على إثر الأحداث غير الرياضية التي رافقت مباراة الرجاء البيضاوي ضد الجيش الملكي، التي احتضنها مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء مساء الأحد الماضي، برسم الدورة الثالثة للبطولة الوطنية، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صباح أمس الثلاثاء أن تجرى مباراة الفريقين، برسم إياب دور ثمن نهائي كأس العرش، عصر يومه الأربعاء بملعب الفتح بالرباط بدون جمهور. وجاء قرار الجامعة بشكل احترازي، لتفادي أي أعمال شغب أو اصطدامات بين جمهوري الفريقين، خاصة وأن الجماهير العسكرية، تعتبر أن جماهير الفريق البيضاوي هي من اعتدى عليها عشية الأحد بمدينة المحمدية، حيث أصيب بعض أفرادها بجروح متفاونة الخطورة، تطلبت نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وحسب مصدر مقرب من جمهور العاصمة، فإن بعض مشجعي الرجاء تخفوا داخل القطار التي انتقل عبره مناصروا الجيش الجيش الملكي في رحلة عودته إلى الرباط، وكانوا على تنسيق مسبق مع بعض زملائهم بمدينة المحمدية، حيث عمدوا إلى إيقاف القطار، والاستفراد بالجماهير العسكرية. وبالتأكيد فرغم أنها ستجري بدون جمهور، فإن المباراة ستشهد أجواء استثنائية، وستكون السلطات الأمنية بالعاصمة في حالة استنفار كبيرة طيلة يومه الأربعاء. وكانت السلطات الأمنية، قد عقدت سلسلة من الاجتماعات، ووضعت عدة سيناريوهات لتأمين جو مثالي لهذه المباراة، التي عادة ما تخرج عن سياقها الرياضي المحض. وعموما، فإن مباراة اليوم ستكون بالتأكيد ساخنة على أرضية الميدان، حيث سيعمل الفريق الأخضر على البحث بشتى الطرق عن تعويض تعثر مباراة الذهاب، والبحث عن بطاقة العبور إلى دور الربع. واعتبر المدرب الرجاوي، عبد الحق بنشيخة، في تصريحات صحافية، أنه سيوظف كافة أسلحته التكتيكية والتقنية لتخطي الفريق العسكري، الذي أصبح بالنسبة إليه كتابا مفتوحا عقب مواجهته مرتين في ظرف أربعة أيام، مشيرا إلى أن الفعالية الهجومية ستكون فارقة في المباراة. وعلى الضفة الأخرى، يسعى رشيد الطاوسي إلى تأكيد تفوق الذهاب، وفرملة طموح العناصر الخضراء، التي لا محالة ستبادر إلى الضغط على مرمى الحارس أنس الزنيتي منذ البداية. وقال الطاوسي، الذي تمنى لو أن المباراة لُعبت في الدارالبيضاء أو الجديدة، أن العامل النفسي سيكون له تأثيره في هذا اللقاء، معتبر أن الفوز بهدف واحد في لقاء الذهاب لا يؤمن التأهل لفريقه، بيد أنه سيكون امتيازا سيعمل على الحفاظ عليه. وغير بعيد عن مدينة الرباط، سينتظر اتحاد تمارة قدوم أولمبيك آسفي بالملعب البلدي بتمارة في مباراة يبدو أن أمورها حسمت في لقاء الذهاب، بعد فوز الفريق المسفيوي بهدفين دون مقابل، غير أن أبناء المدرب حسن فاضل سيخوضون اللقاء دون مركب نقص، وسيحاولون تحقيق نتيجة ترفع معنوياتهم في باقي مباريات الموسم. مع العلم بأن كل الاحتمالات مازالت مطروحة، لأن لقاءات كأس العرش لا تخضع لأي منطق، وعنصر المفاجأة وارد بقوة. وينتظر الدفاع الحسني الجديدي بملعب العبدي قدوم فريق اتحاد تاونات. وستكون المباراة مناسبة أمام المدرب شحاتة لإعادة ترتيب أوراقه بعد الهزيمة الكبيرة بملعب سانية الرمل أمام المغرب التطواني، وبالتالي إعادة التوزان لمجموعته، قبل مباراة القمة التي تجمعه يوم السبت المقبل أمام الرجاء البيضاوي. ورغم أن فريق تاونات ينتمي لبطولة الهواة إلا أنه قدم في لقاء الذهاب مجموعة من الإشارات المشجعة، وقد يخلق بعض المتاعب لأصدقاء العميد زكرياء حذراف. وبالملعب البلدي ببركان، يستقبل النهضة المحلي شباب قصبة تادلة، الذي فقد جزءا كبيرا من حظوظه في التأهل، بعد استسلامه في لقاء الذهاب بميدانه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. هذه النتيجة قد تدفع المدرب البركاني عبد الرحيم طاليب إلى اللعب باقتصاد، ومنح الفرصة أمام بعض اللاعبين الاحتياطيين، غير أن الاحتراس من المفاجأة سيبقى حاضرا، لأن أي استصغار للخصم قد تكون له نتائج عكسية.