كثيرا ما يرتبط حادث انتحار بمشكل مادي اقتصادي صرف، نتيجة لتراكم الديون، أو الإفلاس، أو عدم القدرة على الاستمرار في العيش وفقا لنمط معين، بينما تتعدد الأسباب الأخرى التي تكون إما عاطفية، أو مرتبطة بقضايا الشرف، ثم الإدمان وغيرها من العوامل الأخرى، إلا أنه ارتباطا بموضوع البعد المادي، فإن عددا من الأشخاص الذين لايكونون عاديين وإنما هم مشاهير ونجوم في عالم الفن ، سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الغناء أو كتاب وأدباء، أو رسامين، وما إلى ذلك، ممن حققوا شهرة ومالا وجاها هم بدورهم يقدمون أحيانا على الانتحار، الامر الذي يخلّف صدمة كبيرة في أوساط محبيهم والمعجبين بهم الذين لايجدون لتصرف نجومهم مبررا، الذين يتركون كل مظاهر الترف وراءهم ويرحلون بشكل مفاجئ وعلى حين غرّة. من بين المشاهير الذين غادروا الدنيا بإرادتهم قبل أيام وخلفت وفاته حزنا كبير نجد الممثل العالمي روبن ويليامز، الذي ودّع حلقة الشعراء، وترك محبيه «مفقودين» لهول الصدمة غير مصدقين، وذهبت التحريات في حادث انتحاره، وفقا لشهادات معينة ومن بينها شهادة زوجته، إلى أن حالته النفسية قد تدهورت في الآونة الأخيرة وذلك لأنه كان يعيش في المراحل الأولى من مرض باركنوسن أو ما يعرف ب «الشلل الرعاش»، وهو ما لم يكن مستعدا لتقبله أو إعلانه للجميع، فأصيب باكتئاب حاد قرر على إثره الانتحار. وكان روبن قد أقدم على شنق نفسه، وقبلها على إصابة شريان يده، لكن الفحص الأولي أكد على أن الوفاة كانت نتيجة للشنق، وكان النجم الراحل قد أعلن مرارا عن معاناته السابقة مع إدمان الكحول والمخدرات، ولكنه وفقا لزوجته لم يستطع تقبل إصابته بالشلل، وقد خلف وراءه أسرة وابنة احتفلت مؤخرا بعيد ميلادها، وترك رصيدا فنيا مهما، فقد فاز بثلاث جوائز «جولدن جلوب»، عن أفلام «صباح الخير فيتنام»، و»السيدة Doubtfire «، كما شارك الممثل الكوميدى ستيف مارتن فى سنة 1988 إحياء مسرحية «فى انتظار جودو» لصامويل بيكت، واشتهر بالارتجال وبمواقفه الهزلية، خاصة في فيلم «صيد النوايا الحسنة» 1997، الذى حصل عنه على جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد. لم يكن ويليامز الشخصية الوحيدة المشهورة التي انتحرت، فقد سبقه إلى هذا الفعل الفنانة «مارلين مونرو»، وسندريلا الشاشة «سعاد حسني» التي لم يتأكد ما إذا انتحرت أو قتلت، وكذا المغنية الأمريكية الشابة «سيمون باتيل»، التي انتحرت بشنق نفسها، على طريقة روبن ويليامز، وقبلهم الكاتب الأمريكي والعالمي «إرنست ميلر همينغوي» صاحب» الشمس تشرق أيضا»، و «لمن تقرع الأجراس»، هاته الأخيرة التي تجاوزت مبيعاتها المليون نسخة في السنة الأولى من نشرها، الذي انتحر بواسطة بندقية صيد أهداها له والده منذ صغره والتي لازمته طول حياته إلى أن كانت سببا في مفارقته للدنيا، وكذا الرسام الهولندي «فينسنت ويليم فان غوخ»، مما يؤكد على أن الانتحار آفة مأساوية مؤلمة ظلت حاضرة على مرّ التاريخ، إلا أنها أضحت تعرف انتشارا واسعا في وقتنا الحاضر، الأمر الذي يقتضي دق ناقوس الخطر والقيام بخطة استعجالية لوضع حد لمسلسل إزهاق الأرواح وخنق الأنفاس بشكل انفرادي.