وجد عدد من أصحاب الدراجات النارية بمراكش، أنفسهم في موقف صعب بشوارع المدينة بعدما استجابوا لدعوة شركة خاصة أطلقت تطبيقا لتسهيل النقل العمومي عبر الدراجات. المعنيون واجهوا رفضا صارما من سائقي سيارات الأجرة بسبب عدم توفرهم على أية رخصة تخول لهم ممارسة مهام النقل العمومي. و بمجرد انطلاق العمل بالتطبيق، في نهاية الأسبوع قبل الماضي، حاصر سائقو الطاكسيات عددا من الدراجات التي تحمل العلامة التجارية للشركة، معتبرين ذلك «ممارسة للنقل السري، و مظهرا من مظاهر التسيب التي أضحت تتسيد مجال النقل الحضري بالمدينة الحمراء». و طاردوا اللوحات الإشهارية المتنقلة للشركة. و تطور الموقف بتنفيذ سائقي سيارات الأجرة، يوم الأربعاء 20 دجنبر الجاري لوقفة احتجاجية قرب مقر الشركة للتنديد بإقحام الدراجات الخاصة في مجال النقل، متسائلين عن الجهة التي رخصت للشركة المذكورة بمزاولة نشاطها. الشركة المعنية التي شرعت في العمل في يوم 16 دجنبر الجاري، أطلقت تطبيقا على شاكلة الشركة العالمية « أوبير»، و تستقطب أصحاب الدراجات النارية للانخراط في نشاطها، لنقل الزبناء داخل مواقع مختلفة من مراكش. و تُخضع الشركة المتعاملين معها لتدريب قصير المدة ، و تمكنه من خوذة تحمل شعارها. و اعتبر عدد من المواطنين إطلاق هذا التطبيق إضافة إيجابية، و خاصة في ظل ما وصفوه بمعاناة الساكنة مع سيارات الأجرة، التي غالبا ما تفضل نقل الأجانب، معتبرين أن تطبيق الشركة يدمج وسيلة نقل أليفة بالمدينة الحمراء ، تتميز بقدرها على الحركة بسلاسة، و تستجيب بسرعة لنداء الزبناء. و أكدوا على ضرورة توفر الصرامة لدى السلطات لفرض كل ضمانات الأمان لتوفير كل الظروف السليمة للراغبين في التعامل مع خدمات هذا التطبيق. و لم تكن هذه المحاولة الأولى لإدماج الدراجات النارية في خدمات النقل بمراكش، فقد جرت العادة بعدد من المواقع التي يرتفع فيها الطلب على سيارات الأجرة، كمحطة المسافرين، على تواجد عدد من أرباب الدراجات الذين يعرضون خدماتهم لنقل المواطنين، و بكلفة أقل. كما أن الدراجات الثلاثية العجلات ( التريبورتر) تقوم بنفس العملية و بشكل عاد في عدد من أحياء المدينة. و يعيب عدد من المتخلين في النقل الحضري عن سائقي سيارات الأجرة بمراكش سعيهم إلى إزاحة كل منافس لهم في شوارع المدينة، مما يجرهم إلى احتقانات متكررة، كتلك التي تحدث مع سائقي سيارات النقل السياحي، و خاصة في محيط الفنادق و التي تنتقل في أحيان كثيرة إلى مستوى عنيف، في وقت يواجه القطاع عددا من المؤاخذات من قبل الزبناء سواء كانوا محليين أو أجانب، حيث تعتبر الاختلالات المرتبطة بقطاع سيارات الأجرة واحدة من النقط السوداء التي يسجلها زوار المدينة من مختلف الجنسيات، و لاسيما في ما يخص عدم التزام بعض السائقين بالتعريفة المعمول بها، و ممارسة الابتزاز في حالات متعددة و تسهيل خدمات غير مشروعة، إضافة إلى الامتناع عن نقل الزبناء المغاربة إلا في حالة عدم وجود أجانب؟