لن تمر أيام الأسبوع الجاري دون أن تمنحنا مشاهد من واقعنا الرياضي، السيء منه والجميل، ولأننا نادرا ما نقف عند الجميل في هذا الواقع، ستكون الورقة التالية محورا لمشاهد تستحق أن نوقع عليها بكلمة أعجبني. المشهد الأول أعجبني في إعلان الناخب الوطني هيرفي رونار عن لائحة اللاعبين الذين سيعتمدهم لخوض المبارتين الوديتين أمام منتخبي صربيا وأوزبكستان، استعدادا لنهائيات كأس العالم، منحه الفرصة للاعبين يتفق الجميع أنهم اجتهدوا واستحقوا الدعوة. 28 لاعبا أمام تحدي انتزاع الاعتراف بأحقية حمل القميص الوطني، كلهم أمام فرصة جديدة يمنحها لهم رونار وكأنه يقول لهم: انسوا الماضي، اليوم لا مكان لغير الجاهزين المجتهدين. الفرصة إذن تتاح مثلا لزكريا لبيض، لاعب أوتريخت الهولندي، بعد موسم نال فيه كل علامات التميز وهو يبدع ويؤكد علو كعبه وجاهزيته البدنية والمهارية. نفس الأمر بالنسبة لوليد آزارو، هداف نادي الأهلي والدوري المصري، والذي حقق الإجماع حول مستواه العالي في البطولة المصرية، كهداف ومهاجم أثبت أنه يستحق الدفاع عن الألوان المغربية شأنه شأن أيوب الكعبي لاعب نهضة بركان، الذي توجه له الدعوة لأول مرة بعدما تألق في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، التي قاد خلالها الفريق الوطني للمحليين لإحراز لقب البطولة كأحسن لاعب وأفضل هداف بتسعة أهداف. رونار وجه الدعوة أيضا لعدد من» المحترفين» غابوا عن المنتخب لفترة ليست بالقصيرة، كما جدد ثقته في لاعبين شكلوا، لزمن طويل، العمود الفقري للمجموعة الوطنية، كمنير المحمدي (نومانسيا الاسباني) – نبيل درار (فنربخشة التركي) – أشرف حكيمي (ريال مدريد الاسباني) – المهدي بنعطية (يوفنتوس الإيطالي) -غانم سايس (وولفرهامبتون الانجليزي) – كريم الأحمدي (فاينورد روتردام الهولندي) – مبارك بوصوفة (الجزيرة الإماراتي) – يونس بلهندة (غلطة سراي التركي) وسفيان أمرابط (فاينورد روتردام الهولندي). كل هذه المجموعة ستكون يوم الجمعة 23 مارس على موعد مع فرض الذات في أفق نيل بطاقة المشاركة في صفوف الفريق الوطني بمونديال روسيا الصيف القادم. الموعد الأول إذن يحتضنه ملعب تورينو الأولمبي بمدينة تورينو الإيطالية، انطلاقا من الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المغربي، في مباراة أمام منتخب صربيا، فيما الموعد الثاني يجرى بين أحضان الجمهور المغربي بالدارالبيضاء، يوم الثلاثاء 27 مارس في الساعة الثامنة مساء أمام منتخب أوزبكستان. المشهد الثاني أعجبني فريق الفتح الرباطي وهو يقوم بتجديد عقد المدرب وليد الركراكي ومنحه بالتالي مواصلة العمل وفق مشروعه التقني الذي يشتغل عليه في توافق تام مع إدارة الفريق الرباطي. الفتح في حقيقة الأمر، لم يفاجئنا بقرار تجديد عقد مدربه، فالفريق ربما من الأندية المعدودة على أصابع اليد التي تؤمن بالعمل، ليس على الأمد القصير، بل وفق مشروع ورؤية لا يحددها الزمن ولا تؤثر عليها النتائج كما يحصل عادة في البطولة المغربية مع أندية أخرى، ووليد الركراكي يستحق فعلا أن تجدد فيه الثقة للفكر الاحترافي الذي يشتغل وفقه، ونظرا لثقافته الكروية العالية التي استمدها من مساره كلاعب في أقوى الدوريات الأوروبية، وكمجتهد درس التدريب ونال أعلى الشهادات، حيث لم يتردد، مباشرة بعد اعتزاله اللعب، في ولوج مغامرة التدريب ودخول أول تجربة له وكانت مع الفتح الرباطي نفسه، كان ذلك خلال سنة 2014، حيث وضع وليد الركراكي مشروعا كرويا مع إدارة الفتح يتضمن التنسيق مع كافة الفئات العمرية للنادي بشراكة مع أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومنذ أول سنة له مع الفريق الرباطي تمكن هذا المدرب الشاب من التتويج بكأس العرش سنة 2014 ثم تمكن من الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي، ثم وصل بفريقه مجددا إلى نهائي الكأس سنة 2015، لكنه خسر في ضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، وفي نفس الموسم، حقق الركراكي إنجازا تاريخيا سنة 2016 بعد أن قاد الفتح إلى الفوز بلقب البطولة لأول مرة في تاريخ الفريق الرباطي.