لم تفلت الرياضة والرياضيون في غزة من براثن العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي استمر على مدى 51 يومًا، على القطاع، وقضى فيه 32 رياضيًّا، بينهم 16 لاعب كرة قدم، في حين تعرضت العشرات من المنشآت الرياضية للأضرار والخسائر. ولقي لاعبا كرة القدم الشابان، أحمد محمد القطري ، و عدي جبر ، حتفيهما في مظاهرات خرجت للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي. كما قُتل مدرب كرة القدم المعروف على المستوى المحلي، عاهد زقوت ، في قصف إسرائيلي استهدف شقته الكائنة في حي النصر وسط مدينة غزة. ويعمل زقوت مدربا لفريق نادي الهلال الرياضي لكرة القدم، وكان في السابق يصنف كأفضل لاعبي خط الوسط على مستوى فلسطين، حيث شارك في عدة مباريات دولية مثل فيها فلسطين خارج البلاد. ويؤكد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أنه من غير الممكن تحديد حجم الدمار، الذي نجم عن الحرب، بدقة، وأن كثيرا من الرياضيين أصيبوا بجروح، فضلا عن الذين قتلوا. وحسب معطيات وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية فإن 32 منشأة رياضية في غزة، بينها عدد من ملاعب كرة القدم، إضافة إلى 500 منزل خاص برياضيين تعرضت لأضرار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. وتسعى السلطات الفلسطينية إلى مطالبة إسرائيل في المحافل الدولية بتقديم تعويضات للأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن العدوان، في المجال الرياضي. وتشير معطيات نشرها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عام 2013؛ إلى رفع أكثر من 100 دعوى قضائية ضد إسرائيل؛ بسبب الانتهاكات الإسرائيلية على الرياضة الفلسطينية خلال 5 أعوام. وعلى الرغم من كل الصعوبات إلا أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم يواصل تمثيل بلاده بنجاح على الصعيد الدولي؛ بعد اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) به عام 1998 . وبعد تناقص القيود المفروضة من جانب إسرائيل على سفر اللاعبين الفلسطينيين بفضل جهود الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم، حقق المنتخب الفلسطيني تقدما هو الأهم في النصف الأول من العام الحالي. ورغم التوصل إلى اتفاق هدنة شاملة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إلا أن الغموض ما يزال يحيط بمشاركة المنتخب الفلسطيني في البطولات والمسابقات الدولية، ومن بينها كأس السلام في الفلبين 2014 وكأس آسيا. وعلى الجانب الآخر، أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى تأجيل أو إلغاء المسابقات والبطولات الرياضية في إسرائيل، بما فيها دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، الذي كان من المقرر انطلاقه في 8 من غشت الماضي، لدواع أمنية. وتبنى مؤتمر الفيفا، الذي انعقد بمدينة ساوباولو البرازيلية قبيل انطلاق كأس العالم الأخيرة، تشكيل لجنة محايدة لتثبيت الانتهاكات الإسرائيلية بحق لاعبي كرة القدم الفلسطينية، حسب ما صرحت به منى دبدبوب ، نائب مدير العلاقات الدولية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.