أكدت مصادر تربوية ل "الاتحاد الاشتراكي" أن سلوكيات أستاذ لمادة التربية الإسلامية ب "الثانوية التأهيلية أم الربيع" بمريرت، إقليمخنيفرة، قد تجاوزت التلميذات والتلاميذ إلى إداريي وأساتذة المؤسسة، إذ غالبا ما يحول هذا الأستاذ حصصه الدراسية إلى «دروس» في الافتراء والتكفير، وتوزيع التهم الرخيصة في حق المخالفين لرأيه، ونعت المتمدرسين بشتى النعوت العمياء، ومهاجمة غير المتحجبات بأوصاف يندى لها الجبين، ولا تليق بمقامه كفرد محسوب على منظومة التربية والتكوين، وكمدرس لمادة تحث على الرحمة والتسامح والاختلاف، وتفرض عليه أن يكون النموذج والقدوة وليس الخوض في مسائل يجهلها ويسيء بها لنفسه وللدين وللإبداع ويسيء بها للبلاد أيضا. وخلال الأيام الأخيرة، عمد المعني بالأمر إلى نسخ «مقالة» لأستاذ مادة الفلسفة، علي أوعبيشة، العامل بنفس المؤسسة، واتخاذها أرضية لطرح إشكالات الإيمان والفلسفة (هكذا وبصورة مبطنة بالتكفير)، محولا حصة الدرس إلى معبر لتأليب التلاميذ على أستاذ الفلسفة، بانطلاقه من وضعية مشكلة لمقاربة درس الإيمان والفلسفة (مجزوءة الإيمان والفلسفة، مقرر مادة التربية الإسلامية للسنة الأولى بكالوريا)، وذلك بنية تسعى إلى بث الفتنة وزرع الريبة في نفوس الناشئة، ضاربا كل الضوابط التربوية والمهنية عرض الحائط، عندما فضل الركوب على مقالة زميل له، سبق نشرها بإحدى الدوريات السورية، وجعلها وسيلة للتكفير بما لا يدل إلا على أزمة ذهنية فكرية في أغرب تجلياتها. وكان على المعني بالأمر، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، دعوة صاحب المقالة إلى فصله الدراسي من أجل نقاش مفتوح أمام عموم التلاميذ، في إطار تكامل المواد بما يدحض أطروحة الصراع الوهمي بين التربية الإسلامية والفلسفة، وقد حاول أول الأمر عدم ذكر اسم صاحب المقالة للتلاميذ من باب اللهو بأدمغتهم، وتحريضهم على العنف بطريقته الخاصة والمعروفة عنه منذ سنوات، والتي لا يشبهه فيها إلا تجار الدين ممن يستغلون الدين الإسلامي الحنيف لخدمة أجندات معينة تسعى إلى إيقاظ الفتنة النائمة ونشر الفتاوى الإرهابية. ولم يفت الأستاذ علي أوعبيشة الإشارة للموضوع، في تدوينة فايسبوكية، بقوله إن مثل الأستاذ المعلوم «اعتادوا بثانويتنا على استهلال دروسهم بذمّنا وتكفيرنا وملء الفراغ باسمنا دون أن تكون لهم الجرأة على التواصل المباشر معنا ولو افتراضيا»، لكن «ما أثارني كثيرا هو أن يتمدّد هذا الحقد إلى مستوى إقحام التلاميذ في نقاشات ميتافيزيقية، ومحاولة إقناعهم بأمور ليس لديهم رصيد يكفيهم منها للدخول في مثل هذه السّجالات»، يضيف ضحية الفتوى التكفيرية.