عاشت مختلف المصالح الأمنية والدرك الملكي والاستخبارات الأمنية بمختلف مشاربها، ليلة بيضاء، بمناسبة الانتقال من السنة الميلادية 2017 إلى الجارية 2018، وبحسب مصدر أمني، فإن الإدارة العامة سجلت نجاح مصالحها في تأمين الاحتفالات على المستوى الوطني، ولم تسجل أية حوادث أو استهداف من أي مستوى، مشددا على أن عمليات استباقية جرت طيلة السنة مكنت من دحر أي خطر محتمل، كما أن الإجراءات التي نفذها ولاة الأمن بإشراف مباشر من الإدارة العامة مكنت حسب نفس المصدر من جعل الليلة تمر دون حوادث تذكر. واعتمدت الاستراتيجية الأمنية على تواجد ظاهر واستعراضي بين الدوريات الراجلة والسدود الأمنية وطواف السيارات الأمنية المختلفة الأشكال، والتواجد في عمق الأحياء الشعبية، وكذا التواجد بمداخل المدن وقرب المؤسسات السياحية والمقار الحكومية والبرلمان بغرفتيه، بالإضافة إلى أماكن تواجد المؤسسات الدبلوماسية الأجنبية، كما نشرت المصالح الأمنية أعدادا كبيرة من الشرطة بزي مدني في مختلف المناطق، وكثفت دوريات «حذر» من تواجدها في مختلف النقاط الحساسة. وشوهد تواجد كثيف لشرطة المرور مع الاستعانة بالصقور لضمان انسيابية المرور كعامل مسهل للأمن والتحكم في حركة السير، كما انتشرت سيارات الإسعاف طيلة ليلة الأحد وسيارات الوقاية المدنية. وساهمت السلطات الترابية في عمليات حفظ الأمن عبر تسيير دوريات راجلة من أعوان السلطة في الأحياء، معززة برجال القوات المساعدة، كما كانت فرق خاصة أمنية مجهزة معبأة للتدخل في حال أي طارئ، وفي العاصمة الاقتصادية وحدها تم تخصيص ما لا يقل عن 5 آلاف رجل أمن من مختلف الفرق الأمنية من أجل تأمين هذه الاحتفالات بمدينة الدارالبيضاء، كما أوضح ذلك عبد الله الوردي، والي أمن البيضاء، وأشار أيضا إلى أن قوات الأمن ستكون منتشرة في كل مناطق الدارالبيضاء، بدون استثناء، مع تعزيز الحضور الأمني بمنطقة أنفا بالنظر إلى كونها أكثر الأماكن حيوية واستقطابا للمواطنين خلال مثل هذه المناسبات. وشرعت المديرية في تطبيق الإجراءات الأمنية منذ ساعات مبكرة من يوم الأحد الماضي، إذ نصبت مجموعة من السدود القضائية والإدارية في مداخل ومخارج المدينة وجميع المناطق الأمنية. وعرفت باقي المدن، خاصة السياحية منها وكذا العاصمة الإدارية للمملكة، الرفع من الحيطة الأمنية إلى الدرجة القصوى، خاصة بمدن مراكشأكاديرطنجة وفاس ومكناس وباقي الأقاليم، وخصصت المديرية العامة للأمن الوطني ما لا يقل عن 50 ألف رجل أمن بمختلف مناطق المغرب من أجل تأمين احتفالات رأس السنة الميلادية، هذه الإجراءات تأتي في سياق السياسة الاستباقية لتي دأبت عليها مديرية الأمن لمحاربة الجريمة واستشراف أي اعتداءات أو توترات أمنية محتملة. وينتظر أن تعلن الإدارة العامة عن حصيلة تدخلاتها بمناسبة رأس السنة.