قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية الأربعاء نقلا عن المتحدث باسم البرلمان المصري قوله إن مصر ستجري أول انتخابات للمجالس المحلية منذ عشر سنوات خلال النصف الأول من العام المقبل. ومصر بلا مجالس محلية منذ يونيو 2011 عندما صدر حكم قضائي بحلها في أعقاب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم. وكان المسؤولون الحكوميون المحليون يعملون وحدهم على إدارة شؤون المحليات دون أي رقابة من مجالس محلية منتخبة. وأجريت آخر انتخابات محلية عام 2008 وهيمن عليها أعضاء الحزب الوطني المنحل وهو الحزب الحاكم في عهد مبارك. وكان رئيس الوزراء شريف إسماعيل قال أمام البرلمان في مارس 2016 إن الانتخابات المحلية قد تجري في الربع الأول من 2017 لكن ذلك لم يحدث. وتحتاج الانتخابات المحلية أولا لإقرار قانون جديد للإدارة المحلية في البرلمان حتى يتسنى عقدها. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن صلاح حسب الله عضو البرلمان والمتحدث باسمه قوله في لقاء مع مجموعة من الصحفيين «انتخابات المحليات سيتم إجراؤها في النصف الأول من عام 2019، عقب إقرار البرلمان لمشروع قانون الإدارة المحلية». وأضاف «مجلس النواب حريص على إقرار مشروع القانون خلال دور الانعقاد الحالي». ومن المتوقع أن يهيمن مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعيد انتخابه مؤخرا، على الانتخابات المحلية المقبلة مثلما فعلوا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2015. وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي فوز السيسي بولاية ثانية بحصوله على 97 بالمئة من أصوات الناخبين. وبلغت نسبة المشاركة 41 بالمئة. وأظهرت النتائج الرسمية الاثنين فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفترة ولاية ثانية بحصوله على 97 بالمئة من أصوات الناخبين، وهي نفس النسبة التي منحته رئاسة مصر قبل أربع سنوات لكن وسط إقبال أقل على التصويت. وبلغ معدل الإقبال 41 بالمئة على الرغم من المساعي الحثيثة لحمل أكبر عدد ممكن من المصريين على التصويت في الانتخابات التي جرت. ويأتي فوز السيسي الكاسح بالانتخابات تأكيدا للنتائج الأولية التي ظهرت بعد انتهاء التصويت. وضمت الانتخابات منافسا وحيدا آخر، وهو موسى مصطفى موسى الذي يقول إنه مؤيد للسيسي، وذلك بعد وقف جميع مرشحي المعارضة الجادين لحملاتهم في يناير. وألقت السلطات القبض على المنافس الرئيسي للسيسي وتعرض مدير حملته للضرب بينما تراجع مرشحون محتملون آخرون عن خوض السباق مستشهدين بحملات ترهيب. وقال السيسي إنه كان يود أن يخوض عدة مرشحين الانتخابات مضيفا أنه لا ذنب له في تراجع مرشحي المعارضة المحتملين. وقال المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون لإعلان النتائج النهائية إن الانتخابات أجريت «وفق أعلى معايير النزاهة والشفافية الدولية». وحصل السيسي على ما يصل إلى 21.8 مليون صوت مقابل 656534 صوتا حصل عليها منافسه موسى الذي قل عدد الأصوات التي حصل عليها عن عدد الأصوات الباطلة التي بلغت 1.8 مليون صوت. وقال السيسي في كلمة إلى الأمة «كان مشهد الاصطفاف الوطني لكل أطياف النسيج المصري .. مبهرا وباعثا على الأمل». وبمجرد إعلان النتيجة خرج آلاف في عدة محافظات مصرية ولوحوا بالأعلام احتفالا بفوز السيسي. ويقول منتقدون إن تراجع الإقبال قد يشكل انتكاسة سياسية للسيسي الذي أشار قبل الانتخابات إلى أنه يعتبرها استفتاء على رئاسته أكثر من كونها منافسة حقيقية. وبلغت نسبة الإقبال في انتخابات 2014 التي منحته فترته الرئاسية الأولى 47 بالمئة. وقال السياسي محمد أنور السادات الذي كان قد أعلن ترشحه قبل أن ينسحب في يناير فيما أرجعه إلى ترويع أنصاره إن الانتخابات كشفت عن مشكلات واضحة تتعلق بالمشاركة وعزوف الشبان عن التصويت. كانت وسائل الإعلام الرسمية صورت عدم التصويت بأنه خيانة لمصر. ونقلت وسائل إعلام أجنبية ومحلية عن بعض الناخبين قولهم إنهم تلقوا مغريات للإدلاء بأصواتهم من بينها أموال وسلع غذائية، لكنهم لم يذكروا من عرض عليهم ذلك. وقال مسؤولون إن هذه الوقائع لو حدثت فهي لم تتم برعاية الدولة وكانت محدودة للغاية. ويقول منتقدون إن شعبية السيسي تراجعت في ظل الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي زادت من تردي أحوال معظم المصريين وأيضا بسبب حملة لم يسبق لها مثيل على المعارضين. ويقول مؤيدوه إن هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تواجه جماعة متشددة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شبه جزيرة سيناء والتي هزتها اضطرابات بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد نحو ثلاثة عقود له في الحكم. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن «خالص تهنئته» للسيسي على الفوز وذلك في اتصال هاتفي اليوم. وذكرت الوكالة أن ترامب قال في الاتصال الهاتفي إن الولاياتالمتحدة حريصة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بمصر ومواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وترامب مؤيد قوي للسيسي، إذ وصفه بأنه «شخص رائع» .