوا عن التركيز على فتح الحدود واندمجوا في هذه الخطة لإيمانهم القوى أن الزيارات المتتالية لصاحب الجلالة هي أقوى سلاح لتخرج هذه المدينة من وضعها وتعزز مكانتها على الصعيد الوطني. التواصل الإعلامي بأشكاله وآلياته المختلفة، الجرائد، الإذاعة والتلفزة، وكالات التواصل… التواصل عبر الحدث، وذلك من خلال تنظيم المهرجان الدولي لفن الراي، والذي لقي نجاحا كبيرا خلال دوراته السابقة التي عرفت حضور مئات الآلاف من الأشخاص، كما حضرته شخصيات بارزة من داخل المغرب وخارجه، وشارك فيه نجوم عالميون لهم إشعاع كوني. وكان للمهرجان صدى جميلا في وسائل الإعلام رغم كل ما قيل بشأنه. والدورات المقبلة، مع تجاوز جميع الاختلالات وتصحيح الأخطاء، ستضيف بلا شك إشعاعا متواصلا للمدينة وستمنحها حدثا سنويا تستطيع استغلاله في بناء وتسويق مؤهلاتها. ويلاحظ الجميع أن المكانة التي تحتلها وجدة داخل المدينة أو خارجها وخارج الوطن ليست هي المكانة التي كانت لديها قبل سنوات. وإذا كان للمهرجان الدولي لفن الراي دور كبير في تسويق صورة مدينة وجدة، فإنه يجب الوعي بأهمية التظاهرات الفنية والثقافية اقتصاديا وسياسيا، من هنا تأتي ضرورة تنظيم مهرجانات فنية وندوات ثقافية تقارب مختلف حقول الفن ومكونات الثقافة، وهنا يلزم التركيز على الإرث الثقافي الغني للجهة الشرقية وإبراز إبداعات أهاليها ماضيا وحاضرا. ضرورة انخراط المؤسسات المنتخبة في تسويق مدينة وجدة. وهنا نلفت انتباه المنتخبين إلى أن المشاركة في اللقاءات الدولية لا تعني السياحة، بل هي مسؤولية كبيرة. لذا يجب القطع مع السلوكات السابقة التي تسيء إلى المؤسسات المنتخبة، إلى المدينة وإلى الوطن… أن المنتخبين (المجلس البلدي، مجلس العمالة، مجلس الجهة، البرلمانيون…) الذين تناط بهم مهمة تمثيل مدينة وجدة، عليهم تقدير هذه المسؤولية وعليهم أن يساهموا في تقديم صورة إيجابية لمدينتهم وجهتهم. إن جمعيات المجتمع المدني التي تربطها علاقات مع جمعيات في أوروبا أو أمريكا، مطروح عليها بدورها المساهمة في تسويق مدينة وجدة والعمل من أجل استقطاب السواح والمشاريع… ونفس الدور يجب أن يقوم به ممثلو الأحزاب السياسية والنقابات في هذه المدينة وفي هذه الجهة. الرياضة جزء مهم من حضارة الشعب وجزء مهم من حياة المدينة، أصبحت اليوم ميدانا اقتصاديا متميزا ولها مكانة خاصة في التواصل والدعاية بحيث يمكن لفريق متميز أن يعرف بالمدينة أحسن من أي سفير أو خطاب أو جريدة والنموذج نستقيه من أبطالنا المغاربة ودورهم في التعريف ببلادنا ورفع الراية الوطنية عاليا. وبذلك لا يجب الخروج عن النسق المنطقي في إعطاء الأهمية للرياضة في مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة . مضامين الخطة التواصلية: إن المشروع الكبير لتأهيل مدينة وجدة يدخل ضمن المشاريع الكبرى التي تعرفها الجهة الشرقية والتي كانت انطلاقتها مع التحول التاريخي الذي أسسه الخطاب الملكي يوم 18 مارس 2003، لأنه لا يمكن أن تخلق قطبا اقتصاديا بالجهة الشرقية دون أن يكون لهذا المشروع الكبير قاطرة، وهي وجدة عاصمة الجهة الشرقية، ولذلك كان لا بد أن تعيش المدينة دينامية جديدة لتصبح فعلا قاطرة لهذا التحول الكبير الذي تعرفه الجهة الشرقية. يلاحظ المواطنون أن العشرات من المشاريع فتحت بوجدة، وبطبيعة الحال يرون أنها إجابة على بعض الاختلالات العميقة التي يعرفها النسيج الحضري لمدينة وجدة والوظائف التي تقوم بها العاصمة الشرقية بالإضافة إلى الاختلالات المجالية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية .وبالتالي فالمشروع الحضري يتضمن أجوبة لبعض هذه الاختلالات التي كان من الصعب في بعض السنوات القلائل أن يعتقد الإنسان بإيجاد مشروع يكون أجوبة لكل الاختلالات التي تعرفها المدينة ويعاني منها المواطنون. وهذه الاختلالات كلها جاءت نتيجة تراكمات تاريخية يتطلب تصحيحها سنوات، لذلك وجب القول أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة يدخل في إطار مشروع أشمل وأجمع وأكبر وهو مشروع تأهيل المنطقة ككل. وعندما نتحدث عن تأهيل مدينة وجدة فنحن نعني إعطاءها شروطا لتحسين وتقوية قدراتها لتصبح قاطرة تجر القطب الاقتصادي الجديد. ونعني كذلك أجوبة لتصحيح بعض الاختلالات المجالية والاجتماعية والاقتصادية. تأسيسا على هذا كله يجب أن تركز الخطة التواصلية على إبراز أهمية هذا المشروع وإبراز أبعاده الاستراتيجية: أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة ليس مجموعة من المشاريع المتقطعة وغير المندمجة. أن مشروع وجدة، وهذا ما يجب أن تسوقه الخطة التواصلية، هو مشروع مدينة. البعد السياسي، مدينة وجدةأاريد لها أن تحتل مكانة قوية في نسيج المدن المغربية بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي ويمكن أن تكون من بين القاطرات الهامة وطنيا لذلك كان لابد من التحضير لمستقبل مدينة وجدة من خلال هذا المشروع. بمعنى آخر مدينة وجدة مؤهلة لأن تكون بابا من الأبواب المهمة المفتوحة على البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى لابد أن تستعيد مدينة وجدة دورها في المغرب العربي طال الزمن أو قصر. المغرب الكبير كيان للشعوب والحكومات لابد أن يبنى ويتقوى ويكبر ويكون كيانا عظيما في العلاقات المحلية والجهوية والدولية. كما يجب تهيئ وتحضير وجدة لتحتل موقعها المتميز الذي يتماشى مع جغرافيتها، ولا يعقل ألا تكون لها مكانة قوية في مؤسسات المغرب العربي. أن الخطة التواصلية يجب أن تركز على أن ما يحدث في وجدة الآن الهدف منه التفكير في مستقبل هذه المدينة من خلال تأهيلها لتحتل المركز المتميز كقطب مؤسساتي قوي في نسيج المغرب العربي المستقبلي. وهذا تصور سياسي. البعد الاقتصادي، بحكم ما خططه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للجهة الشرقية من مشاريع هيكلية عظيمة من قبيل: الطريق السيار أو المطارات أو الموانئ أو خط السكة الحديدية أو المشاريع السياحية الكبرى إلى غير ذلك، فالجهة الشرقية ستصبح قطبا من كبريات الأقطاب الاقتصادية الوطنية. والجهة الشرقية لديها طاقات ومؤهلات وتتوفر على شروط للإقلاع لكونها خزانا للكفاءات وخزانا للطاقات الطبيعية والاقتصادية. وطبعا لا يمكن بناء أي قطب في العالم بدون قطب حضري متميز. كما لا يمكن جلب استثمار داخلي أو خارجي إذا لم تتوفر الجهة على شرط أساسي من شروط التنافسية كثمن الطاقة و العقار: وهو إطار العيش. وبالتالي فهدف المشروع الملكي هو بناء عاصمة بكل مواصفات المدينة التي توفر كل ظروف العيش المتميز حتى يمكن أن تكون لها طاقة اقتصادية حداثية لجلب الكفاءات والمستثمرين والمقاولات إلى غير ذلك. هذا المشروع الاقتصادي يعني، من بين ما يعنيه، تغيير الوضع الاقتصادي للمدينة، وليس فقط تأهيل المجال، بمعنى تأهيل الاقتصاد وتحسين ظروف الاستثمار ومحيط الاستثمار في المدينة وتحسين المؤشرات الاقتصادية. البعد الحضري والحضاري، إن مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة هو مشروع شامل جامع يهم التعمير وتهيئة المجال وتحسين الإطار الهندسي، والتجهيزات الأساسية، والتطهير، والكهرباء، و الإنارة العمومية، والبنية الثقافية والرياضية والاجتماعية… هذا مشروع شامل متكامل هدفه تمكين وجدة من استرجاع مجدها بشوارع أنيقة، وهندسة حديثة، وبنيات فخمة، وبجمالية في الأزقة والساحات والحدائق، بمساحات خضراء، بإنارة عمومية في مستوى راق… إلى غير ذلك لتظهر وجدة في أحسن حللها. ولذلك فهو مشروع حضاري، لأن وجدة تتميز بحمولة حضارية قوية تتجلى في فنونها وطبخها ومسرحها وموسيقاها وآدابها وإبداعاتها المتنوعة ونمط عيش سكانها… وهي مواصفات وخاصيات لا يمكن لمشروع التأهيل الحضري ألا يبرزها ولا يكشف عن هذه الحمولة الحضارية لإغناء الهوية المغربية بها في الوقت الذي نرى فيه، مع الأسف، أن هذا الوهج بدأ يخبو إشعاعه، بحيث لاحظنا أن هذه الخاصيات الثقافية والحضارية التراثية لمدينة وجدة على عكس عدد من المدن المغربية، عرفت تقهقرا في غياب أماكن العروض والاشتغال، وتشجيع الطاقات للشباب وغير الشباب سواء فيما يتعلق بالمسرح أو الموسيقى أو التعبير الجسدي أو الفنون الشعبية أو الصناعة التقليدية.. كما لاحظنا انخفاضا في الأنشطة الشيء الذي جعل مدينة وجدة لا تحتل ذلك الموقع المتميز الذي تستحقه… من هنا جاء هذا المشروع للنهوض بالجانب الثقافي والفني والرياضي وإعطائه الحيز المهم من المشاريع سواء من خلال قاعات العروض أو المتاحف أو المعاهد الموسيقية أو فنون التعبير الجسدي أو المسرح، هذه الأماكن هي التي ستبرز الطاقات وتغني هذا التراث وتجعل هذه الحمولة باقية ومستدامة. البعد الاجتماعي، لا يمكن أن يفكر الإنسان في تدبير مدينة والسير بها إلى الحداثة دون تصحيح الاختلالات والفوارق الاجتماعية العميقة التي تعرفها هذه المدينة مع الأسف، والتي يمكن قراءتها في وجدة بقوة، لكن قراءتها في وجدة مختلفة لأنها تظهر بالعين المجردة. هوامش مدينة وجدة هوامش الفقر والإقصاء، والمشروع الحضري ارتكز أساسا على هذا الأمر .إن المشروع الحضري أولى عناية كبيرة للتقليص من الفوارق الاجتماعية التي يعرفها النسيج الحضري، فربط الأحياء الهامشية للمدينة أهلها لتدخل المجال الحضري. كما أن المشروع الحضري لمدينة وجدة صادف مشروع العهد، مشروع العرش لجلالة الملك ألا وهو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطت إمكانات للتدخل بقوة في هذه الأحياء الحضرية لمدينة وجدة، والتي ساهمت في توفير مشروع اجتماعي متميز. إن مسلسل التطور الذي انخرطت فيه وجدة يطرح ضرورة تبنيها خطة استراتيجية للتواصل كإجراء لا بد منه لمواكبة نهضة المدينة، ضرورة توفرها على خطة للتسويق الترابي يبقى الهدف الأساسي منها هو بناء صورة المدينة والتعريف بنهضتها وإعطائها إشعاعا يكون رافعة لتطورها واستغلال مؤهلاتها واستقطاب رؤوس الأموال وجلب الاستثمار خدمة لتنمية المدينة والجهة. فمعلوم أن مدينة وجدة ظلت تعرف عجزا في تسويق صورتها وأنها ليست معروفة بما فيه الكفاية لدى المغاربة أنفسهم، وحضورها في الإعلام المغربي كان إلى وقت قريب باهتا، كما لا تتمتع بحضور قوي ضمن نسيج الحواضر المغربية الكبرى كمراكش أو فاس أو مكناس أو الرباط أو الدارالبيضاء، وأكادير… ولا تصنف ضمن المدن التاريخية رغم حمولتها الثقافية والاستراتيجية وتاريخها الذي يتجاوز ألف سنة. وانطلاقا من ذلك، فإنه لم يعد ممكنا تصور تأهيل حقيقي للمدينة دون تصحيح هذا الوضع وتجاوز هاته الصورة المجحفة في حق مدينة وجدة. وهنا كان للعناية الملكية السامية التي يحيط بها جلالة الملك الجهة الشرقية وعاصمتها مدينة وجدة دورا حاسما في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولعل ما يترجم هاته العناية المولوية الكريمة الزيارات الملكية المتتالية، إذ في كل زيارة تتحول وجدة إلى مسرح لتدشين وانطلاق عدة أوراش تنموية، وقبلة وطنية تعزز من خلالها مكانتها وصورتها كقطب اقتصادي طور الانبعاث، ونتيجة لذلك أصبحت وجدة اليوم ضمن اهتمامات السلطات العمومية وفي الإعلام الوطني. ومن أجل استثمار هاته المكتسبات، وتعزيز الموقع الذي بدأت تتبوأه المدينة على الساحة الوطنية، لابد من إعداد خطة تواصلية لإظهار حقيقة المدينة والتعريف بمؤهلاتها وطاقاتها كمدخل لتسويق قدراتها ووصولها إلى المكانة التي تتناسب وتاريخها وتراثها ورجالاتها ودورها في حقبات التاريخ المغرب. المحاور الأساسية للخطة التواصلية: كيفما كان حجم وطبيعة أي مشروع لا يمكن له أن ينجح إذا لم يكن مبنيا على خطة تواصلية إشهارية، وهذا ما انتبه إليه الوالي محمد امهيدية في أول لقاء تواصلي عقده حول المشاريع التي شقت طريقها إلى الإنجاز منذ تعيينه مسؤولا على رأس الجهة الشرقية. وفي نظرنا هذه الخطة التواصلية لكي تحقق الأهداف المتوخاة منها، يجب أن ترتكز على محاور أساسية منها: التواصل حول الأوراش والمشاريع: عقد لقاءات تواصلية يتم خلالها التعريف بالأوراش المفتوحة والمشاريع المنجزة والتي في طريق الإنجاز… لقاءات تشارك فيها نخب وفعاليات المدينة . لقاءات مباشرة بهدف التشاور وإغناء المشروع بأفكار ومقترحات جديدة. التواصل مع أبناء مدينة وجدة كي يؤمنوا بالمشروع الملكي وينخرطوا فيه في إطار خطة تواصلية حديثة وبيداغوجية. علما أن سكان مدينة وجدة يؤمنون أن مدينتهم لها تاريخ ولها مستقبل أحسن وأكبر، وفعلا لاحظنا أن سكان مدينة وجدة ونخبتها ومستثمريها تخلوا عن التركيز على فتح الحدود واندمجوا في هذه الخطة لإيمانهم القوى أن الزيارات المتتالية لصاحب الجلالة هي أقوى سلاح لتخرج هذه المدينة من وضعها وتعزز مكانتها على الصعيد الوطني. التواصل الإعلامي بأشكاله وآلياته المختلفة، الجرائد، الإذاعة والتلفزة، وكالات التواصل… التواصل عبر الحدث، وذلك من خلال تنظيم المهرجان الدولي لفن الراي، والذي لقي نجاحا كبيرا خلال دوراته السابقة التي عرفت حضور مئات الآلاف من الأشخاص، كما حضرته شخصيات بارزة من داخل المغرب وخارجه، وشارك فيه نجوم عالميون لهم إشعاع كوني. وكان للمهرجان صدى جميلا في وسائل الإعلام رغم كل ما قيل بشأنه. والدورات المقبلة، مع تجاوز جميع الاختلالات وتصحيح الأخطاء، ستضيف بلا شك إشعاعا متواصلا للمدينة وستمنحها حدثا سنويا تستطيع استغلاله في بناء وتسويق مؤهلاتها. ويلاحظ الجميع أن المكانة التي تحتلها وجدة داخل المدينة أو خارجها وخارج الوطن ليست هي المكانة التي كانت لديها قبل سنوات. وإذا كان للمهرجان الدولي لفن الراي دور كبير في تسويق صورة مدينة وجدة، فإنه يجب الوعي بأهمية التظاهرات الفنية والثقافية اقتصاديا وسياسيا، من هنا تأتي ضرورة تنظيم مهرجانات فنية وندوات ثقافية تقارب مختلف حقول الفن ومكونات الثقافة، وهنا يلزم التركيز على الإرث الثقافي الغني للجهة الشرقية وإبراز إبداعات أهاليها ماضيا وحاضرا. ضرورة انخراط المؤسسات المنتخبة في تسويق مدينة وجدة. وهنا نلفت انتباه المنتخبين إلى أن المشاركة في اللقاءات الدولية لا تعني السياحة، بل هي مسؤولية كبيرة. لذا يجب القطع مع السلوكات السابقة التي تسيء إلى المؤسسات المنتخبة، إلى المدينة وإلى الوطن… أن المنتخبين (المجلس البلدي، مجلس العمالة، مجلس الجهة، البرلمانيون…) الذين تناط بهم مهمة تمثيل مدينة وجدة، عليهم تقدير هذه المسؤولية وعليهم أن يساهموا في تقديم صورة إيجابية لمدينتهم وجهتهم. إن جمعيات المجتمع المدني التي تربطها علاقات مع جمعيات في أوروبا أو أمريكا، مطروح عليها بدورها المساهمة في تسويق مدينة وجدة والعمل من أجل استقطاب السواح والمشاريع… ونفس الدور يجب أن يقوم به ممثلو الأحزاب السياسية والنقابات في هذه المدينة وفي هذه الجهة. الرياضة جزء مهم من حضارة الشعب وجزء مهم من حياة المدينة، أصبحت اليوم ميدانا اقتصاديا متميزا ولها مكانة خاصة في التواصل والدعاية بحيث يمكن لفريق متميز أن يعرف بالمدينة أحسن من أي سفير أو خطاب أو جريدة والنموذج نستقيه من أبطالنا المغاربة ودورهم في التعريف ببلادنا ورفع الراية الوطنية عاليا. وبذلك لا يجب الخروج عن النسق المنطقي في إعطاء الأهمية للرياضة في مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة . مضامين الخطة التواصلية: إن المشروع الكبير لتأهيل مدينة وجدة يدخل ضمن المشاريع الكبرى التي تعرفها الجهة الشرقية والتي كانت انطلاقتها مع التحول التاريخي الذي أسسه الخطاب الملكي يوم 18 مارس 2003، لأنه لا يمكن أن تخلق قطبا اقتصاديا بالجهة الشرقية دون أن يكون لهذا المشروع الكبير قاطرة، وهي وجدة عاصمة الجهة الشرقية، ولذلك كان لا بد أن تعيش المدينة دينامية جديدة لتصبح فعلا قاطرة لهذا التحول الكبير الذي تعرفه الجهة الشرقية. يلاحظ المواطنون أن العشرات من المشاريع فتحت بوجدة، وبطبيعة الحال يرون أنها إجابة على بعض الاختلالات العميقة التي يعرفها النسيج الحضري لمدينة وجدة والوظائف التي تقوم بها العاصمة الشرقية بالإضافة إلى الاختلالات المجالية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية .وبالتالي فالمشروع الحضري يتضمن أجوبة لبعض هذه الاختلالات التي كان من الصعب في بعض السنوات القلائل أن يعتقد الإنسان بإيجاد مشروع يكون أجوبة لكل الاختلالات التي تعرفها المدينة ويعاني منها المواطنون. وهذه الاختلالات كلها جاءت نتيجة تراكمات تاريخية يتطلب تصحيحها سنوات، لذلك وجب القول أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة يدخل في إطار مشروع أشمل وأجمع وأكبر وهو مشروع تأهيل المنطقة ككل. وعندما نتحدث عن تأهيل مدينة وجدة فنحن نعني إعطاءها شروطا لتحسين وتقوية قدراتها لتصبح قاطرة تجر القطب الاقتصادي الجديد. ونعني كذلك أجوبة لتصحيح بعض الاختلالات المجالية والاجتماعية والاقتصادية. تأسيسا على هذا كله يجب أن تركز الخطة التواصلية على إبراز أهمية هذا المشروع وإبراز أبعاده الاستراتيجية: أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة ليس مجموعة من المشاريع المتقطعة وغير المندمجة. أن مشروع وجدة، وهذا ما يجب أن تسوقه الخطة التواصلية، هو مشروع مدينة. البعد السياسي، مدينة وجدةأاريد لها أن تحتل مكانة قوية في نسيج المدن المغربية بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي ويمكن أن تكون من بين القاطرات الهامة وطنيا لذلك كان لابد من التحضير لمستقبل مدينة وجدة من خلال هذا المشروع. بمعنى آخر مدينة وجدة مؤهلة لأن تكون بابا من الأبواب المهمة المفتوحة على البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى لابد أن تستعيد مدينة وجدة دورها في المغرب العربي طال الزمن أو قصر. المغرب الكبير كيان للشعوب والحكومات لابد أن يبنى ويتقوى ويكبر ويكون كيانا عظيما في العلاقات المحلية والجهوية والدولية. كما يجب تهيئ وتحضير وجدة لتحتل موقعها المتميز الذي يتماشى مع جغرافيتها، ولا يعقل ألا تكون لها مكانة قوية في مؤسسات المغرب العربي. أن الخطة التواصلية يجب أن تركز على أن ما يحدث في وجدة الآن الهدف منه التفكير في مستقبل هذه المدينة من خلال تأهيلها لتحتل المركز المتميز كقطب مؤسساتي قوي في نسيج المغرب العربي المستقبلي. وهذا تصور سياسي. البعد الاقتصادي، بحكم ما خططه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للجهة الشرقية من مشاريع هيكلية عظيمة من قبيل: الطريق السيار أو المطارات أو الموانئ أو خط السكة الحديدية أو المشاريع السياحية الكبرى إلى غير ذلك، فالجهة الشرقية ستصبح قطبا من كبريات الأقطاب الاقتصادية الوطنية. والجهة الشرقية لديها طاقات ومؤهلات وتتوفر على شروط للإقلاع لكونها خزانا للكفاءات وخزانا للطاقات الطبيعية والاقتصادية. وطبعا لا يمكن بناء أي قطب في العالم بدون قطب حضري متميز. كما لا يمكن جلب استثمار داخلي أو خارجي إذا لم تتوفر الجهة على شرط أساسي من شروط التنافسية كثمن الطاقة و العقار: وهو إطار العيش. وبالتالي فهدف المشروع الملكي هو بناء عاصمة بكل مواصفات المدينة التي توفر كل ظروف العيش المتميز حتى يمكن أن تكون لها طاقة اقتصادية حداثية لجلب الكفاءات والمستثمرين والمقاولات إلى غير ذلك. هذا المشروع الاقتصادي يعني، من بين ما يعنيه، تغيير الوضع الاقتصادي للمدينة، وليس فقط تأهيل المجال، بمعنى تأهيل الاقتصاد وتحسين ظروف الاستثمار ومحيط الاستثمار في المدينة وتحسين المؤشرات الاقتصادية. البعد الحضري والحضاري، إن مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة هو مشروع شامل جامع يهم التعمير وتهيئة المجال وتحسين الإطار الهندسي، والتجهيزات الأساسية، والتطهير، والكهرباء، و الإنارة العمومية، والبنية الثقافية والرياضية والاجتماعية… هذا مشروع شامل متكامل هدفه تمكين وجدة من استرجاع مجدها بشوارع أنيقة، وهندسة حديثة، وبنيات فخمة، وبجمالية في الأزقة والساحات والحدائق، بمساحات خضراء، بإنارة عمومية في مستوى راق… إلى غير ذلك لتظهر وجدة في أحسن حللها. ولذلك فهو مشروع حضاري، لأن وجدة تتميز بحمولة حضارية قوية تتجلى في فنونها وطبخها ومسرحها وموسيقاها وآدابها وإبداعاتها المتنوعة ونمط عيش سكانها… وهي مواصفات وخاصيات لا يمكن لمشروع التأهيل الحضري ألا يبرزها ولا يكشف عن هذه الحمولة الحضارية لإغناء الهوية المغربية بها في الوقت الذي نرى فيه، مع الأسف، أن هذا الوهج بدأ يخبو إشعاعه، بحيث لاحظنا أن هذه الخاصيات الثقافية والحضارية التراثية لمدينة وجدة على عكس عدد من المدن المغربية، عرفت تقهقرا في غياب أماكن العروض والاشتغال، وتشجيع الطاقات للشباب وغير الشباب سواء فيما يتعلق بالمسرح أو الموسيقى أو التعبير الجسدي أو الفنون الشعبية أو الصناعة التقليدية.. كما لاحظنا انخفاضا في الأنشطة الشيء الذي جعل مدينة وجدة لا تحتل ذلك الموقع المتميز الذي تستحقه… من هنا جاء هذا المشروع للنهوض بالجانب الثقافي والفني والرياضي وإعطائه الحيز المهم من المشاريع سواء من خلال قاعات العروض أو المتاحف أو المعاهد الموسيقية أو فنون التعبير الجسدي أو المسرح، هذه الأماكن هي التي ستبرز الطاقات وتغني هذا التراث وتجعل هذه الحمولة باقية ومستدامة. البعد الاجتماعي، لا يمكن أن يفكر الإنسان في تدبير مدينة والسير بها إلى الحداثة دون تصحيح الاختلالات والفوارق الاجتماعية العميقة التي تعرفها هذه المدينة مع الأسف، والتي يمكن قراءتها في وجدة بقوة، لكن قراءتها في وجدة مختلفة لأنها تظهر بالعين المجردة. هوامش مدينة وجدة هوامش الفقر والإقصاء، والمشروع الحضري ارتكز أساسا على هذا الأمر .إن المشروع الحضري أولى عناية كبيرة للتقليص من الفوارق الاجتماعية التي يعرفها النسيج الحضري، فربط الأحياء الهامشية للمدينة أهلها لتدخل المجال الحضري. كما أن المشروع الحضري لمدينة وجدة صادف مشروع العهد، مشروع العرش لجلالة الملك ألا وهو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطت إمكانات للتدخل بقوة في هذه الأحياء الحضرية لمدينة وجدة، والتي ساهمت في توفير مشروع اجتماعي متميز.