احتفاء بالذكرى الرابعة لافتتاح بيت الصحافة بطنجة، التأم مجموعة من الكتاب والشعراء والأدباء والإعلاميين، القادمين من قارات وبلدان مختلفة من العالم (22 دولة)، ببيت الصحافة، وذلك يوم الأربعاء 4 أبريل 2018، في إطار ندوة دولية لصياغة رؤاهم وتصوراتهم حول الثقافة في تجلياتها وأبعادها الكونية المختلفة، باعتبارها ملاذا للإنسانية. وفي ختام هذا الملتقى الدولي، وتخليدا لهذه المناسبة الاحتفائية الكبرى، أطلق المجتمعون «نداء طنجة الثقافي الدولي»، منددين فيه بكل أشكال التطرف والإرهاب والحروب، كيفما كانت وأيا كانت الجهة الصادرة عنها، وأكدوا تشبثهم بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، واعتماد الحوار ثقافة وسلوكا، مثلما ارتأوا أن الإرهاب، اليوم، يمكن، أيضا، محاربته وتجفيف منابعه بالعمل الثقافي، في البيت والمدرسة والفضاء العام، وعبر الكلمة ووسائل الإعلام بمختلف وسائطها. فالمثقف والكاتب يملكان قوة العبارة، التي هي مؤثرة بعمق، وبإمكانها أن تغير كثيرا من الوقائع داخل المجتمعات، وأن تنير العتمة التي ينمو بداخلها التطرف والإقصاء والتمييز، وتقود في النهاية إلى الأصوليات المتعددة المسالك. وطالب المجتمعون بمواصلة المثقف والمبدع والإعلامي، انحيازه المطلق للعدالة الإنسانية والحرية، وانتصاره للتعددية، ودفاعه المستميت عن ترسيخها في مجتمعاتنا، ودعوته عبر رسالته النبيلة – بمختلف أشكال الكتابة والرأي والتعبير – ، إلى نبذ العنف وكل أشكال الحروب والصراع، التي لن تفضي، سوى إلى مزيد من الخراب والدمار والقتل والعصبية. وهنا، يكمن دور الثقافة الكفيلة، من جهتها، بقطع الطريق على دعاة العنف والإرهاب والطائفية، باعتبار المثقف، يعي جيدا مدى أهمية الوظيفة التنويرية، التي يجب عليه القيام بها والاضطلاع بها، عبر مواقفه الفردية والجماعية ومبادئه وقيمه الكونية، في سبيل أن يحيا الإنسان بكل سلام وأمان، فلا شيء يعلو على وحدة الأوطان وتماسُك شعوبها. كما أعرب الكتاب والأدباء والمبدعون والإعلاميون، المجتمعون ببيت الصحافة بطنجة، عن تشبثهم التام بمبادئ السلم والاستقرار والتعايش بين الشعوب، واستنكروا كل مخططات التجزئة والانفصال، ومحاولات استهداف الأمم في طموحاتها المشروعة في وحدتها واستقرارها وأمنها، داعين، بهذه المناسبة الاحتفائية الكبرى، جميع المثقفين والكتاب والإعلاميين الشرفاء إلى إظهار مزيد من التكتل والتضامن، من أجل التصدي لأي فكر متطرف، ولكل أشكال الانغلاق والصدام بين الثقافات والحضارات، كما أشادوا جميعا بمظاهر التنمية، التي تعرفها المملكة المغربية، ونوهوا على الخصوص بعمق وغنى وخصوبة الثقافة المغربية الأصيلة وتطلعاتها المستقبلية.