وقعت وزارة التربية الوطنية بتاريخ 18 فبراير الأخير على اتفاقية شراكة حول الباكالوريا الدولية شعبة فرنسية وعلى تصريح مشترك ومدعما لأقسام التحضيرية للمدارس العليا ونظام التبريز، وكذا على تصريح بالنوايا في ميدان التكوين المهني. فيما يتعلق بما يسمى بالباكالوريا الدولية شعبة فرنسية تنص الاتفاقية على تجريبها بست ثانويات تأهيلية عمومية خلال الموسم الدراسي 2013/2014 بكل من مدن أكادير-الدارالبيضاء-الجديدة-مراكش-مكناس و طنجة. على أساس تعميمها على باقي الأكاديميات خلال الموسم الدراسي المقبل. بالنسبة لنا وانطلاقا من موقفنا المبدئي الراسخ المتمثل في ضمان حقول و جميع أطفال المغرب لتعليم ديمقراطي جيد ومنفتح على اللغات الأجنبية بعيدا عن الانتقائية، مع التشديد على احترام القرار التربوي الوطني المستقل،فإننا نعتبر أن الاتفاقية المذكورة تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات و المتعلمين بالمدرسة العمومية المغربية من جهة. كما أنها غير متكافئة و تخدم مصالح الدولة الفرنسية أكثر مما تفيد الدولة و المجتمع المغربيين، اعتبارا لتراجع النفوذ اللغوي و الثقافي و الحضاري للفرونكوفونية ،و تزايد الطلب على العرض التربوي لشبكة مؤسسات البعثة الفرنسية بالمغرب . مما جعل الدولة الفرنسية تفكر في توسيع عرضها التربوي بدون تكلفة مادية من خلال استغلالها لفضاءات المؤسسات العمومية المغربية . و للتذكير فلقد كانت هناك محاولة من نفس النوع سنة 2003 من خلال اتفاقية مماثلة تجسدت في ما سمي آنذاك بالباكلوريا Option langue française(OLF) . لكن التجربة باءت بالفشل. إذا انطلقنا مما ذكرته سابقا فإننا بالفعل نطالب بإلغاء العمل بهذه الاتفاقية و تأجيل البت في إصلاح نظام الباكلوريا و لغة التدريس بها إلى حين وضع تصور شامل لإصلاح المنظومة التربوية الوطنية- وخاصة فيما يتعلق بالإشكالية الجوهرية الخاصة بلغات التدريس و تدريس اللغات. و التي تضعنا أمام خيارين خاصة بعد فشل سياسة التعريب? فإما أن نقدم على تعريب التعليم العالي و المقاولة و الإدارة المغربية? وفي حالة استحالة ذلك فلن يبقى أمامنا إلا خيار العودة إلى تدريس المواد العلمية بالتعليمينا لابتدائي والثانوي بسلكيه باللغة الفرنسية? حتى نخرج و لو مؤقتا من السكيزوفرينيا التي تطبع منظومتنا التربوية.. إن هذا النظام لن تكون له أية قيمة مضافة لنظامنا التربوي كما سبق أن ذكرت. و سيكون من شأن اعتماده تعميق عدم تكافؤ الفرص بين أبناء المغاربة و تبخيس الباكلوريا الوطنية.