للمرة الثانية وفي أقل من 8 أيام، اقتحم «مجهولون» ليلة الجمعة الأخير مقر الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، الكائن بشارع الجزائر بالدار البيضاء، حيث فوجئ مسؤولو الجمعية صباح اليوم الموالي بالأبواب والأدراج مكسورة وبمحتويات المكاتب مبعثرة في حالة من الفوضى، غير أن المقتحمين وإن كانوا قد عبثوا بالأدراج وبملفات الضحايا غير أنهم لم يسرقوا الأجهزة الطبية والآليات الالكترونية رغم قيمتها المادية. ورجح عبد الكريم المانوزي رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أمس ، أن يكون مقتحمو المقر هم « نفس زوار الليل» الذين اعتدوا على المقر في المرة السابقة . وأوضح المانوزي أن «من اقتحموا كما لو أنهم جاؤوا لاستكمال ما قاموا به قبل أيام ، حيث استكملوا العبث بما تبقى في الدواليب والأدراج». ولم يشأ رئيس الجمعية اتهام أي جهة قد تقف وراء الاعتداء، وقال « جمعيتنا تستقبل آلاف الزوار، وليست لدينا مشاكل مع أي طرف» وهو ما يطرح علامات الاستفهام حول الدوافع الكامنة وراء استهداف هذه الجمعية التي تقدم العديد من الخدمات الطبية لضحايا التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان. واعتبر المانوزي الذي وضع شكاية ثانية في الموضوع لدى المصالح الأمنية، أن اقتحام مقر الجمعية لمرتين في غضون أسبوع يعد استفزازا واعتداء متعمدا ضد الجمعية ، وهو ما يستدعي تحقيقا جديا من قبل السلطات المختصة . وأعربت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، في بلاغ لها حول الحادث، عن إدانتها لهذا الانتهاك الجديد لمقرها الوطني، واعتبرته اعتداء يهدد سلامة الطاقم الطبي والإداري المشرف على الجمعية ، وطالبت بمباشرة تحقيق عاجل في الموضوع لتحديد المسؤولين عن هذا الاعتداء ، والذي يأتي عشية الحدث الكبير الذي سيستضيفه المغرب: « المنتدى العالمي حقوق الإنسان « . يذكر أنه خلال عملية الاقتحام السابقة لم تتم أية سرقة داخل المقر رغم وجود معدات إلكترونية ذات قيمة، ووجود آلات تصوير متطورة، حيث تبين أن المقتحمين دخلوا المقر باستعمال مفاتيح ولم يتم كسر القفل، وقاموا بكسر الأدراج وإخراج ما فيها من أوراق ورميها على الأرض . وكانت الشرطة العلمية قامت حينئذ بتحرياتها في الموضوع، والتحقيق لا يزال مستمرا لمعرفة الهدف الرئيسي من الاقتحام الذي تجهل حتى الآن دوافعه.