صدر عن منشورات الهيئة العربية للمسرح، ضمن سلسلة دراسات، الكتاب رقم (38) والذي حمل عنوان (المُدرس والمسرح– تطبيقات وتمارين مسرحية خاصة بالمدرس)، لمؤلفه الأستاذ أحمد الفطناسي من المغرب، والذي يشكل مرجعا أساسيا للمسرحيين العرب وللمؤطرين خاصة المنشغلين بمجال «تدريسية المسرح» وفي جوانب تتعلق بتنمية المهارات الخاصة بمجال المسرح المدرسي، كتاب «المدرس والمسرح» للباحث والمسرحي أحمد الفطناسي، يأتي ضمن تنمية وتطوير المسرح العربي، الذي وضعت استراتيجيها الهيئة العربية للمسرح، وخصصت سنتين من عشر سنوات هي عمر خطة العمل، لتأهيل المدرسات و المدرسين، لأن كل الدراسات أكدت أن الحلقة الأضعف في هذا البناء، هي ندرة المدرس المؤهل، و عليه فإن مدرساً عارفاً بالمسرح المدرسي، شغوفاً بتحقيقه، يعني أن مسرحاً مدرسياً سينمو حتى في ظل فقر الإمكانات المادية و البنى التحتية. إن تنمية الإنسان من معلم و متعلم و مجتمع محيط هو الهدف الأسمى للاستراتيجية. وقد استطاع المسرحي المغربي أحمد الفطناسي أن يغني محتوى مؤلفه بالتمارين والبطاقات العلمية التي تلزم المدرس في عمله، ليكرس الجهد في خدمة المدرس، الذي يتمكن من خلال هذه البطاقات و التمارين من تقديم الأفضل للطالب، ونقرأ في مقدمة الكتاب: «المسرح المدرسي بإمكانه أن يسهم في بناء شخصية المتعلم وجعله قادراً على التعبير والتأطير والمبادرة. ومن هنا تنبع أهمية تعليم المدرس وإكسابه وتلقينه مبادئ المسرح، سواء كمعرفة وكممارسة. لقد آن الآوان كي نزيل تلك الأقنعة التي تحكمت في علاقة المدرسين بالتلاميذ، مع ضرورة مراجعة منظوماتنا التربوية العربية كي تتلاءم وأهداف ما تسعى إليه أية مبادرة وأية استراتيجية لترسيخ ثقافة المسرح داخل المدرسة». للأستاذ أحمد الفطناسي إصدارات عديدة، الى جانب ريبرتواره الغني في مجال إخراجه للعديد من المسرحيات سواء ضمن المسرح المدرسي أو تجربة الهواة في المغرب انتهاء بتجربته المهمة مع فرقة همزة وصل الاحترافية، كما صدر له نص مسرحي «عيط الكيه»، وهي المسرحية التي قام بإخراجها لفرقة همزة وصل سنة 2010، هذا الى جانب «محكيات ملح دادا» وروايتي «الخطايا» و»وشم الجنوب».