التجأت عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء إلى خدمات جامعي القمامة أو ما يصطلح عليهم ب «البوعارا» بعد إحداثها لمركز لفرز وإعادة تدوير النفايات المنزلية والمشابهة بمنطقة سيدي البرنوصي، المدعم بمجموعة من النقط الايكولوجية التي تم تثبيتها ببعض الأحياء السكنية، وهي عبارة عن أكشاك بيئية، مهمتها تحسيس الساكنة بضرورة المحافظة على البيئة وإشاعة وترسيخ ثقافة الفرز القبلي للنفايات المنزلية من طرف الأسر. وأكد أحد المسؤولين عن هذه التجربة على أنها تدخل ضمن مسلسل المجهودات المبذولة من طرف الإدارة الترابية بعمالة البرنوصي، من أجل إرساء وتطوير ميكانيزمات تنمية محلية مستدامة، وذلك وفق رؤية شاملة ومندمجة، مشددا على أنها تهدف من جهة إلى إدماج فئة اجتماعية هشة تتمثل في جامعي القمامة الذين يصطلح عليهم ب «البوعارا» الذين يزاولون نشاطهم في ظروف تفتقر إلى شروط الكرامة، وذلك عن طريق تأطيرهم وتنظيمهم بشكل قانوني يمكنهم من الاشتغال في إطار مهيكل يضمن لهم الاستقرار والعيش في ظروف لائقة، مضيفا بأنه أمكن إدماج حوالي 60 فردا من هذه الفئة من خلال اشتغالهم بالمركز المذكور وكذلك بالنقط الايكولوجية السبع المحدثة في مرحلة أولى على صعيد أحياء سيدي البرنوصي. ومن جهة أخرى تهدف ذات الخطوة إلى إرساء ثقافة الفرز القبلي للنفايات المنزلية من طرف الأسر بالأحياء السكنية، وذلك عن طريق تنظيم حملات تحسيسية موجهة للساكنة مرفوقة بعمليات تحفيزية من أجل التشجيع على تبني هذه الثقافة الجديدة. ويتوقع أن يتم تعميم هذا المشروع، الذي خصصت له ميزانية تقدر ب 900 مليون سنتيم و 424 ألف درهم، تساهم فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقرابة 400 مليون سنتيم، تدريجيا على باقي المناطق والعمالات الأخرى، إذ أصبحت مدينة الدارالبيضاء تنتج يوميا ما يفوق 4000 طن من النفايات التي تكلفها غلافا ماليا مهما، فضلا عن الاختلالات المسجلة في هذا الباب.