في خطوة إنسانية بالغة الأهمية، توجّه، قبل أيام، طاقم طبي مغربي يتكون من 20 مهنيا للصحة، ضمنهم 5 أطباء متخصصين في أمراض القلب والشرايين، إلى دولة النيجر، محمّلين بمعدات تقنية وعلمية متطورة، بهدف تمكين 30 رضيعا وطفلا يبلغون من العمر أقل من 5 سنوات وينحدرون من أسر معوزة، من تدخلات جراحية، كلّلت جميعها بالنجاح، وخلّفت صدى طيبا في أوساط عائلات المستفيدين والمسؤولين على حدّ سواء. قافلة طبية، أكّد الدكتور الحسن التازي، الاختصاصي في جراحة التجميل والسمنة، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن المؤسسة الصحية التي يشرف عليها بالدارالبيضاء، برمجتها انسجاما والتوجهات الملكية لتعزيز الشراكة جنوب جنوب بين المغرب ودول إفريقيا، مبرزا أن هذه الخطوة المجانية هي تأكيد على العمق الإفريقي للمغرب، وهي تجسّد شراكة تنهل من كل ماهو إنساني وكل ماهو مشترك بين دول القارة، بعيدا عن أي منطق رقمي لحظي، على اعتبار أن قوة وتقدم أي بلد إفريقي فيه تقدم للقارة ككل. وأبرز الدكتور التازي أن الرضع الذين تمت دراسة ملفاتهم كانوا يعانون من تشوهات على مستوى القلب، وبعضهم كانت لديه مشاكل على مستوى الصمامات، وحالات كان القلب به ثقب، حيث تم القيام بالتدخلات الجراحية اللازمة والتي تتطلبها كل حالة على حدة، بالمستشفى المرجعي بنيامي العاصمة، من طرف الأطباء المتخصصين، الذين لبوا النداء الإنساني بكل طواعية ورحابة صدر. خطوة طبية، إنسانية وتضامنية، أكد الدكتور الحسن التازي أنها لن تكون الأخيرة، إذ أن برنامجا جرى تسطيره في هذا الصدد، لبرمجة قوافل طبية أخرى بدول إفريقية، مشددا على أنه حان الوقت لإحداث مؤسسة الشفاء للمبادرات الاجتماعية والإنسانية، وداعيا لأن تعرف الشراكة بين المغرب وإفريقيا المزيد من التطور، بما يخدم الشعوب، بنظرة فيها اعتزاز بالانتماء للقارة.