تبدو سوق الانتقالات الشتوية في كرة القدم، والتي تمتد حتى نهاية يناير الجاري، مفتوحة على احتمال دخول الأندية في حمى الإنفاق، بعد الانتقال الضخم للبرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول الانكليزي إلى برشلونة الاسباني. وأعلن الناديان الاسباني والانكليزي يوم السبت الاتفاق على انتقال كوتينيو، في صفقة يقدر بأن تصل قيمتها إلى 160 مليون يورو (192 مليون دولار أميركي)، ما يجعل منه ثالث أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم. والمفارقة، أن أكبر ثلاث صفقات، أي انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو، وانتقال كيليان مبابي من موناكو الفرنسي إلى سان جرمان في صفقة تقدر قيمتها الاجمالية ب 180 مليونا، حصلت كلها في فترة لا تتعدى ستة أشهر. وتتجه الأنظار في فترة الانتقالات الحالية بالدرجة الأولى إلى ليفربول، الذي يتوقع أن يسعى إلى تعويض انتقال كوتينيو. وكان النادي الأحمر قد أبرم في نهاية ديسمبر، قبل أيام من فتح باب الانتقالات الشتوية رسميا، اتفاق ضم المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثمبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني (85 مليون يورو، 102 مليوني دولار)، وهو مبلغ قياسي لمدافع. وعلى صعيد تعويض كوتينيو، تفيد التقارير الصحافية الانكليزية والفرنسية إلى أن ليفربول يحاول ضم الجزائري رياض محرز من ليستر سيتي الانكليزي، أو توما ليمار من موناكو الفرنسي. وليس ليفربول الوحيد الراغب في ضم لاعب خط الوسط الفرنسي البالغ من العمر 22 عاما. فناد انكليزي آخر هو أرسنال، تقدم في فترة الانتقالات الصيفية بعرض قيمته 92 مليون جنيه إسترليني (125 مليون دولار) لضم ليمار، رفضه موناكو حامل لقب الدوري الفرنسي. إلا أن التقارير تشير إلى رغبة اللاعب في العمل تحت إشراف المدرب الالماني لليفربول يورغن كلوب. إلا أن مدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم، والذي تخلى في الصيف عن عدد من النجوم الشبان، الذين حققوا لقب الدوري الموسم الماضي للمرة الأولى منذ العام 2000، يبدو مترددا في الاستغناء عن اسم جديد من تشكيلته التي أقصيت هذا الموسم من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا، بعدما تمكنت في الموسم الماضي من بلوغ الدور نصف النهائي. وقال جارديم الأسبوع الماضي إن «موناكو لا يقوم عادة بصفقات بيع كبيرة في الشتاء». وربطت التقارير الصحافية أيضا بين ليفربول والمهاجم التشيلي لأرسنال أليكسيس سانشيز، الذي رفض تمديد عقده الذي ينتهي في نهاية الموسم الحالي (يونيو)، ما يعني أن ناديه الحالي يجد نفسه في الفترة الشتوية أمام معضلة التخلي عنه مقابل مبلغ مالي حاليا، أو الاحتفاظ به ورحيله «مجانا» بنهاية الموسم. ويواجه أرسنال الذي فقد الأحد لقبه في كأس إنكلترا بخسارته في الدور الثالث أمام نوتنغهام فورست بنتيجة 2 – 4، المعضلة نفسها مع الألماني مسعود أوزيل، الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي. كما يمكن لأرسنال أن يفقد جهود لاعبه الدولي الانكليزي تيو والكوت، بعدما أقر مدرب ساوثمبتون الأرجنتيني ماوريسيو بيليغرينو بأن ناديه يبحث مع اللاعب في مسألة انتقاله. وتبدو شهية الأندية الانكليزية على الإنفاق متصاعدة مع الزيادة الكبيرة التي تحظى بها من عائدات النقل التلفزيوني، والتي تفيد حتى الأندية التي لا تتمتع بالقدرة المالية للأندية الكبرى. وقام نادي إيفرتون على سبيل المثال بالتعاقد مع التركي جنك توسون قادما من نادي بشيكتاش، في صفقة قدرت قيمتها ب 27 مليون جنيه. ويرجح أن يسعى ليستر الى الاحتفاظ بمحرز قدر الإمكان. فاللاعب الجزائري أدى دورا محوريا في تتويج النادي بلقبه الأول في الدوري الانكليزي في عام 2016، إلا أن التقارير الصحافية، تشير إلى أن عقده يتضمن بندا يتيح له الرحيل في حال توافر عرض كبير لضمه. وفي حال رحيله، يتوقع أن يسعى المدرب الفرنسي لليستر، كلود بويل، إلى ضم مواطنه حاتم بن عرفة الذي لم يحجز مكانه في التشكيلة الأساسية لباريس سان جرمان، علما بأنه سبق له اللعب في الدوري الانكليزي الممتاز مع نيوكاسل يونايتد، وعمل مع بويل في نادي نيس موسم 2015 – 2016. ويمكن أن يكون رحيل بن عرفة ملائما بالنسبة إلى سان جرمان، الساعي إلى خفض كلفة الرواتب قدر الامكان للبقاء ضمن هوامش قواعد اللعب النظيف، التي يحددها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبعد صيف شهد إبرام سان جرمان أكبر صفقتين في تاريخ كرة القدم عبر نيمار ومبابي، يبدو النادي راغبا بالبيع أكثر من الشراء. وتتردد أسئلة حول مستقبل العديد من الأسماء في سان جرمان، مثل البرازيلي لوكاس مورا، الذي يبدي نادي نانت اهتماما بالتعاقد معه، أو الأرجنتيني خافيير باستوري الذي يبدو أنتر ميلان الايطالي مهتما به. وبحسب التقارير الصحافية، يثير عدد من اللاعبين في الدوري الألماني اهتمام أندية الدوري الانكليزي الممتاز: فتشيلسي وأرسنال ومانشستر يونايتد مهتمة بالجامايكي ليون بايلي لاعب باير ليفركوزن، بينما يتوقع انتقال الألماني ليون غوريتسكا من شالكه إلى ليفربول، على رغم أن هذه الصفقة مرجحة في الصيف وليس الشتاء. ومع استئناف منافسات الدوري الألماني هذا الأسبوع، سيكون ساندرو فاغنر بمعية زملائه الجدد في بايرن ميونيخ بعد انتقاله من هوفنهايم، ويعود ماريو غوميز إلى ناديه القديم شتوتغارت قادما من فولفسبورغ. كوتينيو يغيب 20 يوما وقع كوتينيو العقد الممتد حتى نهاية موسم 2022 – 2023، وإلى جانبه رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، وسط حضور كثيف لوسائل الإعلام والمصورين الصحافيين. وأجرى كوتينيو صباح الاثنين الفحوص الطبية التقليدية قبل توقيع العقد، والتي أعلن على إثرها برشلونة أنه سيغيب لنحو 20 يوما بسبب إصابة في الفخذ الأيمن، كانت قد حالت دون المشاركة مع ناديه السابق في مباراتين خاضهما منذ مطلع سنة 2018. وأعلن برشلونة أن «كوتينيو يعاني من تمزق (…) في العضلة الداخلية اليمنى للفخذ الأيمن. مدة غيابه تقدر بنحو 20 يوما». وبناء على ذلك، يتوقع أن يخوض كوتينيو مباراته الأولى في 28 يناير عندما يلتقي النادي الكاتالوني مع ضيفه ألافيس، أو بعدها بأيام إذا تأهل برشلونة إلى نصف نهائي مسابقة كأس إسبانيا. وكان كوتينيو قال في أول تصريح له بعد الصفقة، «جمهور برشلونة، أنا هنا الآن. إنه حلم يتحول إلى حقيقة!»، وذلك في فيديو نشره النادي خلال جلسة تصوير لكوتينيو في ملعبه كامب نو. وأضاف الدولي البرازيلي «أريد أن ألعب، الفوز بالألقاب وأن أجعل الجماهير سعيدة. هذه هي أهدافي»، معربا عن ترقبه للعب إلى جانب ميسي والاسبانيين أندريس إنييستا وجيرار بيكيه، إضافة إلى سواريز الذي سبق له أن لعب إلى جانبه في صفوف ليفربول. وقال الأوروغوياني عن زميله القديم – الجديد «الجميع يعلم قدراته. إنه يلعب على أعلى المستويات منذ أعوام، وهذا أمر هام. الآن علينا أن نشعره بأنه في منزله لأننا ندرك بأن تغيير النادي صعب دائما. لكني أعتقد أنه من نوع اللاعبين الذين يتأقلمون بسرعة مع الفريق». وكان برشلونة نوه في بيان إعلان ضم كوتينيو، بموهبة اللاعب وقدراته على اللعب في أكثر من مركز. وطرح الصحافيون السؤال على مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي، حول المركز الذي سيشغله كوتينيو في تشكيلة تضم العديد من النجوم المخضرمين والجدد، من أمثال الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي (20 عاما). وقال فالفيردي «كوتينيو هو لاعب أعتقد أن في إمكانه تقديم الكثير لنا (…) هو تعاقد مهم»، من دون أن يدخل في تفاصيل مركزه المتوقع. وأوضح «رأيته يلعب في مراكز مختلفة– على يمين الملعب، على اليسار، في الوسط، على الجناحين. سنقيم كل ذلك»، قبل أن يضيف ممازحا «لكن بالطبع، لا أعتقد أنه سيلعب في مركز حارس المرمى!». وأشار مدرب النادي الكاتالوني إلى أن مركز كوتينيو سيحدد بعدما يخوض لاعب الوسط الهجومي تمارينه الأولى مع فريقه الجديد. ولم يكشف برشلونة قيمة صفقة كوتينيو، إلا أن العديد من التقارير الصحافية كشفت أنها قد تصل إلى 160 مليون يورو، توزع بين 120 مليونا كبدل انتقال، و40 مليونا كحد أقصى من المكافآت والحوافز. وحدد النادي الكاتالوني قيمة البند الجزائي لفسخ عقد كوتينيو ب 400 مليون يورو، أي ما يقارب ضعف قيمة بند النجم البرازيلي السابق لبرشلونة نيمار، والبالغة 222 مليون يورو. ودفع باريس سان جرمان الفرنسي في الصيف الماضي هذا المبلغ لفسخ عقد نيمار مع برشلونة وضمه إلى صفوفه، جاعلا منه أغلى لاعب في العالم. وحقق ليفربول مكسبا ماليا هائلا من صفقة كوتينيو، إذ كان قد ضمه إلى صفوفه في يناير 2013 مقابل 8.5 ملايين جنيه استرليني فقط (11.5 ملايين دولار). وسجل كوتينيو 54 هدفا للنادي الأحمر خلال هذه الأعوام في مختلف المسابقات. ويعد ضم كوتينيو بمثابة طي لصفحة رحيل نيمار عن برشلونة، علما بأن كوتينيو وبرشلونة كانا يرغبان في إنجاز هذه الصفقة منذ الصيف الماضي، إلا أن ليفربول لم يتجاوب مع عروض عدة قدمها برشلونة، ولم يتجاوب أيضا مع طلب رحيل تقدم به اللاعب. وتعاقد برشلونة الصيف الماضي مع ديمبيلي من بوروسيا دورتموند الألماني في صفقة قد تصل قيمتها (مع الحوافز والمكافآت) إلى 147 مليون يورو. وبضمه لاعبين شابين (20 عاما لديمبيلي و25 عاما لكوتينيو)، بدأ برشلونة عمليا التأسيس للمرحلة المقبلة، لاسيما وأن لاعبيه البارزين باتوا في الثلاثينات، مثل ميسي وإنييستا وسواريز.