صرح سفير المغرب في لاهاي بأنه يعتزم تقديم شكاية رسمية ضد عناصر من الشرطة الهولندية، احتجاجا على تدخلاتها العنيفة في حق مواطنين هولنديين مغاربة. ونقلت تقارير إخبارية هولندية عن السفير عبد الوهاب البلوقي قوله: "لقد بلغ السيل الزبى"، وأضاف بالقول: "أنا لا أتغاضى عما يفعله المغاربة هنا، لكنني أطالب فقط بمعاملتهم باحترام". والملاحظ أن تصريحات السفير المغربي جاءت متأخرة بحوالي عشرة أيام على الحادث الذي أثار ضجة في الأوساط الحقوقية الهولندية، وخاصة في أوساط الجالية المغربية المقيمة هناك، حيث وثقت كاميرات المراقبة المثبتة خارج أحد مراكز التسوق بحي شيلدرزفيك يوم 6 شتنبر الجاري فتى من أصول مغربية كان يقف رفقة أحد أصدقائه، عندما تقدم نحوه ثلاثة من عناصر الأمن وبدون مقدمات، أسقطوه أرضا بشكل عنيف، ووضع أحدهم ركبته على عنقه ليتم وضع الأصفاد حول يديه. ولم تأبه عناصر الشرطة لاحتجاجات الحاضرين على الطريقة العنيفة التي تم بها التعامل مع الفتى، بل وتم الاعتداء على مجموعة منهم بالضرب ومن ضمنهم والد الفتى، وهو شخص مسن. وفي رد على تلك الاحتجاجات، أوضحت مصالح الشرطة أن تدخل الشرطة في حق الطفل ووالده المسن جاء بعد عرقلتهما لعمل الأمن في وقت سابق على ما ورد في تسجيل الفيديو، معتبرة أن عناصر الأمن تعرضت لاعتداء من طرف بعض ساكنة الحي قبيل ذلك الحادث. وإلى جانب هذا الملف، لا يزال مغاربة هولندا ينتظرون من السفير البلوقي رد فعل رسمي في ملفات من أبرزها قضية العنصرية الواردة في أحد المناهج التعليمية، والتي تحمل اتهاما مباشرا للشباب المغربي بالإجرام، وهو أمر لم تحتج عليه السفارة المغربية لحد الآن.