بداية ما هو الاقليم الذي يتحدث عنه المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط غرنبيلات، هل هو تركيا التي لها موقف متقدم ورافض لما تقوم به امريكا ام ايران التي يريد ترامب انهاء الاتفاق النووي الدولي معها، ام يقصد تحالفه مع بعض الدول ومنها العربية الرافضة ايضا لقراره حول القدس، هذا الادعاء هو فشل وابتزاز ويعتبر خطة ابتزاز مصالح لن يكتب لها النجاح، ناهيك عن رفض العالم لمعالم الخطة بخصوص القضية الفلسطينية وهو ما تمثل في موقف «متحدون من اجل السلم» حيث صوتت 129 دولة ضد انقلاب ترامب على القانون الدولي وانتهاكاته لقانونية وضع مدينة القدس الخاص. في الحقيقة لن يتم عرض خطة كما اشيع عنها، بل هي املاءات ومحاولة امريكية لاستعادة نفوذها في الشرق الاوسط وخاصة بعد ارتفاع مستوى النفوذ الروسي بالمنطقة سياسيا وارتفاع مستوى النفوذ الصيني اقتصاديا وبدايات مشجعة لمواقف اوروبية. ان ما يتحدث به المتصهين غرنبيلات يؤكد سلامة وصوابية قرار القيادة بمقاطعة ترامب وادارته المتعجرفة، وكما يؤكد على اهمية تنفيذ قرار قمة عمان 1980 الذي اكد على مقاطعة اي دولة تنقل سفارتها للقدس وايضا التأكيد على مقررات القمة العربية في بيروت 2002 والتي اكدت رفض اي تطبيع مع الاحتلال او اقامة اي من العلاقات قبل انهاء الصراع وزوال الاحتلال وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وهذا ما اكده وزراء الخارجية العرب في بيانهم الاخير . اذن نحن الان في مواجهة مفتوحة مع امريكا واسرائيل، قد لا نملك مصالح ولا نملك نفط او غاز ولكننا نملك ارضنا وارادتنا وصمودنا، وموقف دولي متقدم من قضيتنا ومن حقنا في الدولة وهذه كلها نقاط ايجابية لنا ومؤشرات على صعوبة اختراق ترامب للمنطقة وللاقليم، مما استدعى تغيير مساره وتحوله الى قنبلة صوتية وضجيج.