في تجربة جمالية مشتركة يعرض الأخوان الفنان والناقد التشكيلي ابراهيم الحَيْسن والفنان الرَّاكَب الحَيْسن جديد أعمالهما الصباغية، وذلك بالرواق الفني مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين – الرباط طيلة الفترة الممتدة بين الواحد والعشرين من شهر دجنبر الحالي (2017) و الحادي عشر من شهر يناير المقبل (2018). بهذه المناسبة، سيتم إصدار «كاتالوغ» من القطع المتوسط يقع في 40 صفحة يتضمَّن صور الأعمال الفنية ويحفل بنصوص تقديمية باللغة العربية لكل من الفنانة والناقدة المصرية أمل نصر والفنان والناقد التشكيلي شفيق الزكَاري والباحث الجمالي محمد الشيكًر، مثلما يحفل بنصين تقديميين للناقدين مبارك حسني ولحسن لغدش. هذا، يمتح المعرض خصوصيته الفنية والجمالية من ثقافة الصحراء التي لا تعني – كما كتب الباحث الشيكَر – عنواناً على جغرافية الجدب والفراغ والصمت الجنائزي، بل هي بخلاف ذلك فضاء ينهض على ناموس جغرافي قوامه الحركة و التقلب والتناسخ و المحو و عدم استقرار عناصر الطبيعة والوجود على قرار. فكل شيء في الصحراء مترحل متنقل: الرمال والرجال والعير والمزن والرموز والعلامات وسجلات المخيال والذاكرة. مضيفاً أن ما ينطبع على سجاد الرمل لا يلبث أن ينمحي من غير أن يندرس، ويتناسخ من دون أن ينطمس. والفنانان المبدعان الأخوان إبراهيم الحَيْسن والراكَب الحَيْسن من هذه السلالة المتحدرة من خرائط الصحراء، ويخبران شعرية الترحل والمحو التى تعتمل عناصرها الأنطولوجية والإستتيقية على أوقيانوسات الرمل. وقد وفقا في أن يجعلا منها مفردة جمالية تمهر منجزيهما البصريين الضالعين في الفرادة والمغايرة، كما صنعا منها، كل على منواله، مسوغاً إستتيقيّاً ومنظومة إسناد مرجعية. وفي خرائط المحو التي يدعوان عين المتلقي إلى ارتيادها، تغدو كل العناصر البصرية من تشكيلات وكتل وهيئات وبلاغات كروماتية أبجدية ضرورية لاستعادة ما انمحى، وتهجي الرموز المتفلتة على طروس الرمل وسبر قسمات الوجوه المتغضنة، والأجساد المنذورة للغياب. ويخلص الباحث الشيكَر في تصديره لكاتالوغ المعرض بأن خرائط المحو التي يستغورها الفنانان إبراهيم والراكَب تنتظر العين الحصيفة التي تستقرئ الطروس وتعيد ترميم ما تخفى خلف خفقات الملاحف والأجساد الشفيفة، أو توارى تحت سرير الرمل وتموُّجات الكثبان..