خلّد العالم أمس الاثنين 15 شتنبر الجاري اليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية الذي يعد خامس أكثر أنواع السرطانات انتشارا، وذلك وسط إحصائيات تشير إلى أنه سنويا يصاب ألفا مغربي، صغارا وكبارا، بهذا النوع من الأمراض الدموية، في مراحل جد متقدمة. ويؤكد الأطباء المتخصصون أن التشخيص المتأخر هو الذي يسبب الوفاة بشكل كبير بين المصابين، كما تترتب عنه تكاليف علاجية باهظة تثقل كاهل المرضى والنظام الصحي على حد سواء، مشددين بالمقابل على أنه عندما يتم التكفل بالمرضى جيدا من طرف الهياكل المتخصصة، فإن النتائج العلاجية تكون ممتازة مع تسجيل معدلات شفاء قد تصل إلى 80 في المائة. وهو ما يدفع المتخصصين إلى الدعوة إلى ضرورة التوعية والتحسيس بالثقل الطبي والصحي والاجتماعي والاقتصادي لهذا المرض في حالة ما لم تتم معالجته بالشكل السليم، خاصة أنه السرطان الأول الذي استفاد من الاستخدام العلاجي لمضادات الأجسام وحيدة النسيلة التي تمكن من الرفع من معدلات الشفاء. وبمناسبة هذا الحدث ستنظم الجمعية المغربية لأمراض الدم، بتعاون مع أحد المختبرات الطبية فعاليات اليوم المغربي للغدد اللمفاوية، وذلك يوم الأربعاء فاتح نونبر المقبل. وسيعرف هذا اليوم العلمي تواصل الأطباء المغاربة والأجانب المنخرطين في التكفل بهذا المرض، كما سيشكل مناسبة لتسليط الضوء على خصوصيات الغدد اللمفاوية في السياق المغربي، والإسهامات الإيجابية للتقدم المحرز في ما يخص الرعاية الصحية. وعن هذه المبادرة أكّد البروفيسور عبد الله مدني أن تعزيز المعارف ونقل التطورات والابتكارات التشخيصية والعلاجية، هو جانب يحظى بالأولوية بخصوص المجهودات التي تبذلها الجمعية المغربية لأمراض الدم في الرعاية الصحية للمصابين بسرطان الغدد اللمفاوية في المغرب. وجدير بالذكر أن اللمفوم هو سرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، إذ أن هناك نوعان رئيسيان من سرطان الغدد اللمفاوية، غدد لمفاوية هودجكن والتي تسمى أيضا «مرض هودجكن»، وغدد لمفاوية غير هودجكن. ويختلف هذان النوعان في طبيعة الخلية السرطانية الأصلية، وفي تعبيرها السريري، والسن الذي يظهر فيه الورم وطرق العلاج. وقد تزايد معدل الإصابة بهذا الداء في السنوات الأخيرة إذ لا يقلّ عدد المصابين عن مليون شخص مريض في العالم.