يواصل هورست كوهلر، المبعوث الشخصي، للأمين العام للأمم المتحدة، لقاءاته حول قضية الصحراء المغربية، حيث التقى، في لشبونة، بوفد رسمي مغربي، في إطار حوار ثنائي، بين المبعوث الأممي والجانب المغربي، وهو ما يشكل عملياً، قطيعة مع جولات المفاوضات التي احتضنتها مانهاست، الأمريكية، سابقاً، بدون جدوى. يضم الوفد المغربي، وزير الخارجية، ناصر بوريطة، والممثل الدائم للمغرب في الأممالمتحدة، عمر هلال، وكذا ممثلين عن جهتي الصحراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط، رئيس الداخلة واد الذهب، وهو تكريس لتمثيلية المنتمين للأقاليم الجنوبية، التي كانت جبهة البوليزاريو ترفضها، لأنها تكشف للعالم أن هناك صحراويين، يشكلون الأغلبية، لا يعترفون بالجبهة ممثلاً لهم. الجديد في العلاقة مع الألماني، كوهلر، هو أن المغرب يرفض الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، مع جبهة البوليزاريو، لأنه يعتبر ذلك مضيعة للوقت والمجهود، كما حصل مع المبعوث السابق، الأمريكي كريستوفر روس، بل أكثر من ذلك، فإن هذه المفاوضات تم استغلالها من طرف البوليزاريو، على مختلف المستويات الديبلوماسية والسياسية والإعلامية، كما استغلها الفاعل الرئيسي في هذا النزاع، الجزائر، لتصريف بروباغاندا «البوليزاريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي»، وهو أمر غير صحيح وغير واقعي. ويعتبر المغرب أن الوقت قد حان لكشف هذه اللعبة، فلولا الجزائر، لما كان هناك من يدعي أنه «ممثلٌ للشعب الصحراوي»، ويعرف المسؤولون الأمميون، المكلفون بهذا الملف سابقا ولاحقاً، أن جبهة البوليزاريو، لا تفعل سوى ما يملى عليها من طرف الطغمة العسكرية الجزائرية، وبذلك تتحول المفاوضات إلى مسرحية، تكررت اثنتي عشرة مرّة، ولم تكن سوى جعجعة لصالح البوليزاريو، لكنها بدون طحين، للمعالجة الحقيقية لهذا الملف، من الزاوية الصحيحة، التي تدرك أن لا حل للنزاع، خارج الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه. كذلك، فإنه بدون اعتبار الجزائر، الفاعل الرئيسي والطرف الأول، في هذا النزاع، ستواصل الأممالمتحدة، الاهتمام بحواشي الملف، دون النفاذ إلى مضمونه، وهي ربما لعبة مقصودة، لتأبيد الصراع والتوتر، في المنطقة وابتزاز المغرب، كما يحصل في العديد من المناطق، وخاصة العالم العربي.