يمكن القول أن لجنة البرمجة بجامعة كرة القدم خلال الدورات الأخيرة دفعت أندية النخبة دفعا لإنهاء الشطر الأول من البطولة لإفساح المجال لمنافسات «الشان» وذلك بإدراج ثلاث مباريات خلال الأسبوع الأخير والتي يبدو أنها أنهكت العديد من الفرق ومنها الفريق المتزعم حسنية أكادير الذي واجه يوم الإثنين ما قبل الماضي الوداد البيضاوي، ولعب يوم الخميس مباراة قوية أمام الدفاع الحسني الجديدي بملعب العبدي، ثم واجه يوم الأحد متذيل الترتيب المغرب التطواني برسم الدورة 15. لهذا من الطبيعي أن نِؤكد أن الفريق الأكاديري الذي تمكن في نهاية المطاف من انتزاع لقب بطل الخريف عانى كثيرا خلال هذا الأسبوع ليصل إلى ما وصل إليه. المباراة الأخيرة التي واجه فيها المغرب التطواني، والتي جرت في توقيت غير مألوف (الواحدة زوالا) اجتذبت جمهورا قياسيا تجاوز تعداده عشرة آلاف متفرجا، لم تكن بالمباراة السهلة. فالفريق الضيف الذي يعيش أزمة نتائج ويحتل الصف الأخير بست نقاط كان مراده تحقيق الفوز من قلب أكادير، وهو ما تحقق له خلال الشوط الأول من كرة سددها مهاجمه عبد المولى الغروس والتي خدعت الحارس عبد الرحمان الحواصلي لتستقر في الشباك (د.29). ولم يفلح ضغط الأكاديريين خلال هذا الشوط من إثمار أي هدف بحكم أن مدرب الفريق الزائر يوسف فرتوت أعتمد ملء منطقتي الدفاع والوسط (4-5-1) لخنق محاولات الفريق السوسي، وهو ما أوقع هذا الأخير في سوء التمرير ومواجهة جداري الوسط والدفاع اللذين صمدا طيلة هذا الشوط. وخلال الشوط الثاني تحركت مجددا الآلية الهجومية للحسنية والتي كانت منقوصة بفعل غياب كل من أوبيلا والبركاوي المصابين، والبرازيلي كريستيانو سانتوس الذي جمع أربع إنذارات. وقد كانت هناك فرصة للفريق الأكاديري للعودة في النتيجة من ضربة جزاء أعلن عنها حكم المباراة حمزة الفارق بعد تردد ثم عاد فألغاها بعد استشارة أحد مساعديه. وقد كاد هذا الموقف أن يسمم الأجواء في الملعب. وفي حدود الدقيقة 67 سيتمكن المدافع سفيان بوفتيني من أن يسجل هدف التعادل بعد خطأ في التغطية لمدافعي الفريق التطواني. ودقائق بعد ذلك سيتمكن مدافع آخر هو ياسين الرامي من إضافة هدف ثان من قذفة قوية ورائعة لم تترك أي حظ للحارس اليوسفي. فقد كانت الكلمة خلال هذا الشوط للمدافعين اللذين غطوا على النقص الذي عرفه الفريق الأكاديري هجوميا بفعل الغيابات التي ذكرنا وبفعل افتقاد الفريق لقلب هجوم بالمعنى الحقيقي. وعموما فالفريق الأكاديري الذي احتفل في نهاية هذه المباراة مع جمهوره الكبير بمناسبة انتزاعه لهذا اللقب الرمزي لقب الخريف يبقى مطالبا بالبحث عن بعض العناصر لتقوية صفوفه خلال فترة الميركاتو رغم أن مدربه الأرجنتيني غاموندي سبق أن صرح بأن الفريق له من العناصر في فريق الأمل وفئة الشبان ما يكفي لمواجهة متطلبات مرحلة الإياب التي تعد بمباريات حارقة.