إن المباريات تتوالى، لكنها لا تتشابه، هذا ما ينطبق على لقاء الكلاسيكو الذي جمع الرجاء البيضاوي والجيش الملكي أول أمس الأحد لحساب الجولة الثالثة من الدوري الاحترافي. وكان الفريقان تقابلا مساء الأربعاء الماضي برسم ذهاب ثمن نهاية كأس العرش. وبين المبارتين سجلنا اختلافا كبيرا على مستوى النهج التكتيكي، و الاختيارات البشرية، و كذا على مستوى التحكيم. كل المعطيات كانت توحي بأن مباراة قوية ستجمع الفريقين، وأن الجماهير ستتمتع بمنتوج تقني رائع، إلا أن واقع الحال، أكد أن المردود فوق رقعة الملعب لم يرق الى الحد الأدنى من التطلعات، ويبقى العزاء الوحيد هو الأهداف الثلاثة التي سجلت في الجولة الأولى بواسطة ما بيدي في الدقيقة العشرين، والمهدي النغمي معدلا الكفة في الدقيقة 38، وسمير الزكرومي ضد مرماه في الدقيقة 43 مانحا التقدم من جديد لفريق الرجاء البيضاوي. المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة قام بتغييرات فاجأت كل المتتبعين، حيث فضل تعويض المهاجم مويتيس بالمدافع الأيسر الكروشي مما يكشف نواياه الدفاعية. حفاظا على امتياز السبق، وهذا النهج التكتيكي منح المبادرة للفريق العسكري الذي ناور من كل الجهات، وهدد مرمى الحارس هشام علوش في أكثر من مناسبة. الفوز الذي حققه فريق الرجاء البيضاوي لم يكن سهلا، عطاءات العناصر الرجاوية لم تكن مقنعة، وجماهير الفريق الأخضر على قدر ما انشرحت للفوز الصعب، بقدر ما عبرت عن استيائها من الطريقة التي ينهجها المدرب، والمردود التقني الذي يفرزه اللاعبون، وهو الأمر الذي جعل التساؤل التالي مشروعا «متى سيستعيد الفريق البيضاوي هيبته، وجبروته، وتألقه...؟!». المدرب رشيد الطاوسي وجه اللوم للحكم محمد العلام، وأكد في معرض اجوبته على أسئلة الصحفيين خلال اللقاء الإعلامي «لقد تعرض لاعبونا للضرب، واللكم، وكان على الحكم أن يشهر الورقة الحمراء في وجه بورزوق، كما حرمنا من ضربة جزاء، لكن الجولة الثانية شهدنا تحكيما موضوعيا ونزيها...» ولم يفت الطاوسي التأكيد على أنه واجه فريقا له قيمته، لكنه استدرك بأن اللاعبين العسكريين ضغطوا بقوة، وخلقوا عدة فرص للتهديف لم يكتب لها أن تترجم إلى أهداف. من جانبه اعترف مساعد مدرب الرجاء هلال الطير بقوة الفريق المنافس، واعتبار تراجع العناصر الرجاوية خلال الجولة الثانية كان بهدف مجاراة المباراة حفاظا على الامتياز، وتحسبا للقاء الإياب، وشدد على أن الأهم هو الفوز، والحفاظ على الموقع ضمن طابور المقدمة. تجدر الإشار، إلى أن بعض المحسوبين على جمهور الرجاء قدفوا اللاعب الشاكير بالقنينات والحجارة خلال تنفيذه لضربة ركنية، مما جعل المباراة تتوقف لعدة دقائق، ولعل هذا السلوك قد يكون له تأثير على الفريق الأخضر، خصوصا وأن مندوب اللقاء دون ذلك في تقريره.