أكد الفنان مصطفى ستيتو، مدير ملتقى مرتيل لمسرح الطفل، أن»الملتقى أصبح مطلبا اجتماعيا من لدن أطفال المدينة الذين يسألونعن تاريخ التظاهرة باستمرار، وهو ما يدفع المنظمين الى مواصلة الوفاء بالتزاماتها أمام جمهور أضحى مولعا بالعروض المسرحية المقدمة وذواقا لكافة الأنشطة الموازية». وأكد ستيتو مدير التظاهرة في كلمة تقديمية للدورة الرابعة عشرة لملتقى مرتيل لمسرح الطفل والذي نظم أيام 26،27، 28 دجنبر، أن الدورة 14، «شكلت محطة مفصلية للانتقال لمرحلة توسيع جغرافية التظاهرة لتشمل كافة الجماعات الترابية بعمالة المضيقالفنيدق»، وهو ما أضفى على برنامج الفعاليات طموحا أكبر شمل تنشيطا لفضاءات سوسيوثقافية القرب في أفق تنزيل برنامج يطمح لتفعيل دور هذه الفضاءات في إنعاش الفعل التربوي والفني الثقافي داخل الأحياء». استطاعت فعاليات ملتقى مرتيل لمسرح الطفل، والذي ينظمه فرع المنظمة الوطنية لفناني مسرح العرائس بمرتيل، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، جماعة مرتيل، عمالة المضيقالفنيدق، مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة وشركة أمانديس تحت شعار: «مسرح الطفل: احتفاء باللغة والجسد»، أن يجعل من فعاليات وفقرات التظاهرة «جسرا للبحث عن تلك التقاطعات بين برنامج الجهة المنظمة وبرامج عمل وانتظارات الجهات المانحة بغرض رفع سقف الدعم وترشيد وحكامة تدبيره بما يحقق الإشعاع والأثر الممتد». وشهدت قاعة سينما الريف بمرتيل، ضمن فعاليات حفل الاختتام، ليلة الخميس 28 دجنبر، حضورا لافتا لأطفال شغوفين بالفرجة المسرحية والتي تنوعت فقراتها من غناء ورقص وألعاب وتنشيط، وهكذا قدمت فرقة كرنفال الحمراء من مراكش ألعابا استعراضية شدت الأطفال كما تم تقديم مسرحية «مومو والأخرون» لفرقة الصورة من شفشاون، فيما أبدعت المجموعة الصوتية لإعدادية أبي القاسم من تطوان عرضا فنيا موسيقيا أنهته الفنانة نرمين بنشكرة. وكرمت الدورة الرابعة عشرة، الكاتب العربي بنجلون، تقديرا لمساره الإبداعي الطويل في الكتابة للطفل. بل هو أحد الكتاب القليلين في المغرب المتخصصين في أدب الطفل. وقد شكل اللقاء المفتوح، بمكتبة أبي الحسن الشاذلي، والذي أداره الشاعر والباحث الدكتور المعتمد الخراز، مناسبة اقترب فيها الحضور من آراء ومواقف الكاتب خصوصا من قضايا ترتبط بحضور الطفل في المشهد الثقافي والفني بالمغرب. وقد تنوعت أنشطة الملتقى الفنية والثقافية الإشعاعية وشملت فضاءات عمومية بمدن مرتيلوالمضيقوالفنيدق. ملتقى مرتيل لمسرح الطفل، والذي ساهم، طيلة 14 سنة من عمره، في التحسيس بأهمية مسرح العرائس من خلال فرجات مسرحية موجهة للطفل. والى جانب العروض المسرحية والاستعراضية والتراثية للفرق الوطنية المحترفة (فرقة مسارات مسرح الدمى، فرقة فتيات السلام من شفشاون، فرقة الشعلة الفنية من طنجة، فرقة مسرح الصورة بشفشاون، فرقة مسرح الفانوس من الرباط)، احتضنت الفضاءات السوسيوثقافية للقرب (مكتبة أحريق ومكتبة مكسطة، مركز الأندلس، مكتبة أبي الحسن الشاذلي..) ورشات تكوينية في المسرح التربوي، اللعب الدرامي وإدارة الممثل أطرها لفيف من الأطر المتمرسة في المجال (عبداللطيف العسال، محمد صالح، حميد البوكيلي). هذا، وقد افتتحت فرقة كرنفال الحمراء بمراكش فعاليات المهرجان، بكرنفال احتفالي كبير قدمت خلاله ألعاب بهلوانية استعراضية. وشهد حفل افتتاح الملتقى حضورا رسميا، وأعلن خلاله، عامل المضيقالفنيدق، عن قرب افتتاح المركب الثقافي لمرتيل لسد الخصاص الذي تعانيه المدينة في هذا الباب، وهو ما سيشكل مكسبا حقيقيا للجمعيات الفاعلة.