إضراب رجال ونساء التعليم واحتجاج آباء وأولياء التلاميذ على تأخر الأساتذة على أقسامهم، ووقفة احتجاجية لأساتذة سد الخصاص في إطار احتجاجات تستمر للعام الثالث على التوالي، ذلكم هو المشهد العام للمدينة الحمراء ، دون إغفال غليان بإعدادية «وادي الذهب» بمراكش، بعدما تقرر إغلاقها وتوزيع التلاميذ على المؤسسات المجاورة. هذا وقد خلف قرار وزير التربية والتعليم بالاحتفاظ بمتقاعدي هذا العام استياء كبيرا في صفوف نساء ورجال التعليم بالمغرب، ما دفع العديد منهم للاحتجاج وتنظيم إضراب شاركت فيه أطراف نقابية وقاطعته أخرى. وفي صبيحة الخميس 25 من شتنبر 2014 تجمع نقابيو الجامعة الوطنية للتعليم في وقفة احتجاجية أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش، وكان موضوع رفع سن التقاعد أحد الأسباب التي نددوا بها، بالإضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بالأوضاع والظروف التي يعيشها نساء ورجال التعليم على الصعيد الوطني والجهوي، وهي ظروف يطبعها ، حسب ما جاء في بيان المحتجين ، خصاص مهول في الموارد البشرية وما اعتبروه لجوء إلى قرارات ترقيعية موسومة بقرارات ارتجالية فوقية، الأمر الذي جعل ، حسب تعبيرهم، الدخول المدرسي الحالي أسوأ المواسم، حيث كرس على غرار المواسم السابقة تناسل الأقسام المشتركة والاكتظاظ في الأقسام والهدر المدرسي، بالإضافة إلى هشاشة البنيات التحتية بالمؤسسات التعليمية، كما ندد البيان بمرسوم القانون الذي قضى برفع سن التقاعد والاحتفاظ بالموظفين الذين بلغوا حد الإحالة على سن التقاعد ، بالإضافة إلى التنديد بقرار حرمان نساء ورجال التعليم من متابعة الدراسة الجامعية لتطوير مداركهم العلمية والمعرفية والتربوية. وفي نفس اليوم الخميس 25 شتنبر ، تجمع عدد من آباء وأولياء التلاميذ بمدينة النخيل أمام نيابة التعليم بالمدينة، احتجاجا على خلو الأقسام من الأساتذة بالرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الدخول المدرسي، بالإضافة إلى إضراب بداية الأسبوع الذي زاد الطين بلة، وكان جواب النيابة للآباء أن الأساتذة كانوا مشاركين في الإحصاء وسيلتحقون بداية الأسبوع الموالي! احتجاج آخر هو الذي كان أمام ولاية مراكش والذي نظمه أساتذة سد الخصاص، الذين يطالبون بتسوية وضعيتهم المالية والإدارية وإدماجهم في سلك التعليم ، حسب ما وعدوا به قبل التحاقهم بالأقسام لتعويض النقص الحاصل، وفي كل بداية للموسم الدراسي تطفو على السطح قضية هذه الفئة التي لم تجد بعد طريقها إلى الحل. وحسب المنسق الإعلامي للمجموعة إسماعيل البحرواي، فإن لهذه الخرجة عدة أسباب ، حيث يسعون إلى جمع الشمل بين الأعضاء، والمطالبة برد الاعتبار للأساتذة المفصولين من المباراة الأخيرة التي خلفت ردود أفعال من قبل أساتذة سد الخصاص، على إثر ما اعتبروه خروقات شابتها، ويسعى هؤلاء أيضا إلى الضغط على مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش من أجل الاتجاه نحو تسوية هذا الوضع، علما أن مصادر تقول، حسب المنسق الإعلامي، أن هناك خصاصا كبيرا على مستوى نيابة مراكش. وفي الأيام الأولى للدخول المدرسي شهدت إعدادية وادي الذهب صخبا كبيرا لأكثر من أسبوع بعد أن تقرر غلق المؤسسة وتوزيع تلامذتها على المؤسسات المجاورة، الأمر الذي أثار حفيظة آباء وأولياء التلاميذ بالثانوية الإعدادية رافضين هذا التنقيل لأبنائهم. مشاكل التعليم التي تبرز مع كل موسم ومع كل دخول مدرسي، تتفاقم من موسم لآخر دون أن تظهر أية آثار للبرامج والإصلاحات التي يتابعها المواطنون، والتي يعلن عنها بين الفينة والأخرى، الأمر الذي يبرز بجلاء فشل الحكومات المتعاقبة في إصلاح وضعية التربية والتعليم، ومع كل الملفات التي لم تستطع الحكومة الحالية إحراز أي تقدم فيها يبقى ملف التعليم الفشل الأكبر لحكومة بن كيران.